لماذا اختارت أمريكا جنوب اليمن مسرحا لما يسمى القاعدة
بقلم/ علي السيد
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 15 يوماً
الخميس 02 فبراير-شباط 2012 03:47 م
دأبت الولايات المتحدة الأمريكية في المضي قدما لاحتلال البلدان الإسلامية تحت ذرائع واهية ومؤامرات مكشوفة فمنذ قرون سابقة وهي تسعى في تنفيذ هذه المخططات الشيطانية التي ترمي إلى الاحتلال والاستعمار لكل قطر عربي إسلامي ..

نلاحظ بين الفينة والأخرى كيف ينسجوا المؤامرات تلو المؤامرات ونحن المسلمون في سبات عميق بل نحاول أن نتجاهل الخطر المحدق بنا كمسلمين ونغمض أعينا ونغض الطرف عما نراه ونشاهده من أعمال استعمارية شيطانية تستهدف الأمة العربية والإسلامية فتدنس المقدسات وتنتهك الحرمات ويداس ويمزق ويحرق كتاب الله "القرآن الكريم" والمسلمون لا يحركون ساكنا بل يسعى البعض في التمهيد للمحتل ولو على حساب دينه وأرضه ..

ندرك جميعا أن مؤامرة ما يسمى بالقاعدة هي من صنع أمريكا واستخباراتها المنتشرة في البلدان العربية والإسلامية فمنذ أول وهلة لهذا التنظيم المؤدلج أمريكيا والمسير بالريمنت كنترول وأمريكا ودول الاستكبار العالمي تدق على وتر هذا التنظيم ألاستخباراتي الذي أنشأته أمريكا أيام الاحتلال الروسي لأفغانستان أي قبل سنوات عديدة .. حيث تم دراسة هذا السيناريو المعد سابقا في البيت الأبيض وتمت الموافقة من الكونجرس الأمريكي في بدء عملية التنفيذ وتقسيم الأدوار على ممثلي هذا المسلسل الكوميدي وهذا ما تحدثت به هيلاري كلينتون أمام الكونجرس الأمريكي وهي تتحدث عن بداية إنشاء ما يسمى بالوهابية "السلفية " الذي انبثق منها ما يسمى تنظيم القاعدة وقالت بفصيح العبارة أن أمريكا وبالتعاون مع النظام في المملكة السعودية قاموا بإنشاء مثل هذه الحركات الإسلامية التي تخدم أمريكا وسياستها في المنطقة ..

كما تقوم المملكة السعودية بتجهيز رموز لهذا التنظيم وتم حينها اختيار أسامة بن لادن الحاصل على الجنسية السعودية .. وفي نفس الوقت أسامة بن لادن وعائلته هم على صلة وثيقة بعائلة الرئيس السابق بوش حيث كانتا هذه العائلتان متشاركين في تجارات وعقارات تجارية في الشرق الأوسط وهذا شيء معروف ولا يستطيع احد نكرانه ..

وبالتالي اقتصر دور المملكة السعودية في هذا السيناريو بالدعم المالي لما يسمى بالوهابية "السلفية" ومن ثم عبدت لها الطريق لكي يتسنى لهذه الحركة أن تنتشر في الأقطار العربية والإسلامية تحت عناوين الإسلام والحفاظ على السنة ..وفي نفس الوقت هم أصلا لا يقدمون الدين الذي ارتضاه الله بل يشوهونه ويقدمونه بأنه يربي المجرمين والقتلة والمهزومين الذي لا يستطيعون أن يقفوا أمام اليهود في أي مواجهة ... فما حصل في أفغانستان كان دليل واضح أن هؤلاء قدموا الإسلام مهزوم أمام اليهود ..

وفي غضون ذلك أريد أن اذكر موقف يثبت تورط أمريكا في بناء هذا التنظيم وأن مسرحية القاعدة هي من صنع اليهود فذات يوم اغتيل مسئول منطقة من قيادات حزب الله اللبناني في الجنوب حينها سارعت ما يسمى بجند لله في لبنان الذي يصنفوهم بأنهم يتبعون تنظيم ما يسمى القاعدة بتبني العملية وأصدروا بيانا وزع على وسائل الإعلام بان جند الله هم من نفذوا هذه العملية .. هنا حزب الله اكتفى بالتهام إسرائيل وأمريكا بالوقوف وراء هذه العملية فمرت الأيام وحزب الله كما نعهده يترقب ويتربص بالعملاء .. حيث استدرج عميلا إسرائيليا إلى منطقة الجنوب وتم القبض عليه واعترف بأنه من نفذ عملية اغتيال ذلك المسئول التابع لحزب الله في الجنوب وكان ذلك بتوجيهات من قيادة الكيان الإسرائيلي الغاصب ..

فيا ترى بماذا نفسر ما سارعت به ما يسمى بجند الله في لبنان تبني العملية واتضح في الأخير أن من قام بعملية الاغتيال هي عناصر استخباراتية تابعة للكيان الصهيوني الغاصب !!

هكذا ينسجون المؤامرات وعملائهم من ينفذون ويتبنون العمليات الإجرامية .. فمنذ أن انشأ هذا التنظيم المؤدلج أمريكيا لم نسمع بمقتل أمريكيا أو إسرائيلي بل كل يوم نسمع مقتل العشرات من المسلمين في تفجيرات مفخخة تستهدفهم وكأن هذا التنظيم يقوم بحرب إبادة للمسلمين فالعراق وباكستان وأفغانستان خير دليل على ذلك .. وفي نفس الوقت بدأت في اليمن وسوريا وغيرها من الدول العربية والإسلامية تمرير مثل هذه المؤامرات والخطط الشيطانية ..

