قدرها مليار دولار..مصادر إعلامية مُطلّعة تتحدث عن منحة سعودية لليمن سيعلن عنها خلال أيام الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين يد البطش الحوثية تطال ملاك الكسارات الحجرية في هذه المحافظة افتتاح كلية التدريب التابعة لأكاديمية الشرطة في مأرب اول دولة توقف استيراد النفط الخام من إيران تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن. منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟
يصاب المرء بدهشة لحجم الاستثمار الثقافي والفني الألماني لوجود كأس العالم في هذا البلد، فكل شيء فيها أصبح له علاقة بالمونديال ويستخدم لأجله حتى الثقافة والفنون، لتكون الصورة أشبه بثوب ثقافي لعرس كروي كبير وساحر.
ففي حين لا ترى بعض الدول من تنظيم المناسبات الرياضية إلا مباريات وأهدافا ومردودا اقتصاديا وشهرة عالمية، يرى البعض الآخر في حفل الافتتاح الملمح الثقافي والفني والتاريخي للبلد المستضيف وللدول المشاركة عبر ما يقدم من عروض ووصلات فنية وغنائية تعكس تراث وحضارة المكان.
لكن وعبر تصفح قائمة الخدمات التي توفرها اللجنة الثقافية في اتحاد الكرة الألماني للزوار ندرك تلك المزاوجة الكبيرة بين الحدث الرياضي وما يرافقه من فعاليات ثقافية على شكل عروض مسرحية ومعارض فنية وحفلات غنائية وزيارات لمتاحف تاريخية وبرامج لتعليم اللغة الألمانية، وخدمات متنوعة أخرى تهدف بمجملها لتعميق التواصل الحضاري وعكس الواجهة الحضارية والعلمية للبلد المضيف.
العالم ضيفًا
فليست الكرة الساحرة هي الحاضرة في هذا المهرجان الكروي بل هناك فن وثقافة يضفيان مزيداً من البريق على أحداث المونديال التي تجاوزت المجال الرياضي البحت.
البداية كانت من الشعار الرسمي للمونديال؛ فهو عبارة عن صور رقمية لثلاثة وجوه ضاحكة؛ وهو إنتاج بريطاني- ألماني مشترك، ويحمل رسالة يمكن تلخيصها بعبارة: "العالم يحل ضيفاً على الأصدقاء".
ذلك الشعار يلخص التصرف الألماني في استثمار فرصة الحدث التاريخي الذي سيجلب ما يقارب من مليوني زائر خلال شهر المونديال لتكون الثقافة والفنون وتقديم المنجز الحضاري أهم الخدمات التي تم اصطحابها بجانب الحدث الرياضي.
فبمجرد بدأ فعاليات المونديال شهدت الحياة الثقافية تغيرا ملحوظا، فالكرة ليست مباريات فقط بل لها انعكاس مباشر على الثقافة والفن تمثل في إقامة المعارض والمسارح التي تتناول مختلف جوانب اللعبة بشكل جذاب وشيق وعكس حضارة البلد وثقافته وكرمه.
الكرة بأبعاد ثقافية
متحف الكرة المتنقل الذي سيطوف دول العالم
ويعد المعرض الذي نفذه "أندريه هيللر" تحت اسم "كرة القدم والكرة الأرضية" أحد المشاريع المميزة، حيث عمل كرة قدم ضخمة تمثل الكرة الأرضية لتكون معرضًا متنقلا تخصص فيه مادة لموضوع جديد بشكل يومي عن الكرتين (الأرضية والقدم).
كما نظم المتحف التاريخي لمدينة "لايبزج" معرضا ثقافيا تحت عنوان "أحكام وضوابط التنظيم" حيث عرض لتطور الزي الرسمي للحكم في الفترة بين 1900 حتى 1970، والأدوات التي يستخدمها، والتطور الحاصل لدور حكم المباريات عبر تاريخ الكرة.
