فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا العملات المشفرة تكسر حاجز 3 تريليونات دولار بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن محتجز تعسفيا منذ سنه..بأوامر مباشرة من محافظ صنعاء المعين من الحوثيين.. نقل رجل الأعمال الجبر لاصلاحية ومنع الزيارات عنه 3 حلول لحماية صحتك النفسية من الأثار التي تتركها الأخبار السيئة المتدفقة من وسائل الإعلام والسويشل ميديا إحداها لترميم قلعة القاهرة.. سفارة أميركا تعلن دعم مبادرتين في اليمن لحماية التراث الثقافي الكشف عن بنود مسودة اتفاق بين اسرائيل وحزب الله بمقصية رائعة.. رونالدو يقود البرتغال الى ربع نهائي الأمم الأوروبية
ما يحدث في بلادنا ليس مشكلة محددة يمكن أن نشير إليها فنقول : هنا تكمن المشكلة ، بل هي مشكلات في صورة فتن حذرنا منها القرآن فقال : " وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)" الأنفال..
إنها الفتن التي تجعل الحليم حيران وتجعل الرجل يمر بقبر الرجل فيقول يا ليتني كنت مكانه ... فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، يبيع أقوامٌ دينهم بعرضٍ من الدنيا.
وأوضح الأمثلة على هذه الفتن توالي الجرعات وتخلي الحكومة عن مسؤولياتها تجاه الوطن والمواطن ، وفشلها في إدارة البلد سياسياً واقتصادياً ، واستمرار تدهور سعر صرف العملة الوطنية ، والخلاف الدائر بين الحاكم والمعارضة الذي أدى إلى تأجيل الانتخابات عامين كاملين ، واستمرار هذا الخلاف الذي سيقود حسب ماهو مؤكد إلى تأجيل ثانٍ .
وهذا التأجيل المتكرر هو الذي سيقود البلد إلى فراغٍ دستوري فتكون بذلك "أم الفتن" ، لأن الدول الديمقراطية الحقة عندما تفشل حكوماتها وتختلف النخب السياسية فيها يدعون إلى انتخابات مبكرة يحتكمون فيها إلى الصندوق فيحسم الخلاف ، إلا في بلداننا العربية وعلى رأسها بلادنا التي تدعي الديمقراطية والديمقراطية منها براء يحدث العكس عندما تفشل الأنظمة ويختلف فرقاء السياسة يلجئون إلى التأجيل تلو التأجيل ترحيلاً للمشكلات حتى تكبر وتتضخم ويصعب حلها عندئذ تكون "أم الفتن" .
نعم : إنها أم الفتن .. وصدق الله : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ..
أم الفتن التي جعلت مناضلاً وطنياً غيوراً بحجم المرحوم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر يقول وهو يتحدث عن مستقبل الوطن : إنه يسير إلى نفق مظلم .
والأشد فتنة من أم الفتن هو سلبية الشعب نحو التغيير ، وقبوله بالأمر الواقع ، وبخله بتقديم التضحيات التي بها يتحقق التغيير ، حيث فقد الشعب اليمني انتماءه تماما لأنه لم يشعر إطلاقا بأن له دور في شئون البلد ، في الوقت الذي تتحكم بقوته وأرزاقه قوي خارجية على رأسها البنك الدولي ومن وراءه من المانحين ، بالإضافة إلى القوى الداخلية من المنتفعين بفساد النظام الحالي الذين جمعوا بين السلطة والتعتيم والتضليل علي كل ما يجري في اليمن .
وإذا ما ضل الشعب سلبياً صامتاً فإن المصيبة ستعم الجميع ولن يفلت من بين أنيابها أحد ، وحينها سيدفع الشعب ثمناً باهظاً جداً عوضاً عن التضحيات البسيطة التي كان يمكن أن يبذلها في سبيل التغيير .
يقول صاحب الظلال – رحمه الله- : "إن إرادة الله قد جعلت للحياة البشرية نواميس لا تتخلف ، وسنناً لا تتبدل ، وحين توجد الأسباب تتبعها النتائج فتنفذ إرادة الله وتحق كلمته" .
ويكشف الشهيد عن العلاقة المباشرة بين مصارع الأمم وفشو الفساد فيها ، وفاقاً لسنة الله وذلك أنه إذا قدر الله الهلاك لقرية جعل إفساد المترفين فيها سبباً لهلاكها وتدميرها .كذلك تمضي سنة الله في إهلاك القرى وأخذ أهلها في الدنيا ، مرتبطة بذلك الناموس الكوني الذي يصرف الليل والنهار :{ وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً } .
والمترفون في كل أمة هم طبقة الكبراء الناعمين الذين ينعمون بالدعة وبالراحة وبالسيادة ، حتى تترهل نفوسهم وتأسن ، وترتع في الفسق والمجانة ، وهم إذا لم يجدوا من يضرب على أيديهم عاثوا في الأرض فساداً ، ونشروا الفاحشة في الأمة وأشاعوها ، وأرخصوا القيم العليا التي لا تعيش الشعوب إلا بها ولها . ومن ثم تتحلل الأمة وتسترخي، وتفقد حيويتها وعناصر قوتها وأسباب بقائها، فتهلك وتطوى صفحتها. فإذا قدر الله لقرية أنها هالكة لأنها أخذت بأسباب الهلاك ، فكثر فيها المترفون ، فلم تدافعهم ولم تضرب على أيديهم ، سلط الله هؤلاء المترفين ففسقوا فيها ، فعم فيها الفسق ، فتحللت وترهلت ، فحقت عليها سنة الله ، وأصابها الدمار والهلاك ، وهنا تبرز تبعة الجماعة في ترك النظم الفاسدة تنشئ آثارها التي لا مفر منها . وعدم الضرب على أيدي المترفين فيها كي لا يفسقوا فيها فيحق عليها القول فيدمرها تدميراً " .