عاجل: صورة متداولة للغارات الأمريكية التي تعرضت لها العاصمة صنعاء قبل قليل والموقع المستهدف
عاجل.. الرئيس اليمني يكشف أدلة وحقائق عن الحوثيين وإيران وعلاقتهم مع القاعدة ومن أين تأتي الأسلحة المتطورة؟ وما الهدف الذي يسعى إليه عبدالملك بعد مقتل نصر الله؟
أصل العرب للعلماء الموهبين: تُكرم أستاذ الفقه المُقارن بجامعة إقليم سبأ الدكتور حاشد باعلوي
الخدمة المدنية تعلن موعد بدء وانتهاء إجازة عيد الفطر
غارات امريكية جديدة تستهدف معقل جماعة الحوثي.. والحصيلة حتى يوم الخميس تصل إلى نحو 200 قتيل ومصاب
شاهد الصور.. مشهد مهيب للحرم المكي بعد اكتمال التوسعة
وزارة الداخلية التركية تصدر بيانا عاجل وجديد بشأن إمام أوغلو
عليك اتباعها في آخر أيام رمضان.. 6 عادات غذائية لتنظيف الجهاز التنفسي من السموم
عشرات الشهداء وأوامر إخلاء وفقدان طواقم إنقاذ في غزة ..تفاصيل
كيف يفكر الأثرياء؟ 5 عادات مالية تغير حياتك
لكأنما هذا الشعب يقضي عقوبة في سجن يديره ساسة حمقى تتغير وجوههم، لكن حماقاتهم تبقى.
22 مليون سجين يعيشون في سجن كبير جنوب الجزيرة العربية، أغلبهم جائعون، ونصفهم أميون من السهل طحنهم وتفريقهم.
ساعات طويلة نقضيها في السجن كما الجدات، نصف بطولات وأمجاد أجدادنا الأوائل.. ثم نلملم بقايا رماد الحروب في محاولة لرسم خارطة التجارة العالمية التي كان يشرف عليها اليمنيون في الزمن القديم.
تارة أخرى نفتش في أصناف العلكة والفراغ بحثاً عن رائحة اللبان والبخور الذي كانت تصدره اليمن لمعابد العالم القديم، وفي كل لحظة بؤس ومرارة نعيشها في الحاضر نحلم برشفة من فنجان قهوة تفوح منها نكهة البن اليمني الذي كان يزرع في مدرجات الجبال.
عبارة يتيمة مكتوبة بحروف مبعثرة على جدران السجن كأنها نقش على قبر امرئ القيس في صحراء الغربة والمتاهة التي وجد نفسه مدفوناً فيها بعد أن انتشرت القروح في جسده.
تلك العبارة نجدها مدونة في كل الجدران "إذا طال الزمان ولم تروني فهذه ذكرياتي فاذكروني"؛ عبارة تختزل حكاية شعب يعيش الماضي ويحلم بالمستقبل.
نسيت أن أخبركم أن ثورة حدثت في السجن مؤخراً، حاولنا أن نرى فيها ربيعاً، والعثور على حرية حدودها السماء لولا أننا اكتشفنا أن السجانين هم من يرسمون تلك الحدود، ويضعون براميل مفخخة أمام أمة تحلم بالخروج من سجن الماضي إلى أفق المستقبل.
تساءلنا بحيرة: هل كل ما فعلناه أننا استبدلنا القيود العتيقة بأخرى مطلية بذهب الحرية، واستبدلنا بزة عسكرية بثوب طويل من تحته بزة عسكرية؟
حاولنا أن نتمرد على كل هذا السواد، فرسمنا على جدران السجن خيال شعب جائع وهو عارٍ من كل شيء إلا من الحقيقة!
وصار كل مواطن يتمنى أن يسمع هاتف "معك زيارة"، حتى لو كان ثمن ذلك أن يبيع كل ما يملك للحصول على فيزا الغربة.
لم نعد نحلم بالبيت والسيارة وقضاء عطلة صيفية. صارت كل أحلامنا أن نجد ساعة كهرباء وشربة ماء.
في هذا السجن الكبير نعلم أطفالنا كيف يلعبون بالخيال، كيف يعلقون آمالهم ورسوماتهم وألعابهم في نافذة السجن الضيقة، ويتعلقون في القضبان وهم يتخيلون أنهم فوق مدرهة أو حصان يكر في الهواء.
الحروب لا تهدأ في هذا السجن، كأنما لم نعد نجد شيئا نأكله، فقررنا أن نأكل بعضنا، وصار كل منا يرى الآخر ويتخيله وجبة لذيذة على صحن. كيف استطاع أولئك السجانون أن يجعلونا نكره بعضنا لدرجة أن نلتهم بعضنا؟
نحاول جاهدين أن نتذكر تلك اللحظات التاريخية التي كنا نبتسم فيها لبعضنا، ونتصافح بعد كل صلاة، ونتهادى، ويعزم بعضنا بعضا، وكل منا يطبخ مرقة ويتعهد جيرانه..
لم نعد نصلي مع بعضنا، لم نعد نتجاذب الحديث، صار لنا وجوه كثيرة، الغيبة والنميمة هي التسلية الوحيدة المتوفرة في هذا السجن.
ولأن السجانين لا يستطيعون أن يسيطروا على أكثر من 20 مليون مسجون، فهم يحكموننا بطريقة الفوضى الخلاقة. وكلما أرادوا الحصول على ترقيات يشعلون داخل السجن الكبير حمى المظاهرات والاعتصامات. وكلما أرادوا أن ينتقموا من بعضهم لجأوا إلى تلك الطريقة في فيلم أميركي عن سجن في المكسيك: السجانون والمتراهنون يلعبون لعبة قمار، ويتراهنون بالمساجين، يفتحون باب السجن، ويختارون عينات من الشعب المسجون ليتصارعوا بينهم، ويقضي بعضهم على بعض، وتسيل دماؤهم مع ارتفاع قهقهات السجانين.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.