ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
الإهداء: إلى روح الفضيلة المفترى عليها وعلماء وإصلاحيين لم ينجروا وراء رذيلة (فرق تسُد)
أسابيع مرت منذ إشغالنا كصحفيين وناشطين وقيادات حزبية بما قيل أنه هيئة للفضيلة عن كل قضايانا ومطالبنا الأساسية والتي هي من صميم الفضيلة رغم تسطيح الحاكم لها كمصطلح ومفهوم لتقتصر على الدور الممارس من قبل هيئة المملكة الشقيقة.
ولا يخفى على الكثيرين أن ذلك يأتي ضمن نهج الحاكم لعقود, حيث يمارس رذيلة اللعب بالكروت الدينية, جنباً إلى جنب مع رذائل الفساد المالي والإداري والإستبداد والنهب والتزوير والغش.
وخلال أسابيع دار الجدل فيها حول هذه القضية, ظللت متردداً في الخوض بالكتابة عنها إعتقاداً مني أنها مجرد سحابة رذيلة سلطوية ستنتهي سريعاً, إلا أنه بدا واضحاً أنها واحدة من رذائل الحاكم في التلاعب المستمر بالكروت الدينية ضد خصومه السياسيين وأيضاً للتغطية على فشله في تحقيق التنمية كوعود مللنا (شخط وجهه) بها ومنة صُمت أذاننا بكثرة جلدنا بها.
لكن المصيبة ليست في الحاكم الذي لا يتقن سوى ممارسة الرذائل على أنواعها, وإنما في بعض من علمائنا وخطبائنا الذين أنجروا وراءه كأنهم معصوبو العيون, ليحققوا اهدافاً يسعى لها خاصة قبل الإنتخابات البرلمانية القادمة, حيث يعرف أنه لو خاض منافسة شريفة, وفي حال منعه ولو قليلاً من الولوغ في رذائله المتعددة الأشكال والألوان, سُيمنى بالفشل الذريع.
وهنا أوجه سؤالاً بريئاً للنائب الأستاذ محمد الحزمي الذي عرفته قبل سنوات, حين ظل لأشهر يلاحق لأجل إيقاف رذيلة بسيطة في أحد فنادق دائرته الإنتخابية مقارنة برذائل النظام التي تضر بشعب ووطن بحجم اليمن.
أستاذ محمد, والسؤال هنا موجه للحزمي ومن ورائه فرسان ملتقى الفضيلة في مقدمتهم (الزنداني والذارحي), حينما عملت على إيقاف تلك الرذيلة وأوصلت القضية إلى أعلى مستوى في الدولة ولم تحقق غرضك بالصورة التي كنت تنشدها, هل كان السبب في صعوبة إيقاف تلك الرذيلة الصغيرة هو غياب الإرادة الصادقة لدى الحاكم وبالتالي موظفيه, أم عدم وجود هيئة من التي أفترشت الصحف المحترمة وغير المحترمة للذود عن حياضها؟.
كشعب مسلم جميعنا مع الفضيلة وضد الرذيلة وذلك بالفطرة, لكن على أساتذتنا من علماء وخطباء, وبعيداً عن مشائخ القبائل والموظفين المشاركين, أن يدرسوا الأمر جيداً, ليعرفوا من يمارس رذائل التجريع ونهب المال العام والعبث بثروات الوطن والتوريث وإحتكار كل شيء عام للأهل والأصحاب, ومن يعمل على تعزيز قيم الرشوة والتزوير والغش والنصب والإحتيال والتكبر والطغيان ونهب حقوق الناس.
هل أنكم لا تعلمون من أوصل الشعب إلى هذه الحالة من الفقر والجهل والمرض, وسد كل منافذ الأمل وألحق بأبناء الشعب الإحباط والإكتئاب؟, في حين أننا توارثنا عن احد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الفقر كافر, وجراء ذلك برزت رذائل بيع الأعراض والخمور والمخدرات والزواج السياحي والعرفي.
لا أعتقد أنكم تجهلون أن هناك سياسة رسمية منظمة لإفساد أخلاق الناس, تبدأ من شبكات في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية وغيره, تحظى بالحماية من نافذين رسميين ولا تتعثر بإرادة صادقة من الحاكم وموظفيه ولا يطالها القانون الذي يجرمها.
وإن كنتم لا تصدقون فلتسألوا أنفسكم, لماذا كل من نعرفهم من الناس الملتزمين أخلاقياً, وليس شرطاً إلتزامهم الديني, وهم ينتمون للمؤتمر الشعبي الحاكم, يتم إقصاءهم وإبعادهم وتهميشهم في وظائفهم ومناصبهم المدنية والعسكرية والأمنية؟, وعلى العكس, يتسلق من نشتبه بفسادهم الأخلاقي والمالي والإداري, حيث نراهم ينالون الحظوة ويمكنون ليس وحدهم, ولكن أيضاً هم وأبناءهم وأقاربهم ورفاقهم في السوء واقتراف الرذائل.
