حوارٌ مع القدر والقمر؟!!!
بقلم/ يحي الصباحي
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 3 أيام
الأربعاء 27 مارس - آذار 2013 10:57 صهَجَرتُ البَشر..
وأمضيتُ ليلي أُناجي القَمَــــر...
ومابيننا ...كان كهلٌ وقُـــــورٌ يُسمى القدر...
شكوتُ لها ولهُ غدرَ كُلِّ اللئام...
فاعذروني يا سادتي أصحاب المبادئِ والقِيَّم؛
( فلستُ أعنيكم هُنا...)
فهذا الوطن ليس يَعدَمُ الكِرام...
لكنَّ لي عِندكمُ طلب...
كونوا مكاني ...
لِتدرِكوا معنى معاناةِ الكُرَبِ...
فالنارفي قلبي حِممٌ فيها شظايا مِنْ غضَب؛
وليس يُدركُ معنى لظاها من كان يشربُ العنب...
سألتُ القَمــــر..
لِمَاذَا... هَرِمنا ونحن صغاراً؟!!!
لِمَاذَا...هُزِمنا وكُنّا أُسود الوغى؟!!!
لِمَاذَا...هجانا القدر؟!!!
لِمَاذَا...صَغُرنا بعين الصِغار؟!!!
لِمَاذَا...زرعنا؛ ولكنّنا ما جنينا الثَمَر؟!!!
لِمَاذَا...حصدنا سُنبلاتٍ قِصار؟!!!
لِمَاذَا...هَزُلنا وكُنّا مُلوكاً كِبار؟!!!
لِمَاذَا...حَقُرنا وكنّا عِظاماً؟!!!
لِمَاذَا...ذَلُلنا وكُنّا كِراماً؟!!!
لِمَاذَا...اِفتَرقنا؟!!!
لِمَاذَا...غدونا لُقمةً سائِغةً؛
تغذت بأِشلائِها هائماتُ القِفار بِكُلِّ نَهم؟!!!
لِمَاذَا...أكلنا لُحــــوم الحيارى؟!!!
لِمَاذَا...شرِبنا دموع الثكالى ؟!!!
لِمَاذَا...نحرنا حمام السلام ؟!!!
لِمَاذَا...يُحطِمنا مكرنا بيننا؟!!!
لِمَاذَا...غدونا كالدُمى في أيادي اللئِام؟!!!
لِمَاذَا...الخِصام؟!!!
لِمَاذَا...نُثيرُ الشِجارَ؟!!!
لِمَاذَا...نُؤجِجُ نارالقطيعةِ؟!!!
لِمَاذَا...العِراكُ الذي بيننا؟!!!
لِمَاذَا...نسيرُ على دربنا بِنفسٍ وضيعةٍ؟!!!
لِمَاذَا...نهتِكُ أعراضنا؟!!!
لِمَاذَا...ننهشُ لحمَ النُفوسِ البريئةِ؟!!!
لِمَاذَا...ارتَكبنا الذُنوبَ الشنيعةَ؟!!!
لِمَاذَا...نغوصُ بعُمقِ الخِصالِ البذيئةِ؟!!!
لِمَاذَا...كُلُّ تلك الصِفاتِ الدنيئةِ؟!!!
لِمَاذَا...نُحارِبُ رب السماء بالخطيئةِ؟!!!
لِمَاذَا...استبحنا الِدماء؟!!!
لِمَاذَا...نقضنا العهود التي بيننا؟!!!
لِمَاذَا...دخلنا في ثنايا الحِصارِ؟!!!
لِمَاذَا...رشقنا الحجار الأليمةِ؛ كسيلِ حمم؟!!!
على مَن أتانا بشهدِ الكلام...!!!
على كُلِّ حُرٍ, أبيٍّ ,هُمَام...!!!
على كُلِّ شخصٍ يُريدُ السلام...!!!
لِمَاذَا...احتمينا بِإعدائِنا؟!!!
لِمَاذَا...اجتمعنا على أن نكون رُكام؟!!!
لِمَاذَا...نتيهُ بِأحلامِنا؟!!!
