منذ احداث ثوره الشباب ٢٠١١ وانا الجأ الى الوسطيه والاعتدال في المواقف مؤمناً بان اليمن يتسع للجميع .. ومعتقداً أن التحيز لطرف دون الاخر لا يولد سوى الكره والبغض بين أبناء الوطن الواحد مهما أختلفت الأفكار والمذاهب والتوجهات ..
وكم كنت ضد السب والشتم والقذف واللعن أو السخريه والاستهزاء ضد أي فصيل أو طرف لان الكل يستظل تحت مظلة الوطن الواحد بل وقمت بمخالفة أكثر الاصدقاء ونهيهم عند ذلك واثقاً بان القلوب سوف تلتحم وتبرئ الجراح وتتعانق النفوس لأن ما يجمعها هو المصلحه الواحده وحب الوطن ..
وعندما تسارعت الاحداث الاخيره وظهر الحوثيون أنصار الله بزيهم الجديد وحلتهم الجديده حاولت جاهداً أن أكون توفيقياً وسطياً مع هذا الفكر الجديد مع باقي الافكار والاحزاب السابقه لإيماني أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا ديناً وطناً فضلاً عن المصلحه المشتركه بل والمصير المشترك حيث أننا جميعا وبدون أي إستثنائات أبناء جلد ووطن واحد ..
وتسارعت الاحداث على مرئا ومسمع من الجميع وحصل ما حصل من قبل أخواننا أنصار الله الحوثيين من أمور أستنكرها الكثيرون بدء من أنصار الحوثيين ومن داخل حركه أنصار الله وقد سمعتها شخصياً الا أن البعض من هولاء المخضرمين برروا تلك الاحداث المعيبه بانها أعمال فرديه ولا تمت للجماعه بصله فتقبلنا تلك المبررات عن حسن نيه ( لعلى وعسى ..)
فضلاً ممن هم وسطين في الفكر والعقيدة من أمثالنا من الاصدقاء والاحباب والمتابعين للشأن اليمني والاوضاع الراهنه ..
وأنتهائاً بخصوم الحوثيين وكل مخالف لهذا الفكر الذين عدّوني بسبب مواقفي الوسيطه المعتدله بأنني منحاز للفكر الحوثي وأنصار الله أنطلاقاً من تلك المواقف أضافةً أنتمائي للعوائل التي تعتبر من ساده حضرموت ..
لاجد نفسي بعد ذلك بين حجرين الرحى .. لإيماني وفكري أنه يجب علينا كيمنين أن نترك بيننا وبين من يخالفنا من فكر أخر شعره معاويه التي لا يحبذها أخواننا أنصار الله الحوثيين ..
وما من حرب أو أزمه أو صراع داخل أي بلد الا ولها طرفين وحينما يكون طرفا الازمه او الصراع هما الضحيه فهناك طرف ثالث مستفيد ..
ومع كل ماسبق ذكره فما زلت أكابر وأخالف نفسي وعقلي لاقنعاها بعكس ما أرى وأسمع متمسكاً بمذهب الوسطيه والاعتدال ..
حتى توالت الاحداث بدءاً بأحداث حاشد وعمران والتي طالت الكثير من الاصدقاء والاحباب ومن تربطني بهم صله ووشائج القربي والصداقه فوجدت نفسي بين نارين نار الوسطيه والاعتدال ونار المروءة والوفاء حزناً على ما أصابهم من ضيم في أنفسهم وأهليهم والذي لا يرضاه عدواً أو صديقاً لاني لازلت ولا أزال أرفض منهج الثأر والانتقام مهما كانت المبررات أو الاسباب ..
ومن ثم جاء الحدث الجلل بدخولكم صنعاء وما وافقه من أقتحام منازل وممارسات مخزيه ومخجله أترفع عن الكلام عنها ويأنف الانسان الحر عن ذكرها وخاصةً تلك التي تتعلق بالاعراض والمخادع وتعد عيباً أسود في عرف قبائل اليمن وعلى رأسهم قبائل صعده التي ينتمي منها أنصار الله والحوثيين وكررتم نفس المبررات التي لم تعد تقنع أحداً ..
تلك المنازل منازل أناس عشت وترعرعت ودرست مع أبنائهم حتى أصبحوا أخوه لي فمنهم من غادر منزله خوفاً من البطش به ومنهم أختطف وليس أولهم ولا أخرهم الصديق #مجاهد_السلالي الشاب الخلوق صاحب النضره الجميله واليد الخيره والذي كان معكم قلباً وقالباً ضد الحروب السته عليكم أنطلاقاً من مظلوميتكم وأنتهائاً بأنه من كبار المؤيدين لدخولكم في الثورة الشبابيه ومع ذلك لم يسلم ..
وتكرر المشهد ذاته لاجد نفسي ظالماً وخاذلاً ولو بالكلمه والفكر لكل من تضرروا إما بمئازرتهم نصرتاً وأما بنصحكم واجباً يا أنصار الله ..
