لم يُفكر كم قتل من قبل , ولن يُقدر كم سيقتل من بعد , ولا يأبه بمن قُتل من قبل أو من بعد , فهاهو يقتحم ساحات الحرية , ويُمطرها بوابل من القذائف والنيران بلا رحمة , ويقصف المساجد بدون أن يرِفّ له جفن, وينتهك الحرمات بلا هوادة , ويقول أنا مجرم .. مجرم , لكني لن أُحاكم لأن أحمل في يدايَ صك العفو السعودي الخليجي .
يجوب ويصول في وطن الحكمة , فلا ترى بعده إلا أشلاءًا طاهرةً متناثرةً , ودماءًا زكيةً منسكبةً , وأجسادًا خالدةً تحضن تربة وطنها الغالي , يُلقي نظرة إلي الوراء ويقول : أنا مجرم .. مجرم ولكني بريء واسألوا اللقاء المشترك , فقد أمضى على صك براءتي مسبقًا , مع أني رفضت أن أمضي على براءتي .
ومع احتدام آلة القتل والعنف , أقبل المبعوث الأممي والخليجي , ليبعثا الروح في نظام قضى نحبه , لا في مبادرة توفيت منذ سابق عهد , جاءا يُرمما أصنامًا سقطت بربيع الثورة السلمية اليمانية .
يظن القاتل وآله من الخليج , أن ثورتنا سيُطفئ وهجها , وأن القتل يخيف الثائرين الأحرار , لا والله فكلما سقط شهيد , ازدادت الثورة وهجًا , واتسعت رقعتها , وكلما انسكب دمٌ طاهر , ترسخ في الأذهان أن لا مفر من القصاص
أغرى المجرم وحاميه ومرمميه , أن الثورة اليمانية هي أطهر وأنقى وأخلص ثورة سلمية , ولكن هيهات والله ...
سنكتب النصر سلمًا لن ننازله *** ورأس صالح حول الحبل نلويه
حبل المبادر باسم الشعب نقطعه *** ويد اللقاء سنقطعها ونشويه
سيان من جاء باسم الشعب يظلمنا *** أو جاء يحمل صك العفو يُمليه
في الأربعاء 21 سبتمبر-أيلول 2011 06:08:39 م