لِمَاذَا...نُصدِقُ كُلَّ عميلٍ لئيمٍ جبان؟!!!
لِمَاذَا...حرمنا الفقيرَ غِنانا؟!!!
لِمَاذَا...منعنا الضرير دوانا؟!!!
لِمَاذَا...نبيعُ الضمائِرَ؟!!!
لِمَاذَا...قتلنا الحرائِر؟!!!
لِمَاذَا...اشترينا بقايا الذِمم؟!!!
لِمَاذَا...سفكنا دِماء الهِمم؟!!!
لِمَاذَا...حرمنا الثائرينَ الكرامَ إمتطاء القِمم؟!!!
لِمَاذَا...سقينا المُثَابِر فينا كؤوسَ الندم؟!!!
لِمَاذَا...قتلنا نشوةَ الإنتِصارِ؟!!!
لِمَاذَا...سقينا المُدافع عن عِرضِنا ويحمي دمانا بِكأسٍ مريرة؟!!!
لِمَاذَا...هجونا الزمـــن؟!!!
ولو كان هذا الزمنُ ناطِقاً لهجانا...!!!
لِمَاذَا...كسونا الحُفاة العُراةِ دِفانا؟!!!
لِمَاذَا...نحُلنا وكُنّا سِمانا؟!!!
لِمَاذَا...تتيهُ خُطانا؟!!!
لِمَاذَا...حجَبنا الضِياء؟!!!
لِمَاذَا...منعنا المطر؟!!!
لِمَاذَا...حرمنا الشريدَ المكانَ؟!!!
لِمَاذَا...تزايدَ فينا صُراخُ الضجرِ؟!!!
لِمَاذَا...فلقنا الحجر؟!!!
لِمَاذَا...قطعنا الشجر؟!!!
لِمَاذَا...شققنا القمر مِنُ عظيم شقانا؟!!!
لِمَاذَا...التعالي ونحن بشر؟!!!
لِمَاذَا...التكبُرُ والعنجهية؟!!!
لِمَاذَا...الأذية؟!!!
لِمَاذَا...لبِسنا لباس الدجل؟!!!
لِمَاذَا...أصبحت بائِعات الهوى مضرباً للمثل؟!!!
بِحُسن الخُلُق وعُـــلُوِ القيّم...
ومريَمُ العذراء أضحت خليلة عاهِرٍ مُتَهَم...
قُل هاتوا بُرهانكم إن صدقتم ...
أو فاصمتوا مِثلَ كَلبٍ أبكَمٍ وأصم...
لِمَاذَا...افترينا علينا البلية؟!!!
لماذا أسلنا الدموع الأبية؟!!!
لِمَاذَا...أستباح العدوُ دِمانا؟!!!
لِمَاذَا...ذبحنا طاهِراتِ الحمائم على عتباتِ الشقي المُكابِر؟!!!
لِمَاذَا...نصرنا اللئام؟!!!
لِمَاذَا...خذلنا الضعيفَ الذي يحتمي بِحِمانا؟!!!
لِمَاذَا...نبيع الضمائِرِ؟!!!
لِمَاذَا...نحرنا الذِمم؟!!!
لِمَاذَا...أكلنا بِمالٍ حــــــــرام؟!!!
لِمَاذَا...سقينا الضواري من كوؤسِ دِمانا؟!!!
لِمَاذَا...سرقنا وجَبَاتِ الجياع؟!!!
لنطعمها لأُنَاسٍ رعِاع؟!!!
لِمَاذَا...غدونا مهازل ؟!!!
لِمَاذَا...هجتنا الأمم؟!!!
لِمَاذَا...غدونا مداساً لناسٍ تُباع؟!!!
لِمَاذَا...نُقَدِسُ من يبيعُ القِلاع؟!!!
لِمَاذَا...نعُظِمُ من يستبيحُ البقاع؟!!!
لِمَاذَا...نُزعزعُ أمن الوطن؟!!!
لِمَاذَا...الحصانة... لشخصٍ ظلم... واستباح الدِماء؟!!!
