مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة لماذا دعت دراسة حديثة صندوق النقد الدولي لبيع جزء من الذهب الخاص به ؟ صدمة كبيرة بين فريق ترامب.. بسبب تعيين شخصية إعلامية في منصب سيادي حساس المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يوجه تحذيرا للمواطنين في خمس محافظات يمنية اليمن تزاحم كبرى دول العالم في قمة المناخ بإذربيجان .. وتبتعث 47 شخصًا يمثلون الحكومة و67 شخ يمثلون المنظمات غير الحكومية
اليمن بعد الفتح المبين في سبتمبر الماضي على خطى العراق مهما كابر المكابرون ، فالوضع الأمني منذ سبتمبر الماضي من سئ الى أسواء ، وهذا بداهة يعكس خلل في البنية السياسية والاجتماعية لقد أصبحت القاعدة والدواعش في أشرس قوتها ،اللافت بأن البعض يقارن أفعال القاعدة بأنصار الله والحال عكس ذلك فالقاعدة عليها إجماع شعبي يمني وعربي وإسلامي بأنهم مجرمون بأرهابهم ، وهم يعملون في السر وجودهم غير شرعي في حين الفاعلين الشبه رسميين في المشهد السياسي بما فيهم المؤتمر والمشترك وأنصار الله ، وما القاعدة إلا حصيلة خلل اجتماعي ورد فعل من بداهة القول بأن العملية الانتقالية دخلت نفق مظلم وهي في منعطف جديد يُهدد بنسفها مع إصرار من يسمون أنفسهم بأنصار الله على رفض ما اتفق عليه في حوار طال أمده والذين هم أنفسهم مشاركون فيه رغم أنهم ليسوا بحزب وإنما ميليشيا وامتناع ممثلها في لجنة صوغ الدستور على مسودته النهائية .
معظم شهداء الانفجار الأخير في بوابة كلية الشرطة الذين كانوا في طابور مراجعة الاستقبال هم من الناس البسطاء وبدون وساطات أما طلاب أنصار الله لديهم بوابه خاصة ويعاملون كالنخبة في دولة النخبة في حين أبناء المسئولين والمتنفذين فهم لا يتنازلون البقاء في بلادهم فمن يطمح دراسة كلية الشرطة فهم في كليات عسكرية خمسة نجوم في الإمارات كلية الشيخ زايد وفي الأردن أو بريطانيا
نتائج الربيع العربي في نسخته اليمن افرز الاسلام السياسي بشقيه المذهبي السني والشعي في ابشع صورة ، واليوم اليمنيون اضافة لحماقات من عبث باليمن لثلاثة عقود ومن يحكم اليمن بصفة نائب لمن يفترض بأن الثورة قامت عليه فأن اليمنيون اليوم بين رحى القاعدة والفاتحون الجدد من انصار الله.
الوقائع تثبت وتبرهن يوما بعد يوم بأن أنصار الله ليسوا بتلك الهالة التي يعتقدها العوام بل هم نمور من ورق ، وهم قوة ضاربه مقارنة بفلتان الدولة لأنها في أوج ضعفها ناهيك عن مساندة أركان الدولة الأولين واللاحقون ، فهم يتسابقون من يقدم تنازلات أكثر وأصبحت (صعدة) المدينة النائية في شمال الشمال محجّاً لساسة اليمن بما فيهم الإصلاح
لامناص بأن يعود اليمنيون للتوافق والديمقراطية ورفض سياسة فرض القوة وسياسة الامر الواقع سواء من النُخب الحاكمة التي هيمنت على القرار لعقود او القوة الصاعدة ، فتجريب المجرب ضربا من الحماقة ، بعد ان تخاذل المتخاذلون وسلموا لأنصار الله كل مقاليد الأمور ، اليوم يستجدونهم ، ,هادي يهادن السيد برجاء القبول بما تم الاتفاق عليه أصلا في ما سمي باتفاق السلم والشراكة ، ولكن في واقع الحال لم يكن هناك لا اتفاق ، ولا سلم ، ولا شراكة بل فتوحات وحروب متواصلة ، وتأكل للدولة المتهالكة أصلا.
