ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
مأرب برس – خاص
اليوم الثلاثاء, تحتفل بلادنا باليوم العربي لمحو الأمية ..اليوم الذي أقرته الجامعة العربية منتصف القرن الماضي لمناقشة مشكلة الأمية في الوطن العربي وخطورتها على التنمية والشعوب..
-الاحتفال الذي تحتضن فعالياته هذا العام مدينة تعز- العاصمة الثقافية لليمن و المحافظة الأكثر تعلما وتحضرا وفهما حسب فهم الجميع – أرجع المختصون في جهاز محو الأمية سبب " الاحتضان" , إلى أن تعز من اكبر المحافظات التي " تحتضن الأميين" وتسجل أكبر عدد من الدارسين في صفوف محو الأمية!!
أيعقل هذا؟!
- إذا كانت تعز – المدينة التي التحق أبنائها بالتعليم في أوائل عقود القرن الماضي والقرن الذي سبقه – هي من أكبر المحافظات احتضانا للأميين ,فما هوحال محافظات نائية وحديثة , أبناؤها لازالوا حتى اللحظة لا يجيدون التعامل مع " القلم " , أو يتفاهمون مع شيء أسمه " دفتر " !!
- إذا كانت تعز , المدينة الأكثر كثافة سكانية , والمصدرة الأولى للكوادر العلمية المختلفة من أساتذة مدارس وكليات دراسية علمية وأدبية وعسكرية الى مختلف المحافظات , مازالت هي " المتخلفة " الأولى , وأبناؤها الأكثر " أمية " , فكيف يكون الحال – أيضا_ مع مدن مازال أبنائها يعيشون في أزمنة وعصور حجرية : ينظرون إلى العلم بأنه " عار " , وللمعلم بأنه " ناااقص " وصاحب الأفكار الغربية الهدّامة التي تطمس عادات وتقاليد أزلية خلقوا عليها ,ويريدون الموت بها ومعها ..
- قد يكون تصنيف جهاز محو الأمية صحيحا .. وان مانسمعه عن تعز وعلمها ليس سوى " وهم"..وقد يقول قائل :" لنا الشرف أن نحتضن فعاليات اليوم العربي لـ" الأمية " , لا لمحوها..
- فتعز هي المحافظة " الأمية" المتحضرة.. المتعلمة الشديدة الغباء .. الغنية الفقيرة.. الشريفة الأبية التي تنتهك حرمتها من أجهل الجاهلين !!
- تعز, مدينة أجبرت أبنائها على حب العلم , وحفظ مادرسوه ببراعه وبلاده ربما ..
- مدينة, ترك أبناؤها حمل السلاح قبل صدور قرارات وزارية بذلك , وأصبحوا حملة أقلام ورسائل علمية سامية , لكن بعض النفوس المريضة لم يعجبها ذلك .. ولن يجعلوها تنعم بـ" علمها وأمنها " ..
- ماذا إستفادت من كل هذا سوى عشرات الآلاف من خريجي الجامعات ,يرفضهم مكتب خدمة محافظتهم بأدب حين يقول :" إكتفينا , أتركوا ملفاتكم للعام او القرن القادم ".. وتصدهم مكاتب الخدمة في المحافظات الاخرى , معلنة لهم بأن : " الأولوية لأبناء المحافظة " , وإن قبلوا هناك فإن المظاهرات ستخرج , واللافتات سترفع في كل مكان , متحدثة عن عدم وجود عدالة في توزيع الدرجات الوظيفية ,وان هناك " إقصاء متعمد" لأبناء المحافظات الفلانية والعلانية وبيع درجاتهم , رغم ان أولئك المتظاهرون ومن يتظاهرون بالنيابة عنهم " أميوووون" ولا يملكون الشهادة التي يملكها هذا القادم من بعيد..او حتى نصف نصفها ..
- إذا : لماذا نحتفل بـ" محو الأمية "؟
- ماذا فعلت بنا؟
- ما الفائدة من علم درسته في كل مراحله , واجتزت ذلك بامتياز لينتهي بك المطاف مدرسا في كلية التربية بمأرب , يقابلك مجموعة مسلحين أثناء عودتك من أداء رسالتك العلمية " السااامية " , ويجردونك بكل برود , ودون سبب , مما تملكه من السيارة إلى الأجهزة الالكترونية التي بحوزتك والكتب والأقلام , ثم يرمونك مجردا على قارعة الطريق كعلبة معدنية صدئة ؟!
- ما الجدوى من شهادة جامعية , استنزفت ذات يوم قوت أسرتك ودم قلوبهم ربما من اجل الحصول عليها , ثم باتت يوما من الأيام مجرد ورقة بيضاء لاتسمن من وهن , ولاتغني من فقر وجوع ومخافة , من لم يلتفت إليها مثلك , ولم يثابر من أجل الحصول عليها , يعيش حياة أسعد من حياتك وحياة زملاء جامعتك أجمعين ؟!
- ماذا فعلت " من جد وجد " أو " العلم في الصغر كالنقش على الحجر " لعشرات الآلاف من خريجي الجامعات , ملفاتهم ملاءت أدراج مكاتب الوزارات , وعاثت فيها المحسوبية والرشوة فسادا؟
- في هذا الزمن ," من جد ", لا يجد يا سادة.. ومن لم يجد او يبذل في ذلك أي مجهود , يجد مالا عين رأت , ولا شهادة رفعت..
- لنحتفل بـ" هرولة نحو الأمية " لا محوها .. الأمية شرف من لا شرف له.
- العلم لم يعد يبني بيوتا كما كان .. العلم في هذا العصر .. في هذا الزمن .. في هذه الأيام يخرب بيوت فقط ..يزلزل أطول ناطحات السحاب ..
- العلم ضاعف من نسبة الجريمة , بالنسبة لأشخاص عرفتهم التكنولوجيا على وسائل نصب وغش حديثة وبأسهل ما يمكن ..
- العلم رفع من أسهم الأزمات الاقتصادية عام تلو الأخر , بالنسبة لتجار باتوا يربطون سعر علبة الحليب و كيس القمح ,بحرارة الجو في أستراليا , وبرودته في هولندا حسب ما أخبرتهم بذلك " بورصة طوكيو" التي باتوا يعرفون ماهي وإنها تختلف تماما عن " البرص "
- العلم أصبح نور لـ" قطاع الطرق والارزاق " , الفهلويين وأصحاب العشرة وجوه .
وجهل لـ"صاحب رسالة دكتوراه " حصدها مع مرتبة الترف ..
من علمني حرفا .. أشبعته ضربا .. علمته من يكون ومن أكون .. هكذا صارت القاعدة..لم يعد أحدا عبدا لمعلمه ..فهرولي واحتفلي بالأمية .. يا تعز
alkamaliz@hotmail.com