قطاع قبلي يتسبب في ازمة الغاز المنزلي.. الشركة اليمنية للغاز تنجح في الإفراج عن مقطورات الغاز المحتجزة
الجيش السوداني يتوغل أكثر بالعاصمة الخرطوم و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع
صدور توجيهات حكومية تمس احتياجات المواطنين خلال شهر رمضان في المحافظات المحررة
عبدالملك الحوثي يهدد إسرائيل ويتوعد باستهداف تل أبيب...في حال عودتها للحرب في غزة
السلطات المحلية بمحافظة تعز تفضل عدم فتح طريق الحوبان على مدار 24 ساعة وتقول السبب
قيادات الحوثي في طليعة المستهدفين.. ترامب أمر بإلغاء القيود على الغارات الجوية فى الخارج .. موافقة أمريكية على استهداف القيادات الإرهابية في المنطقة.. عاجل
منتخب إب يتوج بطلاً لبطولة الوفاء لمأرب بعد فوزه على منتخب الحديدة بركلات الترجيح مأرب -
شاهد الأضرعي في الحلقة الأولى من كش ملك وأغنية على انهيار محور إيران
العملة اليمنية تعاود التراجع أمام العملات الأجنبية.. إليكم أسعار الصرف في عدن ومأرب وصنعاء
شاهد الحلقة الأولى من برنامج ''هرجلة'' مع الفنان الكوميدي محمد الحاوري
مأرب برس - خاص
في كل مرة أحاول ان اكتب عن هذه الظاهرة أتوقف، لا عِلم لي بالمسببات التي دفعتني للتوقف، لكن بعد صلاة العشاء من مساء الأمس كان لزاما على ان أتطرق لهذه الظاهرة، برغم يقيني ان هذا المقال لن يكفي للحديث عنها..
* وقف شاب لم يتجاوز الخامسة والعشرون من عمرة في احد مساجد مأرب يتكلم بحرارة عن ظرفه المعيشي تلعثم وارتبك ليس بادي على محياه امتهان هذه المهنة لم يستطع ان يكمل كلامه فسقط مغشي عليه في المسجد.
* ما أن تكمل الصلاة في أي مسجد من مساجد المدن اليمنية إلا وتسابق اثنان او أكثر من مواطني اليمن الجديد الموعودين بمستقبل افضل الى جوار أمام الجامع ليطرحوا على المصلين همومهم وظروفهم الصعبة، ولم يعد غريب مشهد وقوف شاب في عنفوان شبابه لسؤال رواد بيت الله ما يعينه على إعاشة هو وأسرته، لذا تجد من يقفوا بعد الصلوات بجميع الأعمار ولم يعد التسول حكراً على سن معين كما كان سابقاً.
ما ان تهم بالخروج من عتبة المسجد إلا وتجد عدد من النسوة والفتيات باسطات أيدهن في انتظار صدقة محسن.
* التسول في اليمن لم تعد له حدود ولم يعد يخضع لزمان او مكان يحكمه فتجد المتسولين في شوارع المدن يطوفون، وفي الجولات المرورية، تجدهم يطرقون أبواب البيوت، وتجد بعضهم ابتكر التنقل بجهاز مكبر الصوت، بنات وأطفال لم يتجاوزا الرابعة لا يعرفوا معنى التسول الحقيقي، نساء تجدهن في ساعات متأخرة من الليل لا يزلن يمارسن عملهن، وأضف الى ما سبق أسواق قات تكتظ بهم.
نحن نقف امام ظاهرة خطيرة جداً المسئولية مشتركة من الجميع من مواطنين ومن دولة ومؤسسات خدمية لا يستطيع احد ان يبرئ ساحته.
* الغلاء فاحش والأسعار في ارتفاع جنوني، يمن جديد مستقبل أفضل ظهر جلياً على جميع مواطني يمن كان يسمى في ما مضى بالسعيد، حكومات لم تقدم للمواطن شيء سوا الوعود الوهمية وتعمل على تخدير شعب مغلوب على أمره شعاره (عرقه مرقة عودي قات بكره بعده قالوا مات ).
حكومات متعاقبة لم تضع حل لهذه الظاهرة التي أصبحت تدار من عصابات متخصصة تعدت الحدود الجغرافية اليمنية الى دول الجوار.
ضمان اجتماعي لا يكفي لا إعاشة طفل لم يتجاور الثالثة، ليس هذا فقط بل ان كثير من من يستلمون الضمان الاجتماعي هم من ميسوري الحال ومن المشائخ والأعيان، ومن كذب فما عليه سوى اخذ محافظة مأرب كمثال للإطلاع على كشوفات من يشملهم الضمان سيجد الشيخ الفلاني لديه 50حالة الأخر 30 وهلم جراً، بينما ذوي الحاجة لا يصلهم هذا الضمان الا ما ندر.
* بفعل التدهور الوضع المعيشي في بلاد قاطبة أصبح غالبية مواطني اليمن (ماديين بحت) انتزعت عنهم الرأفة والشفقة فأصبحوا عكس حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أتاكم أهل اليمن ارق قلوباً وألين أفئدة).
لم يعد احد يكترث بحال جارة هل بات هو وأسرته جائعين ! هل يشكى احدهم المرض ! بل الأدهى ان معظم ساكني عواصم المحافظات لا يعرف الجار اسم جارة .
المؤسسات لم تقم بالدور المطلوب منها برغم جهود عدد من الجمعيات لاحتواء القدر الأكبر من المتسولين ولكن جهودهم قطرة في بحر.
الوضع مأساوي وسيطرح البعض ان هناك متسولين لديهم فُلل وأرصدة بالبنوك وعقارات،،صحيح ان التمييز بين صاحب الحاجة العفيف والمتسول الممتهن لها كوظيفة أصبح صعب واختلط الحابل بالنابل ولكن هناك وهم الغالبية لم يمد يده الا من الفاقة التي ألمت به.
لا بد ان يقف الجميع منظمات جمعيات إعلام مثقفون مشائخ وعلماء لنقاش هذه الظاهرة وإيجاد الحلول والبعد قليلاً عن المماحكات السياسية والعمل على توسيع نطاق التكافل الاجتماعي وعلى حكومة مجور ان تنظر لهذه الظاهرة التي شوهت اليمن وتوجد لها الحلول.
للعلم اننا أصبحنا نصدر بالكميات متسولون الى دول الجوار وبالأخص الشقيقة المملكة العربية السعودية.
* رقعة الفقر اتسعت وهناك الكثير من التقارير منها ما ورد في هذا
التقرير.
*أعتقد ان عام 2007 سيكون عام للقضاء على الطبقات بحيث يصبح الشعب اليمني طبقتين فقط أغنياء ومتسولين.
- تذكرت قصيدة الشاعر اليمني الكبير عبد الله البردوني رحمه الله عندما وصف صنعاء واعتقد انها الوصف الأمثل لوضع اليمن الحالي عند قال :
ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي *** مليحةٌ عاشقاها السل والجربُ
ماتت بصندوق وضاحٍ بلا ثمنٍ ** ولم يمت في حشاها العشق والطربُ
* مدير تحرير مأرب برس