أصوات نشاز في وجه الثورة!!!
بقلم/ وليد المبري
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 12 يوماً
الخميس 28 يوليو-تموز 2011 06:13 م

 توقع الكاتب الصحفي المخضرم طارق الحميد في جريدة الشرق الأوسط خروج الرئيس اليمني بشريط صوتي على غرار القذافي، وهذا ما وقع بالفعل، وأتبعه بمقال آخر ماذا بعد الشريط الصوتي؟ وما آثار انتباهي هو قوله في آخر المقال "إن الشريط اليمني سيكون أكثر الأشرطة تأثيرا في سوق السياسة العربية بالمنطقة، وعلى غرار الأشرطة الأكثر مبيعًا!!!". كلمات قالها الكاتب قبل أكثر من شهرين، وهي الحقيقة اليوم، لكن قد أختلف معه بعض الشيء!! فالشريط الصوتي لم يطو بعد، فآثاره وصداه يتردد بلهجات مختلفة، وبأسماء متعددة، وبشخصيات وقفت نفسها لتكون أشرطة وأبواق وأصوات عالية، تدافع عن باقيا النظام تارة، وعن خلفيتها الفكرية تارة أخرى، همهم العودة بالثمن إلى رحالهم.

آلا ترى أستاذ طارق الحميد الشريط الصوتي الأكثر صدا على الساحة اليمنية محل التندر والفكاهة والضحك والسخرية عبده الجندي الذي وصف نفسه بالهبل تارة، وبعدم الفهم تارة أخرى، كما قال, فأصبح مثارًا للسخرية والنكتة اليمنية وهو يردد ولا يدري ماذا يقول، فينصح ويقدم المواعظ ويفسر الآيات، ويدلي بالتصريحات، ويقدم وجهات نظره أحياناً، كرمضان قادم والأزمة مستمرة وكل واحد أخبر بنفسه، و أما رأيت أحمد الصوفي الشريط الصوتي الذي أصبح متفنن في انتحال الشخصيات الثورية وهو لا يدري" أن المتشبع بما لم يعطي كلابس ثوبي زور" فيلبس ثوب الشباب الثوار في ساحات التغيير والحرية، وهم براء منه براءة الذئب من دم يوسف، وكل يوم يخرج بشريط صوتي مسجل يطبخه مطبخه الخاص به ولا يبالي أن سيدة عبده الجندي سيسخر منه، ويقول إني برئي مما يقول الصوفي، إني أرى ما لا يرى، آلا يزعجك الشريط الصوتي" طارق الشامي" الذي فُضح على قناة الجزيرة مباشر منتحلاً أسم" سليم عامر" وهو يقسم الأيمان المغلظة" أنه لليمنيين من الناصحين" وبعزة الأموال ليغوينهم أجمعين، و أنه لا يسلم الحكم أبداً لغيره من الناجين، وكأنه المالك للسلطة والمدبر لشئونها، والمانح لها والممسك بأطرافها، وهو يعلم تمام العلم أنه كالنائحة المستأجرة كلما أغدق عليها بالعطاء زادت البكاء والعويل" وهلم جر من أشرطة صوتية على هذا المنوال .

وقد تسمع شريطاً صوتياً آخر ينتقد شباب الثورة، ومواقفهم، وتوجهاتهم وخططهم واستراتيجياتهم، وأعمالهم التي يقومون بها، وبياناتهم التي يصدرونها، ومسئولياتهم التي يديرونها، وغير ذلك، من قولهم أنهم مسيرين لا يملكون قرارهم ولا يستطيعون حزم أمرهم، فيتهمونهم بالحزبية تارة، وبالعقلية الشمولية تارة أخرى، ضانين أنهم بذلك يسدون النصائح ويقدمون المقترحات التي بظاهرها الرحمة وباطنها من قبلها العذاب. ولا ينظرون بعين البصيرة أن هؤلاء الشباب قد دونوا تاريخ اليمن بدمائهم الزكية، وأذهلوا العالم بثباتهم وصبرهم وسلمية مشروعهم ومعرفتهم أن النصر مع الصبر وأن من العسر يسرى.

لا تنزعج طارق الحميد إذا قلت لك لازال الشريط الصوتي مستمراً ولم ييأس محاولاً شق صفوف اليمنيين، فلازال يثير المناطقية تارة، والانفصالية تارة أخرى، ولازال يثير السلالية العرقية، والطائفية القبلية، ويفتعل الفتن والحرب بين أبناء الشعب والجيش ويوغر صدور الطرفين فيزرع الأحقاد والضغائن والكراهية بين الصفوف، وهو يعزف على وتر المرحوم.

وأما على الصعيد الخارجي فحدث ولا حرج فيوماً نسمع تسجلاً أن اليمن يتداول أمرها في مجلس الأمن ولا قرار، أو يكون أقصى ما يتم تسجليه هو أن مجلس الأمن منزجع لما يحدث في اليمن، ويوماً نسمع تسجيلا متداولا في الأمم المتحدة ولا اثر، وما أكثر التسجيلات الصوتية التي رعاها مجلس التعاون الخليجي، وأصدقك القول طارق الحميد أن أطول تسجيل صوتي سمعته في حياتي أن "المبادرة الخليجية لازالت قائمة" وأقول ستظل قائمة حتى يأتي الله بريح تقبض من في قبلة ذرة إيمان، حينها لا يبقى إلا شرار القوم وسيعلم حينها الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..

 وأخيراً أتفق معك: " أن الشريط اليمني سيكون أكثر الأشرطة تأثيرا في سوق السياسة العربية بالمنطقة، وعلى غرار الأشرطة الأكثر مبيعاً.