ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
كانت الأفكار تتبلور تباعًا، وكان جهد الأشقاء في المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان، متقدا نحو إسناد الحكومة الشرعية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، وبينما كانت ولا تزال معركة استعادة الشرعية حربًا أو سلمًا قائمةً، كان ولا يزال لسعادة السفير السعودي إلى اليمن، محمد سعيد آل جابر، دورًا بارزًا في ترجمة الجانب الأخر، من معركة التنمية وإعادة الإعمار، وهيكلية المشاريع بما يتوافق مع حاجة اليمن واليمنيين في المناطق المحررة وإلى ما هو أبعد من ذلك.
أظن بأنني كنت ولا أزال أعرف تفاصيل جيدة عن نشأة البرنامج، مساره العملي وأهدافه النبيلة، التي من أجلها أسسه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في عام 2018، كمبادرة استراتيجية تهدف لتقديم الدعم الاقتصادي والتنموي في جميع المجالات لليمن، والمساهمة في تحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية المقدمة للشعب اليمني وخلق فرص عمل من خلال العمل مع الحكومة اليمنية والسلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني، وهو ما نراه في مشاريع تنفذ منذ أربعة أعوام.
كنت إلى رفقة كوكبة من أصدقائي و زملائي الإعلاميين وصناع الفكر، في زيارة اليوم إلى المقر الرئيسي للبرنامج السعودي لتنمية و إعمار اليمن، في العاصمة السعودية الرياض، وهناك وجدنا زخمًا كبيرًا، متوج بالحب و التفكير في مساعدته، حيث قدم لنا فريق العمل في البرنامج شرحًا ملهمًا عن الخطوات التنفيذية في إنجاز المشاريع، والاستجابة في تنفيذها، بجهد يستحق الثناء عليه، إنصافا لتجاوزه التحديات وتخطيه الصعاب. في العرض الإلكتروني وعلى الواقع وجدنا الترجمة الحقيقة لقيمة القرار الملكي، والذي وضع السفير آل جابر، محاور تنفيذه منذ الوهلة الأولى، بجهود استثنائية، وطاقة عمل متصلة تحرك من خلالها سريعاً لعقد سلسلة اجتماعات أساسها كان مع فخامة رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، وأعضاء الحكومة اليمنية، والسلطات المحلية في المحافظات، لمعرفة احتياجات المحافظات المحررة من الخدمات، وكانت الزيارة الأولى لسعادة السفير إلى العاصمة المؤقتة عدن بتاريخ، 18 يناير 2018 لدراسة الاحتياجات ومناقشتها وطريقة التنفيذ الذي يليق بمستوى دعم المملكة لليمن، سبق ذلك عدة اجتماعات في العاصمة الرياض، كنت على اطلاع فيها.
منذ تلك الفترة والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، يعمل على استيعاب الاحتياجات، ويجتهد في تطويرها تنفيذها على أرض الواقع، وفقاً للمعايير، وكان أول ثمار البرنامج، مكرمة الملك سلمان بمنح ملياري دولار وديعة سعودية لدعم الريال اليمني، لمنع اقتصاد اليمن من الانهيار في تاريخ 18 مارس 2018، وديعة حافظت على سعر الصرف واستقرار العملة وتدفق السلع الغذائية الأساسية باسعار مناسبة إلى عهداً قريب. تلا ذلك جدولة مهمة لمشاريع في الصحة وبناء وتأهيل مستشفى عدن وتقديم مساعدات طبية، ومشاريع دعم المشتقات النفطية لدعم الكهرباء، و النقل لمطار عدن، و المياه، و التعليم، و الزراعة والثروة السمكية، و بناء قدرات المؤسسات الحكومية) من خلال مكاتبه في اليمن، بالتعاون مع الحكومة اليمنية والقطاع الخاص اليمني، ولكل واحد من هذه البرامج حكاية وقصة ملهمة، نتابعها ونتعرف عليها من خلال صفحات البرنامج وتدشين البرامج للمشاريع الجاهزة والزيارات الميدانية، حكومية أو سلطة محلية.
و بحسب معرفتي يتبنى البرنامج أفضل ممارسات التنمية والإعمار والريادة الفكرية بمجال التنمية المستدامة في اليمن، تعزيزًا للعلاقة التاريخية والثقافية والاقتصادية التي تربط بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية، وكنت على دراية واتصال مباشر مع صديقي العزيز، نجيب حُميد، الذي عمل سابقًا في البرنامج "مكتب عدن"، وكان شعلة من الحماس تغمره البهجة مع كل لحظة إنجاز للبرنامج في عدن، كان مثالًا للمثابرة والعطاء وفقًا لتوجيهات البرنامج، وكان زملاءه الذين من بعده بذات الروح، مع فارق البدايات والتأسيس ومواجهة الاحتياجات، كان الاستجابة وما تزال بمستوى واحد من الحرص والمسؤولية، بذات القدر كنت في عدن والمهرة ومأرب، ومحافظات لم اتمكن من زيارتها. هنالك مشاريع عملاقة لم نتمكن من ذكرها مثل إعادة تأهيل مطار الغيضة، أو مشروع مدينة الملك سلمان الطبية والتعليمية في المهرة، ومشروع منح المشتقات النفطية التي قدمتها السعودية لليمن الذي بلغ 4 مليارات و200 مليون دولار.
أرى في البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، وجهوده، دافعا للتأمل في واقع ما بعد الحرب، و كيف سيقدم صورة أشمل في تغطية احتياجات تنموية شاملة، في تقديري برنامج إعادة الإعمار هو أحد أبرز قصص النجاح الملهمة التي تدفعنا كيمنيين للمثابرة على تحقيق السلام من خلال المشاورات اليمنية اليمنية التي دعا اليها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور نايف الحجرف، حيث يكون البرنامج بعد تحقيق السلام قادرا على العمل بصورة مضاعفة لطي صفحة الدمار والخراب التي أحدثتها المليشيات في أنحاء الدولة، إلى صورة البناء والتنمية وتشييد المشاريع التنموية بوتيرة أسرع، ليعم البناء أرجاء اليمن.
إن برنامج إعادة إعمار اليمن ليس كمثله برنامج، لا أممي ولا إقليمي، فهو برنامج تنموي مستقل يخاطب الحاجة اليمنية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية و أبعد من كل هذا، بل هو كيان سعودي فريد يساهم في عكس الصورة النمطية الجميلة للدعم السخي من الأشقاء السعوديين في شتى المجالات المذكورة آنفًا.