سوريا: الشرع يقرر تشكيل لجنة لصياغة مسودة الإعلان الدستوري
حيث الانسان.. برنامج يصنع الحياة ويقود للمستقبل.. مجمع بلقيس التعليمي تجربة تعليمية فتحت أبواب الأمل للآلاف من الطلاب والطالبات بمحافظة تعز
يطرح تساؤلات أكثر مما يقدم إجابات والعراق منعت عرضه.. مؤلف مسلسل ''معاوية'' يرد على المنتقدين وهذا ما قاله
النشرة الجوية: توقعات بهطول أمطار متفرقة
دبلوماسية البذلات: هل أشعل قميص زيلينسكي الخلاف مع ترمب؟
البنك المركزي اليمني يوجه تحذيراً جديداً للأفراد والتجار وأصحاب الشركات والمؤسسات
قبل السحور- إليك فوائد تناول صفار البيض
الإفطار على هذه المشروبات ضروري وهام - احرص على تناولها
فوائد صحية مذهلة لم تكن تعرفها من قبل في تناول شمع العسل
مصر تكشف عن استراتيجية جديدة و اللمسات النهائية لخطة إعمار غزة قبل انعقاد القمة العربية
يبدو أن عبدالملك الحوثي في طور التحول إلى صورة القادة السيئين الذين أنزلوا بأسرته أبشع الجرائم والإنتهاكات والتنكيل مع طائفته أيضا طيلة السنوات الماضية، وهذا خبر سيء للغاية لجميع اليمنيين وفي مقدمتهم جماعة الحوثيين تحديدا.
فمنذ عدة أيام، وأمين عام نقابة الصحفيين الزميل مروان دماج يبذل جهودا مضنية مع قيادات الحوثيين في صعدة من أجل إطلاق سراح عدد من الزملاء الصحفيين الذين توجهوا الى منطقة دماج لتغطية الأحداث الجارية هناك وتعرضوا للإحتجاز ومصادرة بعض متعلقاتهم الشخصية من قبل عناصر تابعة للحوثي، لكن جهوده لم تفض الى نتيجة حتى الآن وحتى بعد تدخل عديدين تربطهم علاقات جيدة بقيادة الجماعة. هذا يذكرني بالانتهاكات التي تعرضت لها الزيدية والتي تمخضت عنها جماعة الحوثي طيلة الفترة 2004- 2010 كما بالجهود المضنية والحزينة التي كانت تبذل لإطلاق سراح المعتقلين منهم من قبل أجهزة أمن نظام صالح. لذلك، فاحتجاز الزملاء الصحفيين محمد الأحمدي، حمود هزاع، مختار الرحبي والمصور فاروق الشعراني والإنتهاكات غير المبررة والخطيرة التي تعرضوا لها ومايزالون لن تلحق الأذى بهم فقط وإنما بسمعة الحوثيين التي تشكلت طيلة السنوات الماضية وخلال فترة الثورة في الأساس.
الحوثيون جماعة كانت ثمرة الإنتهاكات والجرائم الممنهجة ضدها من قبل نظام علي عبدالله صالح وحلفائه في المعارضة. وبالرغم من أنها لم تلق التعاطف الوطني الذي تستحقه شأنها في ذلك شأن الحراك الجنوبي ومختلف فئات المجتمع التي تقع تحت طائلة التنكيل الجماعي، إلا أن هذا ليس بسبب عدم تعاطف اليمنيين بل بسبب غياب القنوات السياسية والإعلامية التي تحشد هذا التعاطف وتعبر عنه، ولهذا اقتصر التعاطف على شرائح صحفية وحقوقية ومدنية قادرة الى إيصال صوتها الى حد ما. وقد شكل هذا التعاطف جزءا مهما من سمعة الجماعة وقوتها على السواء.
غير أن ممارسات الحوثيين اليوم أصبحت على مايبدو تستلهم سلوكيات من كانوا بالأمس ينتهكون حقوقها وينكلون بها وتعيد صب هذه الإنتهاكات على ضحايا جدد وهذا سيفقدها رصيدا كبيرا من التعاطف في اليمن وخارج اليمن، وبالطبع سيخصم قدرا لا بأس به من قوتها المعنوية والمادية أيضا على المستويين المحلي والدولي. وإلا ماذا نتوقع بعدما حدث للمنظمات الدولية العاملة في اليمن والتي تم طردها بشكل غير لائق وغير مبرر والتي توجهت أصابع الإتهام في هذا العمل الى الحوثيين أيضا؟
إن سمعة الحوثيين باتت اليوم على المحك ويتعين على قادة الجماعة وحكمائها القيام بعملية إنقاذ لهذه السمعة والرصيد السياسي الذي كونوه في الفترة الماضية التي شكلت مرحلة الضحايا بالنسبة إليهم في نظر الإعلام المحلي والدولي ومنظمات حقوق الإنسان. ولاشك ان عبدالملك الحوثي وكل القيادات التي معه في أمس الحاجة اليوم لمراجعة أدائهم وأداء جماعتهم في الميدان بما يكفل إزالة غبار الأخطاء والأوساخ التي أخذت تحجب صورتهم السياسية الجيدة نسبيا مقارنة ببقية الجماعات المسلحة، وهذا ما لن يتأتى بدون الإقلاع عن ممارسات الجلاديين التاريخيين في اليمن الحديث.