|
خطوة بخطوة ولحظة بلحظة تابعنا مسيرة العزة مسيرة الحياة التي انطلقت من الحالمة لتصل الى العاصمة بعد أيام من انطلاقها وكادت أن تنحبس أنفاسنا عندما تعرضت للنار والقتل في مدخل صنعاء الجنوبي ولكن إصرار الشباب المعهود اللذي هدد بالتخييم وبتحويل المنطقة الى مكان إعتصام دائم جعل السلطة أو ما تبقى منها تعيد التفكير في الأمر بشكل جدي وتتخيل النتائج الكارثية عليها إذا تحولت منطقة دار سلم إلى منطقة إعتصام دائم تقابل الستين في نشاطها وفعالياتها وثوريتها ومن هنا رضخت للشباب بمواصلة مسيرتهم في الطريق اللذي رسموه وخطوه بأنفسهم أنموذج رائع وفريد من التحدي والإصرار الشعبي الشبابي اللذي كان نتاج لكفاح ثوري طويل انطلقت شرارته من الحالمة لتصدره الى باقي محافظات الجمهورية في ملحمة إسطورية ووقفة زمنية لم تحدث من قبل وسيسطرها التاريخ في أبهى وأجمل صفحاته وستقترن الثورة اليمنية قطعا بمسيرة الحياة التي تمثل أبهى صور الثورة اليمنية في صورة كرنفالية شعبية إجتازت عشرات الكيلومترات لتقابل بالترحاب والاحتفالات في كل المناطق التي مرت بها ولتقوي الروابط الاخوية بين أفراد المحافظات اليمنية حتى وصلت مبتغاها واجتازت مناطق في صنعاء لم تسير فيها المظاهرات من بداية الثورة فقد جاء أبناء تعز ومن التحم معهم من باقي المحافظات فاتحين لتلك المناطق وكسروا حاجز الخوف والصمت هناك واللذي بمجرد رؤية طليعة المسيرة في تلك المناطق إنهالت الجموع الشعبية من كل مكان فرحين ومشاركين ومناصرين لما يرونه ويثبتوا مجددا بأن أبناء اليمن كلهم ثوريون وأظن بأننا سنرى في القريب العاجل مسيرات من تلك المناطق منطلقة الى ساحة التغير لتعانق المسيرات القادمة من باقي المناطق لتتحول كل صنعاء إلى بؤرة ثورية .
أسميتها مسيرة الفتح لانها حققت فتحا عظيما غير مسبوق في تحويل خط سيرها إلى خط ثوري أقترح أن يسمى "طريق الحياة "ابتداء بتعز وانتهاء بصنعاء لانه يحمل كل معاني الحياة ومقواماتها والتحام أبناء تعز وإب وذمار والبيضاء وأخيرا صنعاء أضفى عليها الكثير من الحيوية والتنوع مما جعلها مسيرة حية في ذاتها وتبث الحياة في كل منطقة تعبرها بل ورفدت كل منطقة مرت بها بروافد ثورية ذات نمط وطراز خاص يحمل في طياته أرقى صور العزيمة والصبر قائلين نعم نحن مازلنا في أتم الإستعداد لكي نتعب ونتحمل ونضحي من أجل أن نحقق أهداف ثورتنا إلى النهاية صابرين محتسبين وكلنا أمل في مستقبل مشرق وحياة أفضل بل هذه المسيرة أعادت الحياة إلى اليمن ككل لتشتعل كل المحافضات مجددا في صورة ثورية قل مثيلها .
""رسالة القدم""
تناقلت وسائل الإعلام صورة لقدما أحد الثوار وهي محترقة من أثر المشي وتحمل مشقة السفر على الأقدام ،صورة معبره بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، وهي رسالة لكل متكلم أو متحدث باسم الثورة رسالة لكل من يظن انه ثائر من خلف الستار ، رسالة لا يدرك معانيها إلا من هو في الساحات ويشارك في صنع المجد والمستقبل لهذه البلاد ، كم من المؤسف أن القدر لم يسعف صاحب تلك القدم حتى يرى ثمرة تضحياته ولكن عزاءنا الأكبر فيه أنا نحتسبه شهيدا عند ربه وسبقنا إلى العلى ، كم كنا نتمنى أن يكرم صاحب تلك القدم لا أن يقابل بالقتل والرصاص ، مفارقات عجيبة في زمن عجيب لا يعرف فيه قدر من يبني ويناظل من أجل وطنه .. بينما يعظم فيه السفهاء من الناس ..التاريخ يسجل وسيذكر كل ذلك ولكن هل سيجل التاريخ بأن من قتل صاحب تلك القدم يمني ومن أبناء اليمن .
في الإثنين 26 ديسمبر-كانون الأول 2011 04:56:34 م