احتجاجات غاضبة تنديداً بتدهور الأوضاع المعيشية وانهيار العملة في الضالع جنوبي اليمن
قطاع الحج والعمرة باليمن يعلن إيقاف اشتراط لقاح الحمى الشوكية للمعتمرين
خدمات إلكترونية جديدة تطلقها وزارة الأوقاف للتأكد من قوائم الحجاج والمنشآت الرسمية
الإنتقالي يتنصل من المسؤولية ويستنجد بالسعودية والإمارات.. ومأرب تنقذ عدن من جديد
بيان عاجل للتكتل الوطني للأحزاب: ''نحذر من عواقب وخيمة للإنهيار الإقتصادي والخدمي وندعو لتحرك حاسم وإقالة كل المسئولين الفاسدين''
غضب الشعب في عدن يتصاعد... وبن مبارك يعلن عن حلول إسعافية لمشكلة الكهرباء ويتعهد بالإصلاحات ومحاسبة المقصرين ''تفاصيل''
الريال اليمني في وضع كارثي والحكومة تتخبط في الفشل ''أسعار الصرف الآن''
تونس.. حركة النهضة تدين أحكام سجن بحق الغنوشي وسياسيين وإعلاميين
تغيير ديمغرافي في صنعاء.. جماعة الحوثي تستولي على مرتفعات جبلية وتخصص بعضها لعناصرها القادمين من صعدة
على وقع مظاهرات شعبية غاضبة في عدن.. البيض يهاجم الإنتقالي ومأرب تسعف العاصمة بـ 4 مقطورات نفط خام
مأرب برس - خاص
فجع الشعب اليمني أمس الأول برحيل الشخصية الوطنية البارزة الدكتور فرج بن غانم صاحب التاريخ المجيد والمشرف رئيس الوزراء الأسبق ، وبرحيله فقدنا وفقد الوطن هامة وطنية كبيرة، فهو مفكر ومثقف وإداري من الطراز الرفيع، وهب حياته ووضع كل إمكانياته ومواهبه من أجل خدمة الشعب والوطن طوال المراحل التي مرت بها البلاد.
كان رحمه الله نموذجاً صادقاً ورائعاً وقدوة حسنة لكل اللذين عرفوه وعملوا معه ، تجمعني بالراحل صداقة قديمة تعود إلى بداية السبعينيات، واستمرت الصداقة والعلاقة الشخصية والرسمية بيننا حتى وفاته في جنيف، وأثناء وجودي في السلطة حرصت على أن يتبوأ الدكتور فرج المناصب التي تليق به نظراً لكفاءته وخبرته وسمعته الجيدة، ولكنه كان يؤكد لي باستمرار أنه سيخدم الوطن سواء من داخل الحزب أو خارجه.
كانت قوته تكمن في إخلاصه وكفائتة ونزاهته وحب الآخرين له وغيرها من الصفات القيادية التي أهلته لتولي منصب رئاسة الحكومة عام 1997م، بعد أن استلم عدد من المناصب المرموقة سواء في جمهورية اليمن الديمقراطية أو في الجمهورية اليمنية بعد الوحدة عام 1990م، وأتذكر انه عندما تقلد هذا المنصب اتصلت به وهنأته وتبادلنا الحديث وشجعته على العمل الجاد لما فيه خير الوطن والمواطن ، وقال لي حينها : "دعاوتكم لي فالوضع صعب والعمل في هذه المرحلة أصعب" ، وأثبتت الأيام صدق توقعاته وتقييمه للظروف التي كانت تمر بها البلاد منذ اللحظة الأولى التي تسلم فيها المسؤولية، إذ سرعان ما اصطدم بالواقع والصعوبات السياسية والإدارية ، فقد كان حريصاً على ترسيخ أسس النظام والقانون والإدارة الحديثة واختيار الكوادر المناسبة لشغل الوظائف والمسؤوليات التي يمكن من خلالها تنفيذ خطط الدولة التنموية والاقتصادية بما يساهم في بناء الدولة ومؤسساتها وتطور البلاد ، وكان حريصاً على عدم حصول أية تجاوزات من أي شخص كان مهما كان موقعه ومكانته وذلك في سبيل تطوير خطط وبرامج الحكومة، وهو الذي قال لا لأي تدخل في عمله أو تجاوز للقانون، وحاول من خلال موقعه محاربة الفساد بطريقته الهادئة والواقعية والعقلانية بعيداً عن المزايدة والتطرف، كما حاول العمل على تطوير الإدارة والاهتمام بالحياة المعيشية للشعب ولكنه اصطدم بجملة من العوامل المعيقة التي حالت دون ذلك، فاثر الاستقالة بمحض إرادته وقناعاته وهو ما لم يسبقه إليه أحد سواء قبل الوحدة أو بعدها ، وكان هذا محط إعجاب أبناء الشعب كافة .
وعندما علمت أنه كان يفكر في الاستقالة نصحته بالصبر والتروي، كما نصحت الآخرين بالتمسك به في رئاسة الحكومة لما أعرفه عنه من صفات الإخلاص والنزاهة والكفاءة ، وكانت هذه الصفات هي مصدر قوته، فهو لم يأتي به حزب أو قبيلة أو جيش أو مراكز نفوذ إقليمية أو دولية، إنما صفاته وكفائته هي التي جعلته يحتل هذا الموقع، وبعد استقالته من مهامه كرئيس للوزراء استمر في خدمة الوطن من خلال عمله كسفير لليمن في منظمة الأمم المتحدة حتى وفاته في الخامس من أغسطس 2007م .
وبرحيله خسرت أخاً وصديقاً وفياً ومخلصاً ، وخسر اليمن علماً من أعلامها ورجلاً من رجالاتها الأوفياء والمخلصين .
رحم الله فقيدنا الكبير واسكنه فسيح جنانه
وإنا لله وإنا إليه راجعون .