مباحثات أمريكية سعودية على أعلى مستوى تناقش ''تقويض قدرات الحوثيين'' وتعزير أمن المنطقة
عاجل.. الرئيس العليمي يبحث عن تأمين دعم دولي لمعركة الخلاص من الانقلابيين ويؤكد أن المرحلة باتت الآن حاسمة
حتى لا يغضب ترامب وأمريكا.. فصائل مسلحة مدعومة من إيران تعلن لأول مرة استعدادها نزع سلاحها
الإعلان عن مفاوضات غير مباشرة بين أمريكا وإيران
الحوثيون يعتقلون نائب رئيس جهاز المخابرات التابع لهم و يعترفون بمقتل قيادي آخر بضربة أمريكية
أمطار متفرقة مصحوبة بالرعد على المرتفعات الغربية في اليمن
ما فوائد التعرق؟ ولماذا يحدث خلل في التعرق الطبيعي
هام وضروري للنساء- هذا الشاي مفيد لعلاج تكيس المبايض
حرب ترامب التجارية تشعل انهيار إقتصاد عالمي غير مسبوق .. تفاصيل
غارات أميركية جديدة تستهدف مخازن أسلحة حوثية في 3 محافظات .. ومقتل قيادي بارز
لم يتابعوا بطولة خليجي 20، لأنهم لا يعلمون أن هناك خليجي عشرين أصلاً، فهم في السجون السعودية منذ شهور مختلفة.. ولا لذنب إلا أنهم فقراء وجدوا في بلد فشلت إدارته، إلى جوارهم الجار الغني يهربون إليه من البطالة.
فينما نحن في انتظار عودة الوالد والوالدة حفظهما الله، من الأراضي المقدسة، بعد أدائهم فريضة الحج، وقبل وصول الطائرة بدقائق توقع "عمار عبدالجبار" (أحد أقربائي)، أن تأتي الطائرة القادمة من مطار جدة الدولي، محملة ببعض المزفرين، وهم المواطنون اليمنيون الذين يفرون إلى السعودية بطريقة غير قانونية أملاً في العمل..
فتسأل الأستاذ عادل الأحمدي، ماذا لو وصلوا ليلاً وليس لديهم إلا أثوابهم في برد هذه الأيام ، هل ستعطيهم الحكومة "جاكتات"؟.. هكذا فكر عادل مباشرة بـ"الجواكت".. أما عمار فقد توقع ذلك، لأنه أصبح معروفاً أن الطائرات القادمة من جدة تحمل مزفرين.
كنت حينها منشغلاً بحرس المطار الذين منعوننا بأسلوب فض، من الوصول إلى صالة الاستقبال حيث نجوت منهم بأعجوبة، وكنت أفكر في أنه لو أقيمت بطولة خليجي20 في (صنعاء-ذمار) بدلاً عن (عدن- أبين) لما كتب الكاتب الكبير محمد صادق دياب ذلك المقال يمتدح اليمن ولما كتبت جميع الصحف ما كتبت، ولحصل اليمن وأهله، على المئات من الانتقادات الخليجية والعربية والدولية، وذلك نتيجة لعساكر المطار، وأشياء أخرى.. وهذا موضوع قد أعود إليه..
وفي حوالي الساعة الثامنة، وصلت طائرة "ناس" السعودية، إلى مطار صنعاء وعلى متنها 11 حاجاً، وعشرات المزفرين الذين ليس معهم أية "شمطة" أو فلساً واحداً يتصلون به أو يوصلهم إلى "الحصبة".. وقد خرجوا من بوابة المطار واحداً يتلوه آخر.. ولم يكن أحد في استقبالهم..
كانت وجوههم تضج بالذنب والبراءة في آن واحد، وكانواً يبتسمون (على طريقة الأديب الكبير عبدالكريم الرازحي "بكاء مقلوب")، وكان الجميع ينظر إلى إليهم كمتهمين.. وكنت أتألم وأشعر بالتقصير كصحفي حيال قضاياهم.. ولما خرجوا وهم جميعاً ذوو أشكال وأطوال متقاربة، توقفوا في قطار المستقبلين، لا يعرفون لماذا يقفون أو لمن ينتظرون.. أو إلى أين يذهبون.. فقال أحد المنتكتين ساخراً منهم: "ربما أنهم يخططون للعودة بنفس الطائرة".. في موقفٍ مضحك، لكنه يفتقر إلى الأخلاق..
