عمان.. نهضة بلغت سن النبوّة!
بقلم/ عادل الاحمدي
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 14 يوماً
الخميس 02 ديسمبر-كانون الأول 2010 10:20 م

في مشرق الروح.. ثَمَّ عُمان.. نفحةٌ من بقية قحطان، وإشراقة سامقة الطموح.

السلام على شعبها الحي الأصيل، وعلى سلطانها الماجد النبيل، وعلى ذرات ترابها شبراً شبرا. وعلى كل نسمة في الهواء وقطرة في خليج الماء. لها في عيدها الأربعين من عمر نهضتها المباركة إكليل حب ووقفة احترام وأمانٍ صادقة بدوام الرفاه واطراد المنعة... آمين.

بالأمس كان حفلٌ عماني بهيج.. لوحة وضاءة لقيادة حملت طموح شعب، وشعب امتثل للقيادة فصار كل من القيادة والشعب مصدر اعتزاز للآخر. لهذا تتقدم عمان، وتصبح روضة للرخاء والأمان.

لله هذا الجار الطيب المهموم بنجائب حلمه الكبير. والمشغول بنهضة بلده الوثاب..

لله رايته الفريدة ترفرف خفاقة في السماء وفي القلوب. وتقول للدنيا بأنها عُمان.. مسقط الحلم وموئل الهمة العالية والصف المستقيم..

في عيد نهضتهم الأربعين خرج العمانيون الى ساحة الفتح راسمين لوحة الانسجام البهيج فيما بينهم.. مرددين أهازيج الانتماء ومجددين صفحة الولاء في مشهد صادق يترجم نفسه للأنام ليخبر عن شعب قوي الشكيمة قليل الضجيج شديد الإصرار.

أحببتُكم يا أهل عُمان. وأكبرتُ فيكم إكباركم لسلطانكم الذي حملكم الى مناكب المنافسة، وجعل بلادكم روضة زاخرة بالجمال.

لقد كنتم تمرون أفواجا أمام ناظري السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ولقد كان صدره يشرئب زهواً بكم ولقد كان فؤاده مفعماً بوفائكم وانسجامكم وحسن مقالكم. ولقد جمع السلطان حوله الرجال القادرين، واجتهد قدر المستطاع في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وهو ما عكس على إحداث نهضة حقيقة لعمان رغم قلة الموارد النفطية، قياساً بأشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي، ذلك أنه ركز على بناء الإنسان، والإنسان هو صانع التنمية وهو الثروة الحقيقة للبلاد..

قال حادي الجموع مخاطبا قائد البلاد: "نشهد بعدلك أجمعين".. عبارة ليست هينة وشهادة لا يمكن أن تُفتعَل.

فهنيئا سروركم يا أحفاد الأزد، وهنيئا حبوركم الذي نسأل المولى العلي القدير بأن يديمه أبد الدهر. وهنيئا لكم قابوس، ومن مجد الى مجد إخوة القلب والمصير. وشكرا للحظة التي مكنتني من قراءة عيونكم المبتهجة عبر قناة اليمن في حفل الأمس بحضور وقد يمني برئاسة نائب الرئيس عبدربه منصور هادي ومعه عبدالقادر هلال، ووفود من كثير من الدول العربية والأجنبية.

بالأمس بلغت نهضة عمان سن الأربعين.. (وعقبى الألف عام)، والأربعون هي سن النضج وميقات النبوة إذ أوحي إلى نبينا الخاتم محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وهو في سن الأربعين.. والشاهد أن عُمان تعدّت مرحلة الإصرار والبناء لتدخل بإذن الله مرحلة الإبداع والعطاء. والسير على نهج التكامل الوجداني الخلاق بين القيادة والشعب، إلى أن تصبح عُمان هي النموذج الذي يحتذى وبها يضرب المثل في دوام المثابرة وصدق التواضع وطيب الثمار.

في العيد الأربعين، نزجي لأشقائنا في مشرق الروح تحية يمانية نابعة من صميم القلوب، سائلين الله تعالى لكم دوام التوفيق وراجين حث الخطى لإكمال سورة الجمال بإنهاء ما تبقى من ملف الحدود مع الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة مضيّّاً على ذات النهج السلطاني الحكيم في ذات الملف مع اليمن والمملكة العربية السعودية، شاكرين لعمان قيادة وشعبا حرصهم على اليمن ووحدة اليمن وأمنه وتقدمه. وكلنا قلوب تشارككم أعيادكم المباركة ولله تعالى المنة والفضل وهو وليّ الزيادة.