لِمَاذَا...نُعلنُ الملحمةَ؛ على كُلِ شهمٍ, وحُرٍ, مُدافِع؟!!!
لِمَاذَا...اختلقنا قِصصاً مؤلِمةً؟!!!
لِمَاذَا...الحصار؟!!!
لِمَاذَا...حفرنا الحُفر؟!!!
لِمن أرهقتهُ المنايا وتلك الخُطوب ؟!!!
لماذا...جمعنا الحطب ؟!!!
وسِرنا على نهجِ أبي لهب...
لِنحرقَ قلباً لامِعاً حالماً مِنْ ذهَب..!!!
تبت يدا أبي لهبٍ وتب...
ما أغنى عنهُ مالهُ وماكَسَب...
وامرأتُهُ حمالةَ الحطب...
في جيدها حَبلٌ من مسَد...
لِمَاذَا...غدرنا بِمن هَمهُ همُنا؟!!!
لِمَاذَا...افتعلنا كُلّ تِلك الجرائم؟!!!
لِمَاذَا...احترقنا ونَحنُ نُغازِلُ تِلكَ الولائمِ؟!!!
لِمَاذَا...هدمنا عِششاً مُظلمةً؟!!!
تضُم الصغير وأماً حنونة...
وناساً كِراماً؛ تُريد السلام...
على رغمِ أنف الُبغاةِ اللئام...
لِمَاذَا...نُزلزلُ أركان تلك المنازل؟!!!
لِماذا...نُحطِمُ أنفسنا بِتلك المعاوِل؟!!!
لِماذا...الخُطى الآثِمةَ؟!!!
لِمَاذَا...ظلمنا الفِئةَ المُعدمة؟!!!
لنبني من حطام المنازِل.. قُصورَ الضِباع؟!!!
لِمَاذَا...الخِرافُ لدينا فِئةٌ مُنعَمةٌ؟!!!
وترفُلُ بالصوفِ في كُلِ عامٍ وطولَ السنة!!!
ونحنُ ننامُ عُراةً بين برد الشِتاء وحرِ المَدافِن..!!!
لِمَاذَا...الحمير لدينا لم تزل قائِمة؟!!!
وتلك الأمم قد تعدت زمان القِطار؟!!!
لِمَاذَا...نسير بِدربٍ عسيرٍ في دُروب البغال؟!!!
وتِلكَ العوالمُ أصبحت في الفضاء جاثِمة؟!!!
لِمَاذَا...المدائِنُ في كُلِّ أرجائِنا مُظلِمةٌ؟!!!
لِمَاذَا...الحضاراتُ التي حولنا في أعالي القِمم؟!!!
ونحن غدوناً أمَّماً نائِمةً!!!
ونحن مازالت بِاجسادنا عِللٌ دائِمةٌ!!!
وصِرنا حُطاماً ومليارُ صِفرٍ بأقصى الشمال؟!!!
لِمَاذَا...هجرنا الكتاب المبين؟!!!
لِمَاذَا...نبذنا السُنَنَ المُلهِمةَ؟!!!
فعمَّ الخرابُ ؛وساد الشغب...
وحلت علينا نِقمَةٌ دائِمةٌ...
وصِرنا أمُةً حالِمةً؛
ولكنها أسفلُ القائِمةِ...
لِمَاذَا...لِمَاذَا...لِمَاذَا...لِمَاذَا...لِمَاذَا...
سئِمتُ لِمَاذَا...
وضـــــج القدر...
وأرسل لي دَمعةً من سقَر..
تفطَّر قلبي من لظى حرِها..
فقُمتُ لأمسحَ عنهُ الدموع..
وأغسِل عنهُ لهيب الكَدر..
أجاب القمر..
وكان يُخاطبُ عينَ القَدرِ...
لماذا الدموع؟!!!
لِمَاذَا...الضجر؟!!!
أتبكي البشر؟!!!
وتلك الأُممُ؟!!!
أتبكي على أُمَمٍ ظالِمة...
قسماً بمن رفع السماء...
قسماً بمن شق القمر...
إن كُنتُ آمرةً بِهم..
أنّي سَأُصليهمُ سَقــــر