ونظمت الكثير من المعارض التي تتناول كرة القدم، فهناك معرض برلين للتصوير الفوتوغرافي تحت عنوان "هوس كرة القدم" حيث عرض مجموعة من الصور التي التقطتها عدسات الكاميرات بين عامي 1900 حتى 1940 عن الأحداث المثيرة التي شهدتها الملاعب ومدى تفاعل اللاعبين والجماهير بها. ومعرض "كرة القدم لغة عالمية" وهو معرض للتصوير يقوم بجولة حول العالم ويعرض لقطات لأكثر اللحظات تشويقا وإثارة في مختلف ملاعب العالم.
كما يقام في مدينة برلين معرض "عالم كرة القدم" حيث يعرض 74 فنانا من شتى أنحاء العالم رؤيتهم إلى كرة القدم على أرض الملعب. وفي مدينة "لايبتسغ" يقام معرض تحت اسم "سيد القوانين ـ حكم المباراة"، أما في مدينة "دوسلدورف" فهناك معرض آخر يعنى بـ "فن العمارة في ملاعب كرة القدم"، حيث يعرض الملاعب الاثني عشر في دار الفن المعماري الألمانية.
وتهدف هذه المعارض مجتمعة إلى إبراز رياضة كرة القدم في كثير من المواقع في أبعادها الثقافية المختلفة.
ولم يغب المسرح عن الساحة حيث تعرض مسرحية "القلب ليس كرة" التي تتبنى وبشكل رمزي فكرة الربط بين الكرة وأهداف الحياة، حيث يبحث الجميع عن الكرة المفقودة. كما حضر المسرح الموسيقي ضمن فعالية "المسرح الرياضي لكأس العالم".
"ممشى الأفكار"
ويستطيع زوار برلين أن يسيروا في "ممشى الأفكار" وهو معرض موزع على أكثر من مضمار يضم منحوتات عملاقة تجسد رحلة الاكتشافات الألمانية التي أضاءت طريق البشرية من اختراع الطباعة المعاصرة، وابتكار السيارات الحديثة، واكتشاف نظرية النسبية، وتدوين الموسيقى، وصولا إلى مسمار الحذاء الرياضي كدلائل على الروح الألمانية الخلاقة.
وبنيت فكرة "ممشى الأفكار" على ما قدمته معاهد الابتكار في ألمانيا، حيث زودت اللجنة بـ 1200 فكرة تطبيقية اختير منها 365 فكرة تعرض في الولايات الألمانية على أرض "الممشى" بمعدل فكرة كل يوم طيلة أيام السنة، ورافق المشروع فيلم يوجز فكرته ومدته عشر دقائق تحت عنوان "مرحبا بكم في ألمانيا بلد الأفكار".
ويعقب "مايكل شوغان"، من برنامج زوار الحكومة الاتحادية على المشروع قائلا: "لن يرى زوار ألمانيا وجهها الكروي فقط بل عظمة مفكريها وبراعة موسيقييها وتفرد أدبائها في كل زاوية وشارع".
اللغة حاضرة
وفي سبيل استثمار الحدث لنشر اللغة الألمانية صممت مؤسسة "دويتشه فيله" بالتعاون مع معهد "جوته" قاموسا لغويا إلكترونيا خاصًّا بالمونديال، يمكن ربطه بالهاتف المحمول أو بالمفكرة الإلكترونية. ليساعد المشجعين في حال إذا كان وقتهم لا يسمح بتعلم اللغة الألمانية، ويحتوي القاموس على نحو 1000 مفردة ومصطلح ذات صلة بكأس العالم وألمانيا.
كما قدمت "دويتشه فيله" قبل بدء المونديال دورات دراسية مجانية في اللغة الألمانية على موقعها على شبكة الإنترنت للمبتدئين والمتقدمين بثلاثيين لغة زودت بوسائل تعليمية وإيضاحية حديثة ومسلية تلقي الضوء على طبيعة الحياة في ألمانيا.