من أخطاء المبادرة الخليجية أنها عدلت وكان هناك بند بضرورة خروج ثلاث قوى الرئيس السابق وأولاده والجنرال المنشق وضباطه وحميد الأحمر وإخوانه ، ساسة اليمن لا يستفيدون من أخطاء الماضي ، فتعثرت العملية السياسية ، فبدلا من شرخ سياسي بين الشعب اليمني ، أصبح اليوم شرخ اجتماعي مذهبي ، هذا هو الواقع دون مواربة وتسويف ... المشهد السياسي اليمني يبدو يوما بعد يوم أكثر تعقيداً ، ونحن نعيش وضع شاذ على حد قول مستشار رئيس الجمهورية الدكتور الارياني ، فعلا أقلية ضمن أقلية تحكم الأغلبية بعقلية القرون الوسطى ، ولعل اقرب دليل على ان أنصار الله حركة طائفية بأنها تلهث وراء تقسيم اليمن لإقليمين تتحول الأقلية الزيدية من ربع السكان الى ما يقارب النصف . واكبر دليل فشلهم في اجتياح مارب وتعز ، واليمن لا تستوعب جحافلهم ، وسيغرقون في رمالها الشاسعة!
واللافت أيضا أن اختلاف فُرفاء المشهد السياسي في اليمن غداة الربيع العربي قد افرز تواجد قوى أخرى لم تكن في الحسبان ، ولم تكن تستطيع التحرك قيد أنملة من كهوف (صعدة) لولا تواطئ الدولة العميقة إذا جاز لنا التعبير وواقع الحال ليس هناك دولة عميقة او نظام سابق فالنظام هو نفسه منذ أكثر من ثلث قرن فهادي نفسه هو ضمن من شملهم الحصانة ، وشرعيته مشكوك فيها بعد فبراير المنصرم ، وحتى مجلس النواب المعتق نفسه هو ربما من أقدم برلمانات العالم ، كانت شرعية هادي في بدايتها تتمتع بزخم شعبي وإسناد دولي وإقليمي بينما اليوم تراجعت ولاسيما بعد الفتح المبين وسقوط صنعاء بصورة مذهله دون مقاومة تذكر!
اليوم المسئولية الأخلاقية والوطنية على ذمة أنصار الله ، فالإدارة والمال بأيديهم وكذا الأمن ، والسؤل اذا كانوا يراقبون مصروفات وميزانية الدولة فمن يراقبهم ؟ وإذا كان الأمن اليوم بأشرافهم فأين الأمن ؟
واليوم إرهاصات لتنازلات إضافية للرئيس هادي لأنصار الله من اجل التمديد له لفترة انتقالية لبضع سنوات ، كانت القاعدة محصورة في بعض المحافظات الجنوبية ، واليوم ف عقر مركز القرار صنعاء ، وكانت مجرد خلايا نائمة والجرعة القاتلة لأنصار الله هي من أيقضها !
واليمن على خطى العراق رضينا أم أبينا ، القاعدة عليه إجماع بأعمالها الإرهابية يمنيين وعرب ومسلمين . وهي تعمل في الخفاء ، واليوم هي أكثر شراسة من أي وقت مضى ومن يكابر فهو واهم ، والمستفيد بعض أطراف المشهد السياسي ، في علم الجريمة ابحث عن المستفيد ..
وفي نظرة لواقعنا منذ سبتمبر الماضي يحرص الفاتحون الجدد بأن يضموا الاف من ميليشياتهم ضمن الجيش اليمني ، ولنا في تجربة العراق عبرة وحكمة فتأسيس الجيش العراقي بعد سقوط بغداد على أساس المكونات السياسية والطائفية وليس على أساس المواطنة ، ولهذا فلم يعد جيشا وطنيا من اجل العراق الأمر الذي جعله عاجزا أما تقدم داعش ، ومن حق كل مناطق اليمن تمثيلهم في الكليات المدنية والعسكرية والجيش ولكن بحصص جهوية فدرالية وليس على أساس مكون مذهبي او سياسي ، فهذا الخطاء بعينة .
لسان حال المواطن اليوم الذي يرى الحوثيين بأنهم جهة تسلط وليس سلطة فبداهة هناك فرق بين السلطة والتسلط ، فالحكم مسئولية أخلاقية وقبول دولي ورضاء شعبي ، فهذا السيف وهذا الميدان فمن كذب جرب فإذا كان أنصارا لله مؤهلين للحكم فلماذا لا يعلنون البيان رقم واحد فالدولة في أيديهم والدعم الإقليمي والدولي معهم بدليل سلاسة سيطرتهم على صنعاء ، نطالبهم بتحمل المسئولية كاملة فالسلطة مغرم وليست مغنم .