وفي ما أنا أسجل هذه الكلمات لأبعثها لكم أداء للواجب وأبراء للذمه وتخفيفاً عن لواعج قلبي ونار صدري اذا بي افاجأ بي ثالثة الاثافي والمتمثله في إحراق منزل الشيخ يحي بن حسين الأحمر ومن ثم إقتحام منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والذي يعد رمزاً من رموز اليمن بأجماع خصومه قبل أصدقائه ومحبيه بل يعتبر منزله معلم من معالم اليمن وماتلته من أحداث توجع قلب العدو قبل الصديق وهي مخالفه تماماً لعاداتنا وأسلافنا فضلاً عن النظام والقانون أن وجد وانتهت تلك الاحداث المشؤمه وغير الأخلاقيه بكل المقايس والاعراف ..
ليسلم الشيخ سام بن يحي الأحمر نفسه تجنباً للمزيد من سفك الدماء في شجاعه واقدام نادر المثيل الذي فاجأ الكثيرين ولكنه لم يكن مفاجأ لشخصي لانني اعرف من هو سام وما ادراكَ ما سام ..
سام بالنسبه لي هو رب اخاً لم تلده امي هو اخ وصديق عزيز جداً قد اعجز عن وصف علاقتي به و تجمعني به الكثير والكثير من المواقف واللحظات الجميله والمشرفه لانه صاحب روح جميله وفاضله .. لديه من صفات الكرم والشهامه والمروءه والنخوه والغيره الكثير الذي تمنعه من ارتكاب ما نسب اليه ..
حر عزيز شريف لا يخضع الا لربه وخالقه فقط ..
ومعا هذا الحدث وجدتني القِدر الذي يغلي فوق النار كابتاً على ذلك القدر غطاء الوسطيه والاعتدال لكن مع كثرت الضغط تولد عندي الانفجار ليطفح مافي القدر خارجاً فطفح الكيل مني وبدأت أصارع وأعارك نفسي بين نار الوفاء والمروءه والأخلاص ونار الوسطيه والأعتدال الذي يكاد يخبوا بين لظى الأحداث التي سبق ذكرها والتي لم تترك لنا سوى بصيص أمل لأتوجه اليكم بجمله تساؤلات في طيها الاجابه ولعلها قد تكون مني الاخيره ( لعلى وعسى ..)
لماذا تعملون وكأنكم أداه بيد غيركم وتدعون محاربه الفساد والفاسدين ومنذ بداية حربكم لم تحاربوا سوى قوى الثوره التي احتضنتكم ورحبت بكم في مسيره التغيير ..
يا أنصار الله يا حوثيون هل تظنون أن الشعب اليمني والعوام لايعرف ولا يفهم من الفاسدين والمفسدون ..
لماذا تزرعون الحقد والكره في صدور كل من خالفكم الرأي والفكر وتبريركم عن أعمالكم باعذار واهيه واهمه غير مجديه لا تكون عند حجم ما تفعلون وتقمون به ..
وهل تظنون من خلال هذه الممارسات والاعمال وماتقمون به هنا وهناك سوف يخدم أستمراريه مشروعكم ودعمه لدى الناس وإنما تنفذوا أجنده ومخططات سبق الاعلان عنها مسبقاً بحسن أو بسوء نيه منكم ..
يا أنصار الله يا حوثيون أنتم تقتلون مافي عقلي وقلبي من وسطيه وأعتدال بسبب أعمالك وممارساتكم التي لا يرضاها الجميع وترغموني وأمثالي أن أنزاح للصف الاخر رغم كرهي الشديد الانحياز لاي طرف ومن أمثالي كثير وما أنا الا من الاغلبيه الصامته ..
يا أنصار الله ياحوثيون لماذا تدفعون خصومكم وكل من خالفكم الرأي الى مواقف معاديه لكم أكثر تطرفاً وربما قد تصل أرهاباً بسبب ظلمكم لهم وسياسه إستفزاز الخصم القريب وإستعداء الخصم الكامل ..
ومايؤسفني كغيري رغم ما أمتلكتموه من مقومات القوه والتأثير لم تسخروا ذلك من أجل أحداث التغير الايجابي في اليمن نحوا الأفضل بقدر ما سخرتموها لأجل الانتقام من قوى اعتبرتموها خصومك أو خصوم حلفائكم ..
وأخشى ما أخشى عليكم أن تدخلوا في دائره قوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) ﴾
واخيرا وليس بأخر اذكركم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (( ثلاث هن رواجع على اهلها المكر والنكث والبغي )) ..
هذا ما اردت رفعه إليكم دون ان اكلفكم عناء الرد عليه ابراء للذمه واجب للنصيحه واملي ان تتمعنوا في قرأته وتتدبروا معانيه فهناك الكثير والكثير من امثالي وسوف تذكرون ما اقول لكم وافوض امري الى الله .