دمشق تعلن بدء تشغيل النفط من حقول شمال شرقي سوريا
فضيحة تحكيمية جديدة في مباراة برشلونة
أوكرانيا أرض الثروات.. لهذا يلهث ترامب وراء المعادن النادرة
28 مليار دولار خسائر أوروبا الأولية من رسوم ترمب على الصلب والألمنيوم
قراصنة يستولون على 1.5 مليار دولار في أكبر سرقة بتاريخ العملات المشفرة
بريطانيا تعلن عن حزمة كبيرة من العقوبات ضد روسيا
نتانياهو يعلن تأجيل موعد الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين
وقف المساعدات الأميركية يضاعف الأزمة الإنسانية في اليمن ..ومصادر تكشف التفاصيل
قوات أمريكية تضبط اسلحة إيرانية ومكونات صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وتقنيات اتصال متطورة كانت في طريقها للحوثيين
دولة خليجيه تتربع على المرتبة الـ 10 عالمياً في مؤشرات القوة الناعمة لـ 2025
لقد بات من الواضح أهمية التعليم العالي والدور الذي يلعبه في التنمية الاقتصادية إذ لا يمكن تحقيق التنمية الاقتصادية بل لا يمكن الحديث عن التنمية الاقتصادية دون التنمية البشرية ذلك أن الموارد البشرية وبطبيعة الحال هم من يحملون على عاتقهم التخطيط الاقتصادي والاجتماعي وبما من شأنه تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهذا يؤكد حقيقة انه لا توجد تنمية بشرية بل لا يمكن الحديث بأي حال من الأحوال عن التنمية البشرية دون التعليم ذلك ان التعليم هو السبيل والطريق الوحيد للوصول إلى التنمية البشرية ومن هنا نجد بان العملية مرتبطة ببعضها البعض ولا يمكن تجزئتها إذ لا يمكن للتنمية الاقتصادية أن تتحقق دون التنمية البشرية ولا يمكن للتنمية البشرية أيضا ان تتحقق إلا بالتعليم ومن هنا فان التعليم عموما والتعليم العالي على وجه الخصوص هو المعني بالتنمية الاقتصادية ومن هنا تأتي أهمية التعليم العالي كونه يساهم بشكل أساسي في خدمة المجتمع والارتفاع به حضاريا لتصبح مؤسسات التعليم العالي فيه موطنا للفكر الإنساني على أرقى مستوياته ومصدرا لتنمية الموارد البشرية متوخيا في ذلك رقي الفكر والإبداع والابتكار وتقدم العلوم الطبيعية والطبية والاجتماعية والإنسانية والتطبيقية وتنمية القيم الإنسانية والمساهمة في المعرفة الكونية على أسس من الندية والتكافؤ وترسيخ الأصالة وتطويرها والنهوض بها إلى مستوى المعاصرة ومن هذا المنطلق يستمد التعليم العالي أهميته .
إن إهمال التعليم وعدم دعمه وعدم الاهتمام به يؤدي الى نتيجة حتمية مفادها فشل التعليم وإذا ما فشل التعليم فان لذلك الفشل تبعات وآثار تنعكس انعكاس سلبي وخطير على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وهذا هو حال البلدان والتي تعتبر الجمهورية اليمنية واحدة منها لا تقوم بدعم التعليم وبالتالي لا توليه أي اهتمام فنجدها تشهد تدهورا في شتى مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ونجد ظاهرة البطالة وعدم الاستقرار وانتشار الجريمة بكافة أشكالها وأنواعها هي السائد في البلد ذلك ان تلك البلدان فاقده للوعي الثقافي والاجتماعي وفاقدة أيضا للموارد البشرية الفاعلة والتي تقوم بدورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهذا ناتج بالدرجة الأولى عن عدم الاهتمام بالتعليم وفي المقابل نجد أن البلدان التي اهتمت بالتعليم كما هو حال ماليزيا واليابان والصين وجميع الدول المتقدمة عندما أولت التعليم العالي أهمية بالغة ودعمته دعما سخي كونها تدرك أهميته وأهمية ما سوف تترتب على ذلك الاهتمام من نتائج وآثار ايجابية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويعود بالنفع على البلد بشكل عام فكانت النتيجة بان تلك البلدان تطورت بالفعل وارتقت وحققت نجاحات هائلة في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
ومن هنا فان التعليم عموما والتعليم العالي على وجه الخصوص يلعب دورا رئيسيا في إعداد رأس المال البشري، الذي أصبح يفوق بأهميته رأس المال المادي، لأنه يسلح الأفراد بالقدرات والمعارف والمهارات والقيم والاتجاهات التي تمكنهم من مواجهة متطلبات العصر، ويحسِّن مستوى إنتاجيتهم، ويزيد دخلهم، ويحسِّن مستواهم الصحي، ويمكنهم من المساهمة بشكل أفضل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادهم، ويقلل الفروق الفئوية بينهم، ويفسح المجال للكشف عن القدرات المبدعة، ويساعد على حسن استثمارها.
الجمهورية اليمنية واحدة من تلك البلدان التي لا تولي التعليم بشكل عام اي اهتمام ولذلك نجد أن التعليم العالي في اليمن ونتيجة لعدم الاهتمام به لا يلبي الحد الأدنى من متطلبات التنمية الاقتصادية وسوق العمل ذلك ان خطط وسياسات وبرامج التعليم العالي وللأسف الشديد يغلب عليها الطابع العشوائي لذلك نجد ان مخرجات التعليم العالي في الجمهورية اليمنية لا تلبي متطلبات التنمية الاقتصادية وسوق العمل الأمر الذي ترتب عليه آثار سلبية خطيرة على كافة الأصعدة وبمختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وما تشهده البلد من ارتفاع نسبة الأمية والجهل في أوساط الشعب اليمني وما تشهده البلد من تزايد نسبة نمو البطالة سنويا بين خريجي الجامعات وما تشهده البلد من فوضى ودمار وخراب وتدهور في شتى مجالات الحياة إلا نتاج لعدم الاهتمام بالتعليم عموما وبالتعليم العالي على وجه الخصوص
وإذا ما أرادت الحكومة اليمنية ان تشهد البلد نهضة اقتصادية واجتماعية وإذا ما أرادت الحكومة بالفعل أن تمضي بالبلد نحو المستقبل المشرق والغد المنشود الذي طالما حلمنا وتغنينا به فان عليها الاهتمام بالتعليم وإذا لم تهتم الحكومة بالتعليم وتدعمه الدعم اللازم والكافي عندها لن تستطيع أن تحقق الحد الأدنى من متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي لن تصل بنا وبالوطن إلى اليمن الجديد يمن الدولة المدنية الحديثة يمن الأمن والاستقرار يمن العدل والمساواة يمن النهضة الاقتصادية والاجتماعية .