أنديرا وأحمد
بقلم/ فيصل علي
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 11 يوماً
الإثنين 06 فبراير-شباط 2012 11:55 م

هي الصدفة وحدها من أسمت حزب المؤتمر الشعبي بهذا الاسم المشابه لحزب المؤتمر الهندي وهي الصدفة وحدها من جعلت السيدة انديرا غاندي ترث والدها جواهر لآل نهرو في قيادة حزب المؤتمر الهندي وانتخبت بديمقراطية كاملة ثلاث مرات لرئاسة حكومة الهند في:( 1966 – 1971- 1984 )، لم يكن لارملة فيروز غاندي سوى ما اكتسبته من والدها العظيم وما تعلمته في مدرسة شاعر الإنسانية طاغور، فجمعت العظمة من مواطنها الأصلية، وكانت بحق ملكة الهند المتوجة عن طريق الديمقراطية ففي عام 1971 خرج 150 مليون هندي لإنتخابها. كانت جدتها قد اخفت على ابيها وجدها ان امها ولدت انثى فهذا غير محبب لأهل الشرق يستحون من ولادة الاناث، لكن الأنثى التي استحت جدتها من الأخبار عن مجيئها "أنثى وليست ذكرا" كانت من أعظم من حكم الهند في العصر الحديث، فلم يبلغ شهرتها ايا من رجالهم على الإطلاق.

وفي اليمن خرج صالح من السلطة مكرها بثورة مستمرة منذ عام، وكان يظن انه سيورث ولده، هذا الظن الاثم هو كان الفتيل الذي أشعل في اليمن ثورة إلى جانب الجنون السياسي الذي قاده جناح "الدجاج" في المؤتمر الشعبي الذي استهان بالشعب وقال ناطقهم انه سيقلع العداد ليحكم صالح كيف ما شاء والى متى ما شاء، فكانت الهبة الشعبية التي أنتجت ثورة منظمة قوية ومستمرة ، وبعد مغادرة صالح الحكم الى الولايات المتحدة أراد من تبقى من أنصاره في حزب المؤتمر الشعبي أن يعطوا ولده احمد رئاسة المؤتمر بعد ان اتضح لهم ان صالح لن يعود ليقودهم ويقود بقايا حزب عجوز عاجز حتى عن اختيار قائدا له.

 لا شبه ولا تشابه بين حزب المؤتمر الهندي والمؤتمر الشعبي فذاك حزب منظم وله مؤسساته وهذا حزب مفكك لكنه لا يخلو من عواطف مشكوك فيها حتى من قبل صالح نفسه، فيقال انه لم يعد يثق بايا منهم خاصة بعد ان صوتوا لترشيح هادي وقوفا في مجلس النواب واعتبرها صالح ثورة لبقايا المؤتمر ضده لكنه مازال يظن انه أسس المؤتمر الشعبي، فكيف اسسه وظل على ولائه لحزب البعث الى ما بعد غزو العراق للكويت في عام 1990؟.

لا المؤتمر الشعبي يشبه المؤتمر الهندي ولا أحمد يشبه انديرا ،فهو مجرد حالم بالورث بغير مؤهلات حتى لقيادة حرس جمهوري فكيف سيقود بلادا وكيف سيقود حزبا فككه وأضعفه والده المخلوع؟ انها فقط مفارقات التسميات وتشابه الوضع من باب الصدف لاغير.فاذا أراد بقايا المؤتمر ان يكون لهم مكانا في المجتمع عليهم ان يكونوا مثل شعبهم الذي لم يرض التوريث، وان يتخلصوا من هذا العار الذي سيوصمون به إذا ما تمت صفقة التوريث، يظن بعضهم انهم سيحافظون على حزبهم قويا اذا ما كان على راسه احمد او صالح ،ولكن بعض الظن إثم، فكيف بمن دمروا البلاد وقتلوا العباد ان يقودوا حزبا ميتا للحياة من جديد؟

لا أثق كثيرا ان هناك من بين أعضاء المؤتمر الباقين من يريد أن يجازف بإمضاء بقية عمره وتاريخه مع هذا الحزب المشئوم الذي افسد اليمن بعد تفرده بالحكم بعد تصفية كل الأحزاب من 1994- 1999 ،هذا الحزب أيضاً كان يحرم الحزبية الى عام 1990 فالحزبية عندهم تنتهي بالعمالة فكيف سيكونون حزبا صالحا وتراثهم مليء بمثل هذه الأفكار الحجرية، أتمنى ان يستوعب من تبقى من أعضاء المؤتمر الدروس المتواصلة وان يعتذروا لشعبهم عن بقائهم الى الآن مجرد مطايا لدكتاتور باعهم في اقرب فرصة وغادر، لكنه يحب ان يقال عنه مازال مسيطرا ويريد توريثهم لابنه البكر الذي سيعتبرهم ملكا ليمينه ذا قبلوا به رئيسا لحزبهم ورثهم بعد ابيه وسيكونون في خانة قوله تعالى (إلا ما قد سلف) فمن استصاغ ذلك فليكن مع من سلف .