الغاية لا تبرر الوسيلة
بقلم/ م/يحيى القحطاني
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و يومين
السبت 07 يناير-كانون الثاني 2012 07:00 م

إن مبدأ (الغاية تُبرر الوسيلة) هو مبدأٌ خاطئٌ إلى أقصى الحدود، ولا يمكن تطبيقه إلا في سبيل الطغيان والاستبداد؛ فالأمور المُحرمة حين تصبح مشروعة لا نقول عنها بأنها وسيلةٌ خاطئة بررتها غايةٌ صحيحة؛ فالعنف عند الدفاع الشرعي عن النفس مثلاً لا يُعتبر جريمة نحتاج لتبريرها، لذلك فإن وجود حاجة للتبرير يُشير في حد ذاته إلى أن الوسيلة ما تزالُ خاطئة، والأشخاص الوحيدون الذين يستطيعون تبرير الأفعال الخاطئة بالغاية المقصودة، هم الذين تكون غايتهم في حد ذاتها خاطئة،والصواب هو أن الوسيلة هي التي تُبرر الغاية.

فغايتنا جميعا نحن اليمنيون سلطة ومعارضة هوى التغيير وتحقيق الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة وتطهير البلاد من الفساد والفاسدين، فكيف يمكننا الحفاظ على غايتنا ونحن نستخدم ألأسلوب الخاطئ والغلط والطريق المتعرج وبالأساليب الهمجية من القتل والتخريب والحرق والنهب وقطع أرزاق الناس والكهرباء والبترول ومحاولة ألاستيلاء على المعسكرات والأسلحة التي هي ملكا للشعب والوطن ؟! غايتنا ستتحقق لنا فقط باستخدامنا للوسائل النقية الطاهرة؛ فهي التي ستُبررها لن،فالغاية التي نصل إليها ستكون بنفس طهارة أو فسادا لوسائل التي وصلنا إليها بها، واستخدامنا لوسائل موبؤة من أجل تحقيق غاية طاهرة هو أمرٌ مستحيل، بل هو أمر ينفي الغاية كلياً!.

وجميعنا يعلم ما هو الهدف الأول والغاية الأسمى من التغيير الذي ننشده نحن اليمنيون جميعا، وجميعنا موقنون بضرورة التغيير والانتقال من الحكم الرئاسي المطلق إلى الحكم البرلماني، والتبادل السلمي للسلطة، ومعالجة كل الأخطاء والسلبيات التي أضرة باليمن واليمنيين ومن أجل ذلك يجب علينا أن نتخلى عن تعصبنا وجهلنا وأن نتعلم أولاً كيف يتم تحقيق الغاية وكيف يتم الحفاظ على الدولة والوحدة والديمقراطية؛ لنُحقق غايتنا معاً بالوسائل النقية الطاهرة وبالمبادئ النبيلة للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والوحدة اليمنية، ولنحافظ معاً على الوطن اليمني بإصلاح الأخطاء ومعالجة الهفوات، ومن يُروج لغض البصر والصمت على ألأخطاء التي ترتكب بحق الشعب والوطن من قبل الإخوة قادة ومن تسبي أحزاب اللقاء المشترك ومن الشباب المعتصمون والمتظاهرون في ساحات التغرير منذ بداية ألأزمة السياسية قبل إحدى عشر شهرا وحتى تاريخه، ويقومون باتهام كل من يدعو للإصلاح والتغيير والتبادل السلمي للسلطة عن طريق الحوار بالخيانة، ويوقعون على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ويرفضونها بواسطة عناصرهم ومؤيديهم في المظاهرات والمسيرات الراجلة (قافلة الحياة من تعز) و(قافلة الكرامة من الحديدة) والمظاهرات اليومية في الشوارع والأزقة) أدعوهم هم لغض البصر عن التغيير والإصلاح والالتزام بالصمت الآن؛ فالوقت غير مناسب لتجاهل أخطاء الإخوة الانقلابيين من أحزاب اللقاء المشترك على الوطن والمواطن وعلى الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع.

