ألف رحمة على الملكية!!
بقلم/ هناء ذيبان
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 10 أيام
الجمعة 08 يوليو-تموز 2011 05:17 م

- الشعب يريد إسقاط النظام! "هكذا تصرخ شعوبنا الثائرة شرقا وغربا في وطننا العربي الكبير, المتمسّك بأصالته, الحريص على حريته و كرامته, الباذل من أجلها الأرواح و الدّماء". لن نطلب من الشعوب الهادرة انتقاء الكلمات فالمقصود عندها بالنظام واضح جليّ (هذه الأقزام المتفرعنة, المسيطرة عليها لعقود وعقود, الممتصّة لثرواتها, المهدرة لكرامتها, المهمّشة لأحلامها. (كلمة نظام كثيرة في هؤلاء وربّما رفعت معنوياتهم وجعلتهم يعتقدون في قيمة هم لا يؤمنون بها أصلا).

فلا يوجد رئيسًا عربيًا إلا وهو الزعيم الأوحد, والقائد الملهم ومنقذ الأمة، هو الدستور والحزب والشعب والوطن والحكومة. لم نشاهد رئيسًا تنحى بإرادته بعد إكمال مدته، لا بأربع سنوات ولا بثماني ولا بعشر وسلم السلطة لخليفته بسلام! وما عرفنا رئيسا مدنيا درس العلوم والثقافة والسياسة، فجميعهم من العسكر جاءوا بانقلابات بقوة الدبابة والمدفع، وخرجوا بانقلابات، وما سمعنا برئيس سمح بإقامة انتخابات منافسة مع مرشح أو أكثر وجرى انتخابه بطريقة حرة ونزيهة بلا تدليس ولا تزوير... وما خبرنا رئيسًا فصل سلطته عن سلطة الحكومة، يحترم نفسه ويترك لوزرائه حق اتخاذ القرار، ولم نر وزراء وإنما أجراء وموظفين يتحركون بالأوامر..

- رئيس الجمهورية يختار رئيس حكومة مواليا ضعيفا؛ لكي يصبح لعبة بيده يقيله متى شاء، ورئيس الوزراء يعين وزراء يقتادون وهكذا دواليك. والدولة وما عليها إقطاعية مملوكة لرئيس الجمهورية بلا خجل ولا حياء، وألف رحمة على الملكية فلقد أصبحنا عبيدا نعترف باسمهم ولا يعترفون باسمنا.

- لم نر أحزابا، رأينا الحزب الرائد والحاكم والقائد، وتحولت الوحدة والحرية إلى فساد وفقر وجهل ومرض، زادنا وعود, وشرابنا عهود، وصارت السيادة خنوعا وانبطاحا وتبعية..

- يحكمنا رؤساؤنا بالنار والحديد، والنظام عنهم قائم على تبادل الرؤساء المناصب سلميًا؟

اكتشفت الشعوب ولو متأخرا أنّ عائلات لا أنظمة تحكمها, وأنّ فئات دون أخرى تتمتّع بالامتيازات وأنّ حقوقها تسلب اليوم أكثر من أمس وغدًا أكثر من اليوم, وأنّ المصاب آخذ في ازدياد وأنّ شبكات من العصابات والمافيات تلتفّ على الثروات والمشاريع و الاقتصاد في جميع المجالات..

"أنظمتنا" تعترف بكلّ شيء ما عدا النظام بمفهومه السمح النقيّ, هي أجهزة تشتيت لا تنظيم وآلات فوضى وتبديد وتبذير لا تجميع وتأليف وحسن تدبير, وهي ماكينات إرهاب وقمع وترويع لا مؤسّسات تمدين وتحضير. هي أنظمة بالمقلوب, وربّما ذلك ما تقصده الشعوب الهاتفة في ملحمة الثورة واسترداد الاعتبار.. فيا أيها الرؤساء لم نعد نملك لكم غير الدعاء، اللهم لا تبق على الأرض منهم أحداً.