اقتربت منهم، وسألت.. من أين محافظة أنتم؟ قال أحدهم: من السجن، وقال آخر: من المحويت، وقال ثالث: من الطائرة.. !
وسألتهم أيضاً: كيف تعاملت معكم السلطات السعودية؟ قال أحدهم، "في السجن عذاب"، وقال آخر: لا تصدق، من يقل أدبه، يقومون بتأديبه، ومن يتعامل معهم بأدب لن يمسوه بشر".. وقال ثالث: من معي؟ قلت: الصحافة. فابتسم..
يمنيون، تلحظ في عيونهم براءة اليمني، وفقره، وتقرأ في قصتهم ذنوب الحكومة وإهمالها للإنسان.. وقد كنت أنظر إليهم، وأفكر أنهم انتخبوا الرئيس علي عبدالله صالح في 2006، مقابل ألف ريال يمني، ربما، ولا أدري ممن يؤخذ بثأرهم؛ من الرئيس ومنجزاته التي ضربت بالإنسان عرض الحائط، أم من السعودية التي التزمت القوانين ونسيت الكثير من أسباب تقدم الدول تجاه الإنسان، كما هو في أوروبا..
أم من الجهل الذي دفعهم لمثل هكذا مغامرات، أم من الفقر الذي جعلهم يتركون وطنهم وأهليهم إلى طلب الزرق المعدوم، أم من الصحافة التي لا تصل عدساتها إليهم..
حدث هذا في مطار صنعاء، أماً قصصهم المأساوية، ومغامرتهم الفاشلة، فهي قصص لا منتاهية من البطولة والألم، بدأ بمرارة الفقر والجهل في قراهم، مروراً بتفكيرهم باختراقهم الحدود السعودية، ونجاتهم من رصاص حرس الحدود.. وصولاً إلى وقوعهم في قبضة السلطات السعودية.. وحتى مطار صنعاء وليس لديهم سوى الثوب الذي يلبسونه.. وبداخله بطاقة.. أنه يمني.
اعذروني إن غردت بعيداً عن أفراحكم الكروية أيها الميسورون، فأنا عاهدت الله أن لا أغرد بعيداً عن الإنسان وما الفائدة، أن نحتفل بخليجي 20، وأن يمتدحنا الأغنياء في الجزيرة، بينما السواد الأعظم من الشعب يعيش بعيداً عن اهتماماتنا..
وهؤلاء هم نموذج للآلاف المؤلفة، المتهربة إلى السعودية، والمزفرة إلى مطار صنعاء... حيث لا حكومة تعطيهم الجاكتيات، ولا دولة تعلمهم طرق الزرق السهل، وتوفر لهم فرص العمل الشريف والنظيف، وتستفيد من طاقتهم، إذ الإنسان أكبر ثروة، يفتقر إليها الجوار الغني بالنقط، فقط لو وجدت لدينا دولة، تهتم بالإنسان..
عساكر مطار صنعاء..
العام الماضي، ذهبت في رحلة إلى الدمام، وفي مطار الدمام استقبلنا الضباط، حتى كأنهم أقربائنا يعرفوننا، ولا نتذكرهم.. وكذلك في بقية المطارات السعودية، هناك خطة دولة، لاختيار جنود وضباط ذوي بديهة وأخلاق عالية في التعامل مع الناس..
ومن مطار الدمام إلى مطار عدن الدولي، تمنيت أن تتوقف طائرة السعيدة يومين على الأقل، لأنني أحببت الضباط في مطار عدن، الذين استقبلونا، بوجوه ضاحكة: الحمدلله على السلامة يا دحابيش، ونكت أخرى تمنحك السعادة، وتجعلك تفتخر باليمن الإنسان الذي بهر الخلايجة في بطولة خليجي 20.. ولما وصلت مطار صنعاء.. واجهنا عسكري ناخط كاد أن يقذف بنا إلى السجن..
فاحذروا من مونديال (صنعاء – ذمار).. أو غيروا عساكر المطار. كما لا تنسوا المزفرين من الجاكتات.. إلى أن يكتب الله لهم وطناً يعيشون فيه حياة كريمة.