الجدير بالذكر أن أمريكا اختارت المحافظات الجنوبية مسرحا لما يسمى بالقاعدة بعد أن حشدت مئات الفرقاطات والسفن العسكرية المحملة بالتقنيات والطائرات الحديثة والصواريخ الموجهة ومئات الآلاف من الجنود المدججين بالسلاح في بحارنا وشواطئنا اليمنية بذريعة ما يسمى بالقرصنة ..

فبعد أن امتلأت الشواطئ والجزر بقوات دول الاستكبار العالمي لم نعد نسمع بهذا الخطر الذي كان يهدد الملاحة الدولية حسب زعمهم .. كما أنهم استخدموا هذه الذريعة لحشد هذه القوات تعت عناوين زائفة وبراقة ومن ثم يسعون في تنفيذ المخطط التالي والمؤامرة الثانية ففي مشهد درامي وسيناريو مكشوف يعلنون أن محافظة أبين أصبحت مأوى للتنظيم ما يسمى القاعدة وان اليمن تدخل في دائرة الاهتمام الأمريكي والصهيوني ..

حيث يتابعون الإحداث عن كثب فترى الطائرات بلا طيار تجول في سماء اليمن وكذلك تبنى القواعد العسكرية الضخمة والتقنية في مناطق جنوبية ففي ظل الثورة الشعبية تحركت أمريكا وأوعزت إلى تنظيمها الوهمي إلى أن يطف إلى السطح وان يعود مجددا ويتحرك في مجال واسع دون اطر في المناطق الجنوبية ومن ثم يعلنون إسقاط تلك المدن الجنوبية اليمنية ويسخرون إعلاما يروج لمثل هذه المسرحيات الهزيلة والمكشوفة ..

فالسؤال هنا لماذا أمريكا اختارت جنوب اليمن مسرحا لما يسمى بتنظيم القاعدة ؟؟!!

هناك ثمة نقاط تسهل لأمريكا أن تشغل ملف ما يسمى القاعدة ، أولا وقت ما تكون الانتخابات الرئاسية قد اقتربت ترى الأمريكيون يسعون بكل جد في تحريك هذا التنظيم الذي أصبح الدعاية الأمريكية للانتخابات الرئاسية فالمترشحون للرئاسة في أمريكا يسعون في إعطاء هذا التنظيم رواجا واسع وانه بات قلق ويشكل عبئ على الولايات المتحدة الأمريكية ولا بد من القضاء عليه ..

وبالتالي هم يعرفون أين يحركون هذا الملف وهذه اللعبة القذرة التي يستغلونها في احتلال البلدان العربية والإسلامية فأين تكمن المصلحة والهدف الأمريكي يسارعون في تحريك هذا الملف وبسرعة ويمهدون له كل السبل والطرق المختلفة ..

ثانيا هم الآن متجهون على اليمن وهذا بات واضحا من تحريك ملف هذا التنظيم بشكل كبير ونشط لا سيما وان الانتخابات الرئاسية قد اقتربت فعند مراقبتنا للصحف الأمريكية وتصريحات الساسة الأمريكيون حول اليمن وانه بات مأوى لهذا التنظيم وهذا يشكل خطر على الولايات المتحدة الأمريكية ولا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة في تطهير المناطق الجنوبية من هذا التنظيم ..

هنا نتساءل متى أصبح العدو التاريخي الذي ذكره الله في القرآن الكريم وحذرنا منه يسعى في أن يخلصنا من تهديدات خطيرة تستهدفنا كمسلمين ؟؟ فيا سبحان الله أن هؤلاء الماكرون يريدون لنا الخير ؟؟

في المقابل استطاع الأمريكيون أن يشغلوا اليمنيين بقضايا أخرى ويغرقوهم في مشاكل لا نهاية لها ويزرعون الضغائن بين أبناء المجتمع اليمني المسلم وكذلك يشعلون نار الفتنة الطائفية ويلهوهم عما يقومون به في المناطق الجنوبية المعروف عنها أنها كانت مستعمرة سابقا من قبل البريطانيين "وعد بلفور" المشهور أيام الحروب العالمية الأولى والثانية وكأن الأمريكيين قاموا بدراسة المجتمعات والمحافظات فاستنتجوا انه لا زال بإمكانهم أن يحتلوا الجنوب من جديد ..

فهل اليمنيون سيسكتون على المخطط الاستعماري لليمن ؟؟ والمعروف عن اليمن بأنها مقبرة الغزاة ؟..

هل سيفتش الأمريكيون عن الإرهاب في دروج المطابخ اليمنية كالعراق ؟؟

  ما هي الخيارات التي سيستعملها الشعب اليمني في مجابهة المحتل ؟؟

وهل سيقف اليمنيون مكتوفي الأيدي جراء ما يقوم به المستعمر الأمريكي في بلادنا اليمنية ؟؟

هنا لا بد علينا جميعا أن ندرك الخطر المحدق بنا كيمنيين مسلمين قبل أن يداهمنا إلى بيوتنا وعقر ديارنا فلنتحد ونكون كالجسد الواحد لمجابهة المحتل وطردة من بلادنا قبل فوات الأوان ولنعد العدة ونشمر على سواعدنا ونحمل السلاح ونهتف بالصخب والغضب تجاه أمريكا وسياستها الاستعمارية في المنطقة ..