محمد بن سلمان يلغي رحلته إلى قمة العشرين.. ومصدر لبلومبرغ يكشف السبب وفاة 10 أشخاص وإصابة 4 في حادث مروري مروع بمحافظة ذمار رونالدو يكشف موعد اعتزاله كرة القدم.. هل سيكون مدربًا بعد تعليق حذائه؟ الداخلية السعودية : القبض على يمني قـ.ـتل آخر حرقاً بالأسيد وطعنه بسكين صدمة في اليمن بعد قيام الحوثيين بالإفراج عن أخطر إرهابي يقف خلف مجزرة ميدان السبعين الدامية عام 2012 نيابة الأموال العامة في الضالع تنفذ حملة لإغلاق محلات الصرافة المخالفة في قعطبة تم تعذيبه حتى الموت ..وفاة شيخ مسن ٌمختطف في سجون الحوثيين بمحافظة البيضاء واتس آب تكشف عن ميزات جديدة لمكالمات الفيديو .. تعرف عليها فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن
في إحدى زيارتي لقريتي النائية والمنزوية في أعماق ريف إب كانت زيارة المدرسة الجديدة في قريتنا تمثل هدفاً استراتيجيا بالنسبة لي .
صحوت باكراً وصعدت إلى الأكمة التي بجوار منزلنا أتأمل القرية ومنازلها المتناثرة والتي تتصاعد منها خيوط الدخان لا جديد سوى مبنى المدرسة الشامخ وبعض البيوت الجديدة والتي هي لمغتربون أو تجار في المدن .
في ظل حائط المدرسة القديمة والتي لا تبعد سوى عشرات أمتار عن المبنى الجديد جلست مع مدير المدرسة الذي كان ينفث دخان سيجارته ويشكو لي كعادته من نقص المدرسين وتأخر وصول المنهج الدراسي ثم ختم شكواه برجاء أن أساهم خلال فترة وجودي بالقرية في حل هذه المشكلة بتغطية بعض الحصص الشاغرة وخصوصاً في الصف السابع فوافقت على مضض محرجاً أخاك لا بطل .
عندما اقتربت أدركت سر إغلاق المدير لباب الفصل السابع من الخارج فقد كانت معارك "داحس والغبراء" والتي تدور رحاها في الداخل حامية الوطيس وقد جذبتني هذه المفاجأة لخوض غمار التجربة واقتحام المعركة واختبار مهاراتي وقدراتي العلمية قويت قلبي حينها وتوكلت على الله وفتحت الباب ودخلت فلم يعرني أحد اهتماماً كانت الحرب متواصلة وعلى كل الجبهات البعض في النوافذ وآخرون يلتهمون الطعام و... و... الخ.
حاولت أن أضبط الفصل وأطفئ نيران الحرب المشتعلة وأفرض الهدوء ونجحت إلى حد كبير في ذلك حين أعلنت عن قصة غريبة وحكاية عجيبة سأرويها لهم ومسابقة هي عبارة عن أسئلة ذكاء وجوائز .
وعندما بدأت في سرد القصة رفع أحد الطلاب الجالسين في نهاية الصف يده وطلب مني أن أسمح له بإرسال أحد الطلاب للبقالة ليشتري له ماء وبيبسي وقد دهشت لهذا الطلب الغريب وسرعان ما اكتشفت أن هذا الطالب مع ثلاثة من زملائه كانوا " مفذحين " يمضغون القات بكمية ضئيلة وقد هالني الأمر وحينها أدركت سر هدوء هؤلاء الطلاب وشرودهم فقد كانوا في بداية الساعة السليمانية مطننين وعندما عاتبتهم على مضغ القات في الفصل رد علي أحدهم ببساطة وبرود : الدنيا صيف والقات موجود إيش فيها ؟!!
وأضاف : وبعدين إحنا لما نفذح سنركز معك في القصة .
بعدها أكملت الحصة برواية القصة وأمليت عليهم أسئلة ذكاء ووعدتهم بجوائز وخرجت وأنا أترحم على زماننا نحن حين كنا نرى المدرس ونرتعد خوفاً ونقف له تبجيلاً واحتراماً .
أنا لا أنكر أننا كنا أشقياء وأن أسعد لحظاتنا كانت حين يأذن لنا المدرس بالانصراف ويمضي من الفصل نتدافع على الخروج وكأن قنبلة ستنفجر في الصف كنا نخرج نغني فرحاً ونركض كالمعتوهين ومع هذا كنا نحترم المدرس أو بالأصح نخافه ونكتب الواجبات ولا نتأخر عن الطابور ونلتزم بالنظافة والنظام.
أما اليوم فأحسن المدرسين حظاً من يعود إلى منزله سليماً معافى وبلا إصابات وجراح !!
رحم الله التربية والتعليم في اليمن آمين الفاتحة .