لما يقارب العشر السنوات وأنا كصحفي ينتمي لحزب الإصلاح, أمارس ما أؤمن به وهو واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواجهة الرذائل عبر صحف الإصلاح أو الصحف الأخرى من خلال الكشف عن عورات الفساد والظلم والإستبداد وفضح الفاسدين والطغاة والمستبدين ونصرة المظلومين المسلوبة حقوقهم والمنتهكة حرياتهم, وهو ذات الواجب الذي يؤديه الكثير من الصحفيين في الصحف اليمنية الجادة والمهنية.
خلال كل ذلك لم أجد أن الأمر يستدعي هيئة كالتي خدعتم بها أو تخدعون أنفسكم وشعبكم بها, والوطن ليس فقط يفتقد لحاكم يمتلك إرادة صادقة يرتقي بالفضيلة ويحد من الرذيلة, ولكنه أبتلي بنظام يؤمن ويمارس على الواقع كل مايعلي من شأن الرذيلة ويحد من الفضيلة في مختلف مجالات الحياة ولكل الألوان.
وهاهو الحاكم يقذف لكم بفكرة هي في حقيقتها واحدة من الرذائل التي يتقنها رغم سموها وأهميتها لنا جميعاً كغاية وهدف, وتتلقفونها بحسن نية – حسب الظاهر لدينا - لتتحولون إلى كرت سياسي كغيره من الكروت الدينية التي أفصح عنها قبل الإنتخابات الرئاسية الأخيرة فيضرب بكم عصافير عدة.
فإلى جانب أنه وضعكم في مواجهة الشعب الذي يجلكم ويقدركم, من خلال تقديمكم إعلامياً كأوصياء على حريات الناس الشخصية ومحاكم تفتيش إسلامية وتكراراً للنموذج السيء لدى جارتنا الشقيقة, فهو يسعى للإنقضاض على وحدة الإصلاح كحزب للكثيرين منكم, وهو الحزب الذي ظل وسيظل رمزاً للفضيلة وعدواً للرذيلة بشتى أصنافها وأنواعها.
الإصلاح قاد تكتل اللقاء المشترك في مسيرة النضال السلمي, بعد أن وصل إلى قناعة بأن مشكلة الوطن والشعب اليمني تتمثل في سوء نية إرادة الحاكم وممارسته الجارفة للفضيلة والممطرة للرذيلة, فكان واجباً عليه مواجهة الرذائل السياسية وهي الأخطر التي تهيء المناخ المناسب لإنتشار الرذائل الصغرى وتكاد تأتي على كل الفضائل التي يتحلى بها شعبنا كقيم إسلامية وعادات وتقاليد متوارثة.
وبمجرد أن عقدتم ملتقاكم, أسرع بالتبرؤ منكم عبر مجلس الوزراء, مؤكداً أنه سيكون إلى صف الشعب وحريات أفراده الشخصية ولن يسمح لأي جهة بالتعدي عليها, ودفعكم للتصويت ضد أي مصالحة في صعدة وضرورة الحسم عسكرياً ليعلن على الفور عن هدنة توقفت جراءها المواجهات, لتظهرون أنتم كدعاة للحرب ومؤيدين لإستمرار نزيف الدماء اليمنية مع مايترتب على ذلك من فتنة مذهبية.
إنه يستخدمكم أيها المخدوعون ككروت, ضمن سياسة الرذائل التي يمارسها, مثلكم مثل الحوثيين الذين أستخدموا كروتاً ضدكم وضد آخرين, وكذلك السلفيين والصوفيين والإسماعليين وغيرهم.
فالملتقى رغم أنه كان مخصصاً للعلماء الأفاضل حسب ما أعلن, لكنه بدا يحتوي خليطاً من العلماء المخدوعين ومشايخ قبائل يمارسون الرذائل على مختلف أنواعها من نهب الأراضي العامة والخاصة والإعتداءات الجسدية وقطف الأرواح والسجون الخاصة والتمرد والتحايل على القانون والدستور المنبثق عن شريعتنا الإسلامية, ووفق أحد الخبثاء فقد كان ينقصه شيخ الجعاشن وفاشق الحديدة لتكتمل تشكيلة تنخرها ادوات الرذائل وتحمل لافتة الفضيلة.
لقد نجح الحاكم في جرجرة الجميع إلى قضايا فرعية بعيداً عن القضايا الأساسية, لكن نتمنى أن لا تعطوه فرصة تحقيق أهدافه الأخطر وتعيدوا النظر فيما تسيرون فيه, حتى لا تكونوا أدوات لمنكر الفساد والإستبداد الأكبر وتكونوا حجرة عثرة أمام معروف النضال السلمي وغاية التغيير المنشود.
Rashadali888@gmail.com