ضرب سوريا يشمل الخصوم والأصدقاء
بقلم/ عارف الدوش
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 17 يوماً
الأحد 01 سبتمبر-أيلول 2013 03:21 م

كل شيء واضح ومعد له سلفاً في ضرب سوريا أما لماذا تأخر فالأمر أيضاً واضح هناك تكتيكات اتبعت من قبل مع العراق واتبعت مع اطراف وخصوم للغرب في المنطقة تبدأ بإنهاك الخصم أو الضحية المفترض تدقدق عظامه وتفتك بقوته وتجعله في حالة عجز وخوار من الداخل ولا ننسى حكاية الكيماوي العراقية ومناطق حظر الطيران والحصار الإقتصادي وتجويع الأطفال ها هو عدد القتلى في سوريا قد تجاوز الـ 115 ألفاً وتم تدمير البنية التحيتة السورية وهناك شلل في كل شيء في الحياة السورية ولم تبقي إلا مربعات صغيرة تقاوم فيها بقايا عائلة الأسد في العاصمة السورية.

ويأتي الموقف الروسي «بياع برخيص»، كما حدث مع العراق ومع ليبيا ومع كثير من الدول وقبل ذلك مع دول أوروبا الشرقية وليس هذا تعريضاً بروسيا فأميركا ايضا باعت رجالها في المنطقة وقدمت دعمها لرجال جدد لكنها سرعان ما تخلت عنهم فليس لدى الغرب ولا الشرق اصدقاء دائمون ولا اعداء دائمون لديهم جميعا غربيون وشرقيون مصالح دائمة وأثمان يقبضونها ومقايضات يجرونها.

بات في شبة المؤكد أن هناك ضربة عسكرية لأهداف محددة في الأراضي السورية وربما خارجها وليس ببعيد أن تمس الضربات ايضاً اصدقاء وحلفاء أميركا والغرب في المنطقة لا تستغربوا إن مست النار اصدقاء أميركا لكنها ستكسر عظام خصوم أميركا المفترضين ستدك مواقع السلاح السوري الذي يتعربد به بقايا نظام الأسد ضد شعبه الأعزل المسكين وكأنه لا يوجد من يحكم سوريا غير الأسد وعائلته أو طائفته.

كم مرة قيل انه لا يستطيع أن يحكم العراق غير صدام حسين ولا يوجد غير حافظ الأسد ومن بعده الولد بشار الأسد يحكم سوريا فاستشهد صدام بعد أن دمر بلاده وسلمها لقمة سائغة للغرب الذي هو الآخر سلمها لإيران وأقول استشهد لأن صدام في موقف استشهاده كان بطلاً قومياً برغم تحمله وزر تحطيم بلاده وطلعت حكاية الأسلحة الكيماوية كذبة كبرى في العراق كانت هناك مخارج كثيرة تنقل العراق من يد صدام الحاكمة إلى يد أخرى بدون تدمير قوته كلها يمكن تدمير البعض لكن بقاء العراق معافي.

واليوم كانت هناك مخارج ولا زالت لكي لا تدمر سوريا وتدق حتى العظم بخروج الأسد وعائلته من دمشق قبل الضربة المميتة لكنها مأساة العرب وحكامهم لا يخرجون ولا يموتون إلا بعد تحويل دولهم إلى حطام وشعبهم إلى مشردين ومتسولين في شوارع عواصم الدول الأخرى ونساء بلدانهم إلى حطام يتقاذفه مهووسون بالإنتقام من حكام عرب اصبحوا في خبر كان صدام وحافظ الأسد بالأمس وفي الغد القريب بشار الأسد وهكذا مصير القادة والحكام والأوطان.

