العقوبات الدولية ضد صالح والحوثي مجرّد غطاء لتمرير المزيد من جرائمهم
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: 10 سنوات
السبت 08 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 08:29 ص

منذ التوقيع على المبادرة الخليجية ونحن نسمع عن مجلس الأمن اتخاذه قرارات صارمة ضد المعرقلين في اليمن كصالح والحوثي، ويهدد بتطبيق تلك القرارات ويتوعد بها ولكن دون جدوى .
وكلما تحدث المجتمع الدولي عن ارتكاب صالح أو الحوثي أعمال تهدد أمن واستقرار اليمن، ويطالبهم بالكف عنها أو معاقبتهم، نفاجأ بعد ذلك بارتكاب صالح أو الحوثي ما هو أكبر، ويصمت المجتمع الدولي حيال ذلك وكأن شيئاً لم يكن .
سنوات وصالح يرعى أعمال العنف والتخريب في اليمن، يغتال الأبرياء ويفجر خطوط الكهرباء وأنابيب النفط، ويرعى كافة مشاريع الموت والدمار في اليمن طيلة الفترة الانتقالية على مرأى ومسمع من دول الجوار والمجتمع الدولي واعتقد برعاية منهم .
ولسنوات وجماعة الحوثي المسلحة تهدد الأمن والاستقرار، وتنشر معسكرات المسلحين في كل مكان وطيلة الفترة الانتقالية، وتقتل أبناء اليمن وتهجّرهم من بيوتهم، وتجتاح المحافظات، والمعسكرات تتساقط لها بفعل فاعل وتسلّم لها من الداخل، كل هذا الإرهاب ضد المواطن اليمني يُمارس على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي ودول الجوار، أو بالأصح برعاية أممية وإقليمية .
أتذكّر جيداً أنه قبيل سقوط عمران أصدر مجلس الأمن قرار بنزع سلاح الجماعات المسلحة، وكلّف الرئيس هادي لجنة تذهب الى صعدة لحصر سلاح جماعة الحوثي حتى يتم تسليمه كاملاً دون إخفاء أي قطعة سلاح ..!!! ولم يعقب تلك اللجنة وذلك القرار الأممي إلا سقوط عمران .
في الوقت الذي كانت جماعة الحوثي تمارس أبشع انتهاك للإنسانية والشريعة السماوية والقوانين الدولية، كان المبعوث الأممي جمال بن عمر عاكف في صعدة الى جوار مجرم الحرب عبد الملك الحوثي في غرفة العمليات التي تدير الحرب في صنعاء وغيرها من مدن وأرياف اليمن، وكأن ذلك المبعوث الأممي يدير الحرب من غرفة عملياتها بصعدة، والحرب في صنعاء واليمن ككل برعاية أممية .
سُفكت الدماء ونُهبت الثروات واستُهدفت المصالح وشُرد الشعب ومات جوعاً ومزقته الحرب، ونُسفت العملية السياسية وتغيّرت ملامح الفترة الانتقالية وشكل الدولة، سقطت محافظات وحتى العاصمة، ولم يتخذ المجتمع الدولي الذي يزعم رعاية حقوق الانسان شيء تجاه حياة المواطن اليمني الذي يموت وتسفك دمائه كل يوم وفي كل مكان وتحت كل مسمى، ومن قِبل أكثر من عدو محلي ودولي .
ماذا بعد كل هذا ؟؟؟ لم نجد تهديدات المجتمع الدولي بفرض عقوبات على صالح والحوثي إلا غطاء لتمرير المزيد من جرائم صالح والحوثي بحق الشعب اليمني، والواقع يؤكد ذلك، فكلما تحدث المجتمع الدولي عن اتخاذ عقوبات ضد صالح والحوثي، كلما فاجئنا صالح والحوثي بارتكاب جريمة أكبر من سابقتها .
كثيراً ما يتحدث المجتمع الدولي عن اتخاذ قرارات لإرباك الشعب اليمني ولتضليل الشارع، ولفت أنظار الشعب اليمني عما ينوي عليه صالح والحوثي، وهو ما يتحقق فعلاً، والشعب يرتمي ويرتهن بقرارات مجلس الأمن الكاذبة .
مجلس الأمن الدولي هو الراعي الرسمي لما يقوم به صالح والحوثي، وبتهديداته لهم يوفّر لهم غطاء واقي لتمرير المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق الشعب اليمني، ولكي يضمن نجاحها يجب أن يهددهم ويتوعدهم حتى يربك الشارع اليمني ويوهمه بوقفه الى جانبه في وجه صالح والحوثي .
الذي لا يزال يثق في أن المجتمع الدولي يريد النهوض والاستقرار للشعب اليمني، ويريد أن ينتصر له، فهو واهم ويغالط نفسه بنفسه، فمن متى والمجتمع الدولي يتنصر للشعوب ويؤازرها ؟؟؟ المجتمع الدولي دائماً يهدم لا يبني .
المجتمع الدولي لم ينتصر للشعب السوري ولم يوقف طغيان الطاغية بشّار .. ماذا صنع المجتمع الدولي لفلسطين ؟؟ وماذا صنع لسوريا ؟؟ وانظروا كيف صنع بالعراق وأفغانستان وباكستان .. والحليم من اتعض بغيره .