وإن العقيدة الدينية التي نُصلح بها حالنا أولاً ثم نُصلح بها حال الآخرين، تستمد ثباتها من كونها على الدوام معياراً للحق والباطل نُطبقه على أنفسنا أولاً ثم على غيرنا،بعيدا عن التعصب وسوء الفهم والجهل فهي تتحول إلى لعنة حارقة من التخلف تدمرنا نحن قبل غيرنا،حين نُسارع إلى إخفاء الأخطاء تحت إدعاء الحفاظ على الثوابت الوطنية، فإن الخطأ في هذه الحالة يتحول إلى خطيئة،خطيئة تتضاعف كلما رفع أحدٌ ما صوته داعياً إلى غض البصر والتزام الصمت، فمتى كان الحفاظ على الصحة هو بالتغاضي عن المرض وعدم الحديث عنه أو معالجته؟ وسينادي البعض بعصبية: (كل شيء يهون في سبيل التغيير) نعم حال اليمنيين جميعا يقول،كل شيء يهون في سبيل التغيير، وحتى ينتصر الوطن على عوامل الفناء ويستعيد من خلاله مجده وشموخه وقدرته على الثبات في مواجهة العواصف والأنواء لأن الوطن ملك لكل أبنائه ومسئولية حمايته والحفاظ عليه ليست على أحد دون سواه ولكنها مسئولية الجميع، وقد أثبت بشجاعته المعهودة للعالم أنه مستعدٌ للتضحية بكل شيء بسخاء في سبيل التغيير،والحقوق والحريات والمبادئ ألإنسانية الحميدة التي نناضل من أجلها وناضل أبائنا وأجدادنا من أجلها، والتي تحملنا من أجلها البطالة والغلاء والقتل والتخريب ، هل هوا أيضاً يهون في سبيل تحقيق غايتنا؟!

إذا كانت غايتنا هي الحرية والديمقراطية والعدالة، فهل يمكننا التغاضي عن انتهاك هذه المبادئ؟ فماذا سيبقى لنا من غايتنا إذا ضحينا بها؟!.

وأحزاب اللقاء المشترك يجسدون الميكافيلية في صورتها المتطرفة فيمارسون الإغواء والغواية في السياسة والدين التي تجد مرتعاً خصباً في عقول الشباب لا يعرفون خطوطاً حمراء ولا يعترفون بحدود الإباحة والمحظور فيها حتى أشد المحرمات الدم المسلم لم يسلم من استخدامه كوسيلة للضغط والتباهي وشراء التعاطف يشحذون به إلى حيث يشترون ويبيعون سلطة زائلة، يصورون أنفسهم كخلائف الله في الأرض محررو البؤساء وماسحو أدمع المساكين واليتامى ومفجرون قنابل الحرية اللانهائية،لا يعرفون من العلم إلا اسمه أشباه المتعلمين منهم لو فكرت عقولهم بمنطق وعقلانية لوجدنا نتيجة ولربما جاز أن نتوسم فيهم خيراً ،فهم يبحثون عن العلم في مدارس الإفلاس التي يعتنقها الأخوان يرمون بأصول البحث والتعلم بعيداً ويطبقون الأوامر فقط، يعملون بقاعدة اسمع وأطع، يستمرئون الواقع ويحبون الركود رافضين للتجديد ليس لديهم أهداف محددة ولا تهديهم رسالة أو تقودهم رؤية يعيشون في الضباب ويزعجهم نور الشمس، ولديهم أجندات خاصة ومصالح ذاتية يعملون على إدامتها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، الخائفون من التغيير يغلقون على أنفسهم منافذ الضياء ويمتهنون الرفض طالما جاء من غيرهم، وتعوزهم الثقة بأنفسهم وتنقصهم الجرأة في التفكير يتوقعون الفشل لأي محاولة لإصلاح الواقع يقولون إن شيئاً لا يتغير وأن الموجود هو الأفضل ربما لأنهم لا يقرؤون أولا يفهمون ما يقرؤون وربما لأنهم عاشوا في طفولتهم وشبابهم ثقافة يسودها الخوف يشعرون بالتهديد فيما لو سمعوا صوتاً يهتف أو لاحظوا شيئاً يتحرك ويبادرون للتشكيك والتشويش والتهويش وربما أكثر من ذلك خوفا على مصالحهم الذاتية.