ويستثمر المنضمون الإنترنت في عرض تفاصيل الفعاليات الرياضية والخدماتية الثقافية، فتقدم للمشجعين خدمة المرشد السياحي المحمول وهو عبارة عن نظام إرشاد تفاعلي للمشاة يعتمد على الأجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر اليدوية لنقل معلومات شاملة حول النشاطات الثقافية المتوفرة، وتقام عبر الإنترنت مسابقات تشمل جوانب مختلفة من أحداث وأنشطة مونديال ألمانيا.
مبيت.. ثقافي
رقصة بافارية افتتح بها العرس الكروي
وكجزء من تطبيق شعار الدورة ولتكريس التواصل الإنساني يبدي الألمان تحمسا كبيرا لاستضافة مشجعي كرة القدم للمبيت لديهم مجانا أو بأسعار مخفضة. ويجسد شعار "مبيت لدى الأصدقاء" المشتق من شعار المونديال ذلك كدليل على حرصها على تقديم نفسها بلدا مضيافا لزوارها من عشاق كرة القدم.
وتحت شعار "التنوع عيشا وعملا"، وهو اسم مشروع تابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية الألمانية، تم تدريب قرابة 10 آلاف عامل في مجال الخدمات ضمن سلسلة من الدورات الدراسية والتدريبية ليصبحوا فيما بعد أشبه بسفراء الخدمات الخاصة ببطولة كأس العالم.
ويتضمن البرنامج التدريبي تحسين الكفاءة في مجال التواصل بين الثقافات وحسن الضيافة والاستعداد لتقديم المساعدة والتسامح عبر تعليم المتدربين بعض ثقافات وعادات وتقاليد الشعوب الزائرة.
وأصدرت اللجنة بالمناسبة أربعة طوابع بريدية مميزة وقطعة نقود فضية بقيمة 10 يورو خاصة بكرة القدم، ويمكن أن يحصل المشجعون والهواة على الطوابع البريدية بعلاوة تتراوح بين 25 إلى 55 سنتا للطابع الواحد كنوع من دعم النشاطات الثقافية ولجنة تشجيع الرياضة.
وبمقدور عشاق الكرة الحصول على قطعة من أرض أحد الملاعب التي تجرى عليها البطولة حيث يحصل المشتري على علبة من البلاستيك وكمية من البذور الأصلية القادمة من مزود الفيفا الرسمي بعشب الملاعب، ويقوم المشتري بغرس هذه البذور بنفسه ويسقيها ويقصها حسب الرغبة بعد بضعة أيام. وبعد ذلك يمكنه وضعها وهي في علبتها في شرفة منزله أو غرسها في حديقته الخاصة.
عشب افتراضي
وبإمكان المرء أن يزرع بصورة رمزية قطعة من العشب في الشبكة الإلكترونية على سبيل المثال تحمل تعبيراته الشخصية المتعلقة بعشقه للكرة، ليصبح بذلك جزءاً من مجتمع الإنترنت الافتراضي، حيث ستجمع الأجزاء مع مساهمات محبي الكرة لتكون ساحة لعب افتراضية تحمل إلى قاعة العرض الواقعية لتكون جزءاً من عرض ميداني سمعي وبصري.
ويتم تناول المواضيع المتعلقة بمشجعي الفرق في صفحة الإنترنت المخصصة لهم في موقع البطولة؛ فعبر صفحة خاصة يقوم المشجعون بكتابة مساهماتهم وإبرازها، كما وجهت الدعوة لجميع المشجعين في أرجاء العالم لنشر حكاياتهم ومشاهداتهم أثناء المونديال.
وبرأي الصحفية الألمانية "مونيكا ميتروفسكا" فإنه عندما تكون لعبة كرة القدم في قمة توهجها ورونقها في ظل كأس العالم تعكس دورها في ربط الثقافة والفن بالرياضة وجعلهما كيانا واحدا يشارك كل منهما بفهم العنصر الآخر في إطار رياضي ثقافي.
وهذا فعليا ما حاولت اللجنة الثقافية في الاتحاد الألماني تكريسه لعكس التقاء النسيج الكروي بالنسيج الثقافي بشكل يعزز التواصل الإنساني والحضاري قريبا من صراع الكرة ومنافسة الفرق وصراخ المشجعين.