عاجل: اجتماع ''أخوي'' لقادة دول الخليج ومصر والأردن غدا في الرياض بدعوة من ولي العهد السعودي
دراسة تكشف خطر القيلولة الطويلة والزمن المناسب لها
لأول مرة.. السعودية تعتمد رمزاً لعملتها الوطنية ''صورة''
تسليم 4 جثامين لأسرى إسرائيليين والقسام توجه رسائل قوية بالعربية والعبرية
روسيا تعلن السيطرة على 800 كيلومتر مربع في مناطق جديدة ..تفاصيل
دولة عربية جديدة تنضم لقائمة التحريض الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين
ميسي يقود فريقه للفوز.. ونيمار يستعرض مهاراته بشكل مثير
وزير الإعلام اليمني يطالب باعتقال قادة حوثيين يشاركون في تشييع نصر الله
وزير الدفاع يصل الإمارات لبحث جملة من الملفات العسكرية
تطبيق إباحي يفجر خلافا واسعا بين المفوضية الأوروبية مع أبل
فارقنا الزميل والأخ العزيز المغفور له بإذن الله-الخضر الحسني- لينتقل إلى جوار ربه، مسلما روحه لبارئها، بعد ان ظل يعاني أنين المرض دون ان نعير لأناته ادنى اهتمام.. تركناه كما تركناه غيره من المبدعين يقاسون آلامهم بمفردهم دون ان نخفف عنهم ما يعانونه.
من منا شعر بما عاناه الحسني وغيره من الذين ودعوا عالمنا المليئ بالمحاباة؟ ومن منا سأل نفسه مجرد سؤال: هل نصل إلى خانة النسيان التي وصل إليها من سبقونا؟ لا لشيئ إلا لأننا أنفسنا زملاء الحرف لم نعر بعضنا أدنى اهتمام، فكيف نطلب ان ينتبه الآخرون إلينا؟.
للأسف الشديد سيظل هذا الحال هو الساري على كل مبدع في وطننا الحبيب، فالمعاناة ليس لها صوت تخترق آذان المسئولين، وتستنجد بآدميتهم التي ضاعت.. عندما يصاب المبدع لا يقوم احد بنجدته في ساعات مرضه الأولى، بل على العكس يظل يستجدي المساعدة، من أناس يقايضونها بأن يتنازل الشخص عن كل شيئ وأدناه كرامته.
لماذا لا ينشئ صندوق يوكل اليه معالجة المبدعين في كل المجالات وليس الإعلام فقط؟ الصناديق المالية التي نسمع عنها كثيرة؟ غير ان الصندوق الوحيد المتوفر لمبدعينا هو صندوق الموتى -التابوت- وحتى هذا الصندوق لا يتوفر لكثير منهم من الذين كتب عليهم الموت خارج اليمن بعد رحلة مريرة من العلاج، ولا تملك أسرهم حتى شراء صندوق ليحمل جثتهم إلى الديار.
مسكين في بلادنا من لا يملك سوى موهبته، فهي لا تغني ولا تسمن من جوع، فالبقاء فيها لمن يملك كل شيئ سوى الإبداع، لان هناك من يتفننون في محاربة الإبداع بشتى الصور، لأنهم يدركون تماما أنهم سيهزمون أمام جيش الموهوبين، ولهذا فإن السلاح الوحيد هو القضاء على كل موهوب في هذا الوطن، والأبواب كثيرة ومنها التغاضي عن إسعافهم في الوقت المناسب.
برقيات التعازي سوف تنهال، وصفحات الصحف ستغطيها كلمات الأسى، ولكن السؤال المهم: هل ستنفع مبدعينا مجرد كلمات مستهلكة، أصبحت جاهزة للإعلان بمجرد موت أحدهم، مع تغيير اسم المبدع ليس إلا؟؟.
اعرف كثيرا من الذين افنوا اعمارهم في خدمة الوطن ومنهم الأستاذ عبد الرحمن بكيرة، ذلك الشاعر والأديب والمنشد الذي ظل لأكثر من 40 سنة يملئ تهامة نشاطا أدبيا، نقل من خلاله تراثها لكافة ارجاء الوطن، وقس على ذلك الشاعرين العزي المصوعي ومحمد العديني، وثلاثتهم يعانون الآلام وطريحي فراش المرض، ولم يلتفت إليهم أحد، وربما تنتظر الجهات المختصة متى ترسل إليهم –عفوا إلى ذويهم- عبارات الأسى.. وغيرهم كثير في ربوع وطننا الحبيب.
رحم الله الزميل الخضر الحسني وادخله فسيح جنانه وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.. ان كلمات التعازي ستظل تتواصل طالما وإنها تسير جنبا الى جنب مع روتين الإهمال، وستظل شجرة المبدعين ترمي بأوراقها على الأرض، كيف لا ومياه الدولة لا تسقيها ولو بقطرة من الرعاية والاهتمام، خاصة في وقت المرض.