أين كانت الحماسة الأميركية والغربية على الإبادة في سوريا وتدمير المدن بل واضطهاد الشعب السوري من سنوات وليس من أمس عام ونصف والسوريون حكم ومعارضة يتقاتلون بمختلف انواع السلاح يبيدون المدن ويذبحون بعضهم كالنعاج وواشنطن والغرب لا تحرك ساكنا سوى التصريحات والتلكؤ وروسيا تزبد وتتوعد ومعها إيران جارة سوريا وفجأة يتحول التلكؤ الأميركي والغربي إلى حماسة ضد القتل والبشاعة ويبدأ التلكؤ الروسي والصيني والإيراني وربما بداية إدانة لبقايا نظام الأسد بعد قبض الثمن أنها المقايضات ودفع الثمن.

زيارة بندر بن سلطان لموسكو كشفت عورات المواقف الروسية وبداية التلكؤ الروسي والصيني لقد حصل مع نظام صدام حسين أن تخلت روسيا والصين عنه وتخلت روسيا عن حلفائها في صربيا في اللحظات الأخيرة من تدخل واشنطن وحلفائها ضد نظامي صدام ومليسوفيتش وجرى اختراق استخباراتي كبير لنظام صدام حسين وتم تجنيد عملاء يتمون المسلسل.

وها نحن نشهد أمراً مشابهاً فبعد تقدم قوات نظام بشار مؤخراً وتحقيقها مكاسب جاءت فرضية استخدام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق وهذا يؤشر إلى فرضية نجاح أجهزة استخباراتية دولية في اختراق نظام الأسد وتجنيد عملاء لها داخل الجيش السوري كما حصل من قبل لجيش صدام حسين ومن ثم أوعزت تلك الاجهزة لعملائها استخدام الكيماوي في الغوطة بعد أن رأت أن الوقت قد حان للتدخل في سوريا.

وهناك من يتحدث من المراقبين والمحللين السياسيين عن صفقات جديدة في المنطقة وإعادة تقسيم الكعكة بعد الأحداث والتطورات الدراماتيكية الأخيرة في مصر ومحاولة تعويضهم عن خسارتهم للحكم في مصر بإيصالهم إلى الحكم في سوريا وذلك لتفادي خسارة الجماعة والتيارات الإسلامية السياسية تماماً وإبقاء قنوات تواصل معها مستقبلاً وكذلك منح روسيا والصين امتيازات مالية جديدة في مصر

وفي كل مرة يجري فيها تدمير جيش عربي وبلد عربي يجري قبلها تحريك مفاوضات السلام بين العرب وإسرائيل لذر الرماد في هبون الشعوب العربية لإسكاتها عن اتخاذ موقف قوي والهدف الواضح هو ايصال قوى المعارضة الضعيفة في سوريا للحكم التي تعاني من كثرة انقساماتها وتبايناتها هو ما سيؤدي إلى تفكيك سوريا كما تم تفكيك العراق من قبلها بشكل طائفي تمهيداً لتكوين دويلات طائفية هشة في المنطقة متصارعة.

وأخيراً : الضربة الأميركية الوشيكة ضد سوريا ستشمل مواقع للقوات السورية التابعة للنظام وخاصة مواقع الصواريخ والدبابات والقصور الرئاسية ومواقع السيطرة والعمليات كما ستشمل مواقع تجمعات لقوى المعارضة لمزيد من اضعافها وخاصة تجمعات ما يسمى بالنصرة الموالية للقاعدة ومن ثم فإن وجود مثل تلك الجماعات يوفر ذريعة للولايات المتحدة وحلفائها للضغط على النظام السوري الجديد المكون من لفيف من المعارضة الضعيفة لتوقيع اتفاقية أمنية معه لضمان منح أجهزة مخابرات وطائرات أميركية حرية الحركة داخل سوريا.

كما إن الضربات ستمس مواقع لحزب الله حليف إيران وليس غريباً إن تمس الضربات حلفاء أميركا في المنطقة والمساندين للضربات في سوريا لذر الرماد في العيون باعتبارها رد فعل لكنها لن تكون موجعة وانما لإمتصاص غضب الجماهير العربية.