الانتخابات الرئاسية..قطران العهد الجديد
بقلم/ يونس هزاع
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 20 يوماً
السبت 18 فبراير-شباط 2012 04:45 م

قال أحد الحكماء: لا يوجد شيء اسمه الحاضر ولايوجد شيء اسمه المستقبل ولكن هو التاريخ يعيد نفسه.نعم بالفعل هو كذلك في وطننا الحبيب اليمن ,ذلك الوطن المتعب من ويلات حاكميه وزبانيتهم, فنرى أن تضحيات أبناءه لم تمنحه بعد تلك الحرية التي كان ينشدها فدخلت ثورتهم دهاليز مظلمة بكل ماهو غير مقنع وبعيد كل البعد عن طموح أي ثائر هتف يوما ما بإسقاط النظام .لتصبح تلك الثورة مبادرة باهته تتسم بالضبابية تجاه كل مكان من تقسيم للمناصب والثروات بين أطراف متنازعة لا تهتم لحال الوطن والمواطن الذي لازال يعاني من إرهاصات تعطى بادرة أولية بإعادة تفريخ للنظام الفاسد ولكن برؤى ومفاهيم أكثر عمقا دهاء.

التاريخ وما أدراك ما التاريخ وما قسوته عندما يعيد ذكرى هي ليست بالسعيدة والتي لا يجهلها أحد وخاصة تلك التي تذكرنا بمدى الجهل الذي كان يساعد من كان يتولى زمام الأمور إبان عهده البائد ,هو ذلك بعينه الإمام أحمد الذي أعتمد على جهل وخوف شعبه فحاصره وعمل علي أن يكون بعيدا عن التقدم والحضارة, والتي تعنى زوال عهده القائم على الخرافة والتقديس,فعندما شعر لوهلة أن هناك صحوة لدى الشعب وأن هناك تغير قادم من قبل البعض سارع وأثبت لهم أن هذا الشعب لازال جاهلا ولا يدرك معنى التغير,فأطلق إشاعات أن الجن خرجوا عن سيطرته وأنه يجب وضع قطران لتتم الحماية من هؤلاء الجن فكان ذلك اختبار ليعرف من الذي لم يعد يؤمن بخرافاته وجهله فأدرك يقينا من خلال جواسيسه أن الشعب كله مازال تحت السيطرة.

فلو تأملنا قليلا لوجدنا أن هناك تشابه كبير بين الماضي والحاضر ولكن هنا أتى القطران بشكل حضاري حيث أنه بالإصبع ليس إلا وهذا شيء تشكر عليه كل المساعي الديمقراطية التي أنزلته من الأماكن الأخرى إلى الأصبع لكي لا يرى أحد القطران الحضاري ونستطيع إخفاءه وخاصة من يعرف تاريخنا القديم.أما الجن فقد أتوا على شكل جنود وبلاطجة استطاعوا أن يثيروا المخاوف لدى الأحزاب بنشوب حرب أهلية فكان ماكان من تنازلات باسم الشعب لكي يعيش سنينا قادمة لا يعرف ما تحمله من بؤس أو سعادة إلا الله فالأحداث التي تبدأ ضبابية بالضروة تكون نهايتها أكثر ضبابية إن لم يكن هناك من يضيء الطريق بشكل أكثر حضارة وحرية

دعونا نتحدث بمنطق أكثر شفافية ووضوح ما الجدوى الحقيقية من إزالة ديكتاتور عسكري ليبتلى الشعب بحكم عسكري لازال يملك من مراكز نفوذه ما يخوله ليعيد منظومة الفساد التي أعتمد عليها طيلة السنين الفائتة والتي عانى منها الشعب اليمني الجهل والفقر والبطالة البعض يقول أنها نهاية صالح .أعتقد أن صالح انتهى من فترة ليست وجيزة ولكن كان هدفه هو التوريث للقادمين الجدد ,وهذه الانتخابات لن تكون سوى مشروع توريث مؤجل لكل المعنيين بالأمر مالم يكن هناك استبعاد حقيقي لكل من له تأثير في ذلك الفساد الذي يدعى نظام سابق ونصف حالي والذي من خلال المعطيات الظاهرة أمامنا أنه من سيملك زمام الأمور بشكل حقيقي برغم كل التشكيلات الصورية التي دعتها الضرورة لتهدئة الشارع والدليل على ذلك أن كل الوزراء الذين يتبعون المعارضة لا يملكون أي صلاحيات حقيقية تخولهم بالسير باتجاه ما يطمح إليه الشعب , وسنضل في فوضى يثيرها النظام بكل مايملك ليعيد بلورة ما يريد عن طريق الفوضى وزرع الفتن التي هي منهجا ودستور منذ تولى صالح سدة الحكم في نهاية السبعينيات.

لذا تعتبر هذه الانتخابات خيانة عظمى للثورة والشهداء وكل شيء جميل أذا ارتضينا بها كطريق وحيد وأغفلنا العمل الثوري, والذي تحاول إخماده كثير من القوى الثورية التي أصبحت في الواجهة لأنها حققت ما تصبوا إليه غير آبهة بهذا الشعب الذي يرزح تحت جهل وفقر لا يمكن التخلص منه الا بقيادات مخلصة وقوية لنصرة هذا الشعب وهذا الوطن أكثر من إخلاصهم لمصالحهم الخاصة .فهل يمكننا أن نثق بأننا ربما حصلنا على قادة من هذا النوع ولازالت عقلية المشير هي عقلية مطيعة جدا ومن جهة أخرى نرى أن هناك قبائل ومراكز قوى مازالوا هم من يملكون الكلمة العليا في البلاد.

فهنيئا لنا القطران بصورته الحضارية وهنيئا لهم الدولة الحديثة. مادام أنها حديثة فهي لم تبتعد عن مطالبنا كشباب يسمو لمستقبل أفضل أعتقد أنه لن يأتي إلا بمزيد من التضحيات ونتمنى كيمنيين عانوا الكثير والكثير أن لا يكون ذلك.