المعركة في اليمن خرجت من الإطار المحلي إلى الإقليمي، وبالتالي من يتحكم بمستقبل البلاد هم التحالف، وما الشرعية والمقاومة إلا أدوات لرسم هذا المستقبل سلبا أو إيجابا..
هذه حقيقة لا سبيل إلى نكرانها..
ولو جمعنا لها عجز الشرعية وخوارها، والسكوت الحزبي المريع لجميع الأحزاب اليمنية التي رمت الكرة في ملعب التحالف والشرعية بلا توجيه أو تقديم رؤية استشرافية وبدائل لرسم المستقبل ندرك كم يحتاج اليمنيون الآن أكثر من أي وقت مضى لجبهة سياسية تصلح الاعوجاج في قيادة الشرعية وتملأ الفراغ وتقدم البدائل السياسية وتشكل ورقة ضغط قوية تسندها المقاومة على الأرض لتفرض شروطها وترسم مستقبل اليمن كما نتمنى لا كما يمنى لنا... وعندها سينحني لها الجميع لامتلاكها الشعبية السياسية الكاملة وشرعية المقاومة التي تسندهل على الأرض على السواء..
إن خطوة تشكيل التحالف السياسي الموسع المساند للشرعية الذي رأى النور قبل فترة تعتبر نواة جيدة لهذا، ولكن تبقى الحاجة إلى بلورة مشروع وطني جامع لدراسة ورسم أوضاع ما بعد الحرب، ومساندة الشرعية فيما تصيب، والوقوف أمامها كالجبل إن فكرت بالتلاعب وإعادة تدوير النفايات والخيانات القديمة.. والاستفادة من التجارب المريرة السابقة ومن تحالف اللقاء المشترك قبل الانقلاب...
لو ولدت هذه ولادة صحيحية لن يرغمها أحد بما يريد، وستنال ثقة الشعب اليمني بأجمعه إن حملت شعار المقاومة وإسقاط الانقلاب وإعادة البناء بمصداقية وبدائل ودراسات لا شعارات..
هذا ما نريد.. جبهة تسديد ونصح وتوجيه، لا جبهة تطبيل وتزمير وصناعة فرعون آخر بقداسة "الشرعية".
ونريد مقاومة تفرض شروطها ويعلو صوتها عاليا ... تقود ولا تنقاد... وترسم مستقبل اليمن بالبارود وتضحيات أبطالها وبالورود.. وهي بهذا عارفة والأيام تكشف لها بإستمرار أكثر وأكثر ، لكن يبقى على الساسة أن يفهموا السياسة بالشكل الأمثل لا بالفهم المغلوط!