|
يوم بعد آخر تتزايد التحذيرات الدولية والتحليلات السياسية والتوقعات المستقبلية ويكاد الكل من المواطن البسيط إلى المحلل السياسي أن يجمعوا على أن المساعي الدبلوماسية والجهود السياسية وصلت إلى طريق مسدود وأن اليمن تسير إلى مواجهة عسكرية وحرب أهلية وكأن هذه الحرب الأهلية قد أصبحت قدر مفروضا علينا وخيار محتوما لا مناص منه ؟!!
تشبث صالح بالسلطة والتحركات الميدانية لقواته وأنصاره على الأرض والاستعدادات العسكرية كإقامة المتاريس والحواجز الترابية والقناصة في خطوط التماس الذين تمركزوا في العمارات والمؤسسات الرسمية التي تحولت لثكنات عسكرية ونقل الأسلحة إلى الأماكن المشتعلة وما يحدث في الحصبة وتعز وأرحب ونهم والحيمة وغيرها من اعتداءات يومية ومواجهات ليلية كل هذه التطورات وغيرها وما يصدر عن صالح وأقاربه من تصريحات وخطابات كل هذه التطورات وغيرها هي مؤشرات مخيفة وتدفع المرء إلى الخوف على الخوف على نفسه ووطنه ومستقبل بلده وتدفع الكثيرون إلى الرحيل على الأقل من بعض الأماكن التي تصنف بالخطرة وقد رحل كثيرون وبقى كثيرون ومنهم كاتب هذه السطور فكلي أمل بالله عز وجل أولا فهو القادر على أن يلطف باليمن ويهيئ أسباب انتصار الثورة سلميا ثم أملي بأن تتغلب الحكمة اليمانية التي شهد بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن فيتداعى العقلاء والعلماء والحكماء والشرفاء ويقفون صفا واحدا أمام هذه المحاولات المتواصلة لجر البلد للحرب والعنف فالدماء اليمنية عزيزة وغالية علينا وحقنها واجب الساعة وفرض عين وأنا في هذا المقام أشيد ببيان هيئة علماء اليمن الصادر قبل أيام حيث أعتبر البيان أن التوقيع على المبادرة الخليجية من قبل صالح وبشكل فوري واجب شرعي وذلك لحقن دماء اليمنيين وتفويت الفرصة على الطابور الخامس الذي يسعى لجر البلد للعنف والحرب رغم أن المبادرة الخليجية تعد انتقالا مؤقتا للسلطة إلى أطراف داخل نظام صالح نفسه كما أنها توفر له ولعائلته ضمانات وحصانة من الملاحقة القانونية رغم ما حدث ويحدث إلا أنها أخف الضررين برأي هؤلاء العلماء الذين اجتهدوا حقنا للدماء وتغليبا للمصلحة العامة ودرءا للمفاسد المؤكدة والعظيمة في حال نشوب حرب. إنني هنا أناشد كل علماء وعقلاء وحكماء وشرفاء اليمن من كل التيارات والقبائل والفئات وهم كثر أن يكون لهم موقف يحول دون غرق السفينة واحتراق البلد وأن يجتمعوا في مؤتمر عام كمؤتمر خمر أو مؤتمر الوحدة والسلام ويقفوا موقفا واحدا يلزم صالح وعائلته بالتخلي عن السلطة حماية لليمن ويمهلوه أياما محددة وإذا فيحملوه كامل المسئولية ويكون لهم حينها موقف صارم وأن يعلنوها صريحة مدوية نرفض أن تجر بلدنات للحرب ليبقى صالح وعائلته في مناصبهم فالسلطة مللك للشعب وهذا الشعب قد خرج بالملايين منذ ما يقارب العام يريد حقه الشرعي والدستوري والقانوني ويجب أن يعاد الحق إلى صاحبه.
نريد مواقف صريحة مدوية تردع هذا الرجل وتوقفه عند حده نريد مؤتمرات وبيانات وتصريحات قوية باللغة التي يفهمها هذا الرجل كفاية طبطبة وتضييع للوقت فقد طبطب عليه العالم كله منذ تسعة أشهر دون جدوى فالرجل أستاذ في المناورة وبروفيسور في المراوغة والمماطلة والتسويف.
