ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
في الساعة الثانية والنصف ظهراً من يوم 14 أكتوبر 1963م سقط الشهيد راجح غالب لبوزه وهو يصد مع رفاقه تقدم القوات البريطانية بإتجاههم في جبال ردفان الشماء بعد رفضه تسليم نفسه ورفاقه إثر عودتهم من جبال المحابشة ومشاركتهم البطولية في الدفاع عن الثورة الأم 26 سبتمبر وقبل عودته إلى ردفان التقى بصنعاء عدداً من القيادات الثورية الجنوبية وعلى رأسهم قحطان محمد الشعبي لتدارس الوضع في جنوب الوطن وإمكانية إشعال الثورة ضد المستعمر البريطاني.
ومنذ انطلقت تلك الشرارة من جبال ردفان تواصلت عمليات الكفاح المسلح ضد البريطانيين في مناطق شتى لاسيما في مستعمرة عدن ولم تستطع السلطات البريطانية معالجة الموقف. فسعت إلى تقويض الثورة الإكتوبرية باستمالة رموز الثورة للمشاركة والإنخراط في حكومة الإتحاد المزيف ولكن دون جدوى فما يأتي يوم إلا والانضمام إلى صفوف الثورة يتزايد وتتزايد العمليات العسكرية والفدائية ضد البريطانيين في مركز الشرطة ونقاط التفتيش والدوريات وكذا ضرب المنشآت البريطانية المدنية والعسكرية ومقرات السلاطين وكانت مختلف الأسلحة تأتي للثوار من شمال الوطن بوسائل إخفاء متعددة إذ كانت تعز وإب تمثلان العمق الإستراتيجي للثورة كمقرات لغرف العمليات وممون لجبهات القتال بالعتاد والسلاح وتسهيل عمليات الإمداد الى عدن وغيرها من المناطق وكان لقائد لواء إب الكبسي دوراً كبيراً في التعبئة والإمداد.
وعندما وجدت السلطات البريطانية ان الكثير من أبناء الشمال ينخرطون في أعمال المظاهرات والإضرابات العمالية ومن ثم في تنظيمات الكفاح المسلح قامت عام 1965م بالتسفير القسري للمئات منهم إلى اليمن الجمهوري في شمال الوطن واستمرت هجمات الثوار تتنامى وتتكاثر عمليات الإغتيالات للضباط البريطانيين وعملائهم المحليين حتى بلغت حوادث عام 1966م في مدينة عدن وحدها 480 إصابة بين قتيل وجريح مما حذا بالسلطات البريطانية في نفس العام إلى أن تعلن أنها ستسحب قواتها من مستعمرة عدن وتعمل على نيل الجنوب لإستقلاله في عام 1968م وكان هدف بريطانيا أن تسحب قواتها من جنوب الوطن وتقوم بتسليم الإستقلال إلى الإتحاد السلاطيني المصطنع على أنها ستقوم بدعمه بالأسلحة بعد ذلك إلا ان مناطق عدن شهدت اضطرابات ثورية لم تستطع السلطات البريطانية حيالها إنقاذ الموقف والعودة بالثورة القهقرى .فلم يكن أمام السلطات البريطانية بداً من العمل على سحب قواتها بسلام من عدن في منتصف عام 67م على إثر سقوط المناطق في عدن منطقة تلو الأخرى بيد الثوار وإنضمام الكثير من جيش ما يسمى الإتحاد إلى صفوف الثوار لاسيما بعد نكسة عام 67م بين مصر والعدو الصهيوني إذ ألهبت نتيجة تلك الحرب مشاعر الثوار وزادت من الإنضمام إلى صفوف الثورة وتوتر نفسياتهم تجاه البريطانيين وهم يعلمون أن بريطانيا هي السند الرئيس للكيان الإسرائيلي مما زاد من استبسالهم وتكثيف هجماتهم ضد البريطانيين.
في حين أن السلطات البريطانية لم تتمكن من القيام بتكوين جيش سلاطيني قوي تعتمد عليه عند خروجها من الجنوب في المحافظة على كيان الإتحاد ومكوناته السلاطينية العملية والعمل على ديمومة العمالة للتاج البريطاني ولو بعد الإنسحاب. فوجدت السلطات البريطانية أنه لامناص من تسليم الإستقلال إلى المقاومة الثورية بقيادة الجبهة القومية التي أصبحت القوة الفعلية المقاومة على أرض الواقع.
فكان أن شكلت الجبهة القومية وفداً مفاوضاً للحكومة البريطانية في الأمور المتعلقة بسيادة واستقلال الجنوب في جنيف وكان الوفد مكوناً من سبعة أشخاص من قيادة الجبهة على رأسهم قحطان محمد الشعبي الذي وقع وثيقة استقلال جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية مع السلطات البريطانية في 29نوفمبر والذي ألقى بيان الإستقلال الوطني في المهرجان الجماهيري بمدينة عدن يوم الاستقلال 30 من نوفمبر 1967م وإعلان ميلاد وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كدولة مستقلة ومن ضمن ذلك البيان التأكيد بأن الجمهورية الوليدة تؤكد إيمانها الصادق بوحدة اليمن الطبيعي شمالاً وجنوباً وأنها ستعمل من جانبها جاهدةً بالتشاور والمشاركة مع حكومة الجمهورية العربية اليمنية في بحث السبل العملية للوصول إلى تحقيق هذا الهدف السامي ...))
وبهذا نال جنوب الوطن استقلاله وأثبت الشعب اليمني الواحد في جنوب الوطن وشماله أنه أقوى من كل المؤثرات الثقافية والنفسية الإنفصالية التي كرس الاستعمار كل جهوده في غرسها طيلة فترة بقائه في جنوب الوطن لمدة 128 عاماً فقد ظل حضور التأريخ اليمني والهوية اليمنية ماثلةً في وعي وضمير الحركة الوطنية الذي بلغ ذروة نضالها يوم الإستقلال في الثلاثين من نوفمبر المجيد منطلقةً منه صوب هدف سامٍ وجديد ومرحلةٍ جديدةٍ من النضال الوحدوي ولمٌ الشمل بين شطري الوطن الواحد فكان الثلاثين من نوفمبر بوابة النضال الوحدوي إلى يمن ال22من مايو1990م