عفاش – قُتِلَ كيفَ قَدّر
بقلم/ علي بن ياسين البيضاني
نشر منذ: 9 سنوات و 6 أشهر و يومين
السبت 16 مايو 2015 08:10 ص

رأس الأفعى ينفث سمومه يمنة ويسرة ، فكّر ودبّر ، وتآمر ودمّر ، ثم نظر مليًا ، ورأى نفسه محاطًا بعاصفة لا قبل له بها مثل كل مرة ، ولا مجال لألاعيبه أن تنطلي على الآخرين مرة تلو مرة ، والآن تنكسر الجرّة ، وتخرج الأفعى وحيدة تبحث الأمان في أي حفرة ...

عفاشنا للأسف كتب تأريخه في أسوأ صفحات اليمن قديمًا وحديثًا ، أنه بنى جيشًا عظيمًا وجهَّزه بأعظم الأسلحة الفتاكة لكن لقتل شعبه ، وتدمير وطنه وتحقيق نزغاته ونزواته الشيطانية ، ولإرضاء شهوته في حكم اليمن وشعبه أو تدميرهما معًا ..

جاءت العاصفة ظنًا منه أنها ستكون ريحًا باردة وسلامًا عليه وأسرته ، وبدأ يستخدم ألاعيبه الشيطانية ففشل ، صحى من صدمته فاتضحت له العاصفة أنها حازمة قاصمة تدمّر كل ظالم ومتجبر ، ومساكنهم شاهدة على عصفها وبطشها ..

سئم الناس من طول بطشه وظلمه ، وظنوا وأيقنوا أن لا أحد يقدر عليه ، قال تعالى ( أيحسب أن لن يقدر عليه أحد ) ، فتفكرت وتدبرت فقلتُ في نفسي ما الحكمة من أن تعرض عليه الدنيا بحذافيرها حصانة وضمانة وثروة واستقرار في وطنه جاءت بذلك المبادرة العرجاء ، ومع ذلك فعفاشنا المعتوه يرفضها ، ثم يلتف عليها كالحرباء ، يريد العودة من جديد ليحكم ، فرأيتُ أن لله في ذلك حكمة وتدبير نجهله نحن البشر ، وخاتمة يبدو أنه ستكون مثيرة ومفاجئة ، وعبرة وآية لكل الظالمين المتجبرين ، وشعرتُ أن الله علم ما في نفسه من خبث وحقد دفين على عباد الله المؤمنين أهل الإيمان والحكمة ، الأرق قلوبًا والألين أفئدة ، فأراد الله أن يستدرجه لأمر يتناسب مع ظلمه وبطشه وتجبره وتكبّره ..

التحالف الشيطاني ( الحوفاشي ) يدمر بيوت عدن على ساكنيها من أجل أن تستخدم كورقة لينال فيها الخروج الآمن فقط ، وتعز تدمّر ويُقتل أبناؤها فقط من أجل أن يشفي غليله ، ويطفئ لهيب حقده عليهم لأنهم من صنع نعش سقوطه فى اليمن ، ومأرب يريد لها مصير عدن وتعز لأنها عصية عليه بوحدتها وتماسكها ..

رفيق دربه في تدمير اليمن ( علي أبو الحاكم ) نال جزاءه الإلهي في ضربة واحدة فقط ، وبالأمس القريب كان يصول ويجول ويتوعد ، وسيلقى كل ظالم ومتجبر الجزاء الذي يستحقه فى الدنيا ، أما الآخرة فأظن أن خصماءهم سيكونون في موقف الحشر والحساب كثيرين ، وحينئذ لن تنفع الألاعيب والمراوغات ...

 

اليمن الآن تشهد مخاضًا عسيرًا ، وسيأتي من بعده الفرج إن شاء الله تعالى ، لكننا قوم يستعجلون ، ولله في أقداره حكم وعبر ، ولعل أعظم عبرة سيشهدها اليمن في تاريخه هي عبرة علي عفاش ومن بعـــــده عبد إيران الحوثي وأزلامهما .. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..