يا عقلاء البلد ويا علماء وحكماء وشرفاء اليمن: البلد تتمزق والاقتصاد ينهار كل يوم والناس رحلوا وتشردوا وتعبوا وأنهكوا والحياة العامة تعطلت طفح الكيل وفاض الكأس وبلغت القلوب الحناجر بسبب عناد هذا الرجل وتشبثه بالسلطة فقوموا وقفوا وقفة رجل واحد نريد بيان موقع من كل النخبة ومشايخ وعقلاء ووجهاء البلد يحدد موقفا قويا من هذه المماطلة في تسليم السلطة والمخطط الهادف لإدخال البلد في دوامة العنف والإحتراب موقف ينتصر للثورة السلمية ويضغط على صالح ويلزمه بالتنحي فلا نراهن كثيرا على الموقف الدولي والتحرك الإقليمي فما حك جلدك مثل ظفرك.
في ميادين الحرية وساحات التغيير ملايين من أبناء اليمن شبابا وكهولا رجالا ونساءا ثوار مرابطين منذ ما يقارب العام يتكاثرون ويتزايدون كل يوم وأنا في المقام أحيي صمودهم واشيد بجهودهم ولكننا نريد من بقية الفئة الصامتة أن تخرج من صمتها ونريد من بقية المجتمع مواقف قوية مناصرة لهم ( مؤتمرات ـ ملتقيات للنخبة ـ بيانات ـ فعاليات ـ تصريحات) ولا أنكر أنه قد حدث من هذا ويحدث كل يوم ولكننا نريد الامر بصورة أكبر وأوسع وبتغطية إعلامية أكثر لتصب كل هذه الجهود في سبيل منع الحرب والحفاظ على السلم الإجتماعي والضغط على صالح بالتنحي عن السلطة.
نريد ونحن المسلمين أبناء يمن الإيمان والحكمة ما يشبه حلف الفضول الذي أقيم أيام الجاهلية لنصرة المظلوم والذي قال عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:( لو دعيت لمثله لأجبت) حلف قبلي وشعبي واسع يلزم صالح بالتنحي وينتصر للثورة السلمية وللمظلومين الذين شردوا وتقصف أحياءهم وقراهم كل مساء حلف يلزم كافة القبائل بسحب أبنائها ممن تبقوا في القوات الموالية لصالح وأقاربه حتى لا يقتلوا إخوانهم وأبناء وطنهم في سبيل أن يبقى السلطة بيد صالح وأقاربه فالوطن أكبر من أي شخص او عائلة وقتل النفس وإزهاق الأرواح من أكبر الكبائر وأشنع الجرائم على الإطلاق ولا يجوز لجندي أن يقتل مواطنا أو متظاهرا بشكل سلمي أو يطيع أوامر القائد وينفذ الأوامر بالقتل أو القصف على الأحياء والقرى او قطع الكهرباء والماء والخدمات والطرقات ( إلا للتفتيش العادي ) تحت أي مبرر كان وبالمقابل لا يجوز شرعا لأي مواطن أن يعتدي على الجنود في أي معسكر أو نقطة أمنية سواء كانوا يتبعون الفرقة الأولى مدرع او الحرس الجمهورلاي او الأمن المركزي طالما وهم يؤدون عملهم الشرعي والقانوني والدستوري إلا ان يعتدي الجنود على على منازل المواطنين وأملاكهم فهنا يدافعون عن انفسهم بالقدر الذي يدفع العدوان ..
أكتب هذا تأدية للواجب وإبراءا للذمة وأناشد كل قارئ وكل يمني غيور على وطنه أن يعمل شيئا لإيقاف هذا المخطط الذي يهدف لجر اليمن للعنف والإحتراب حقنا للدماء وصونا للأعراض والممتلكات العامة والخاصة فنحن في سفينة واحدة وفي وطن واحد والله المستعان ..اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد..
في الثلاثاء 11 أكتوبر-تشرين الأول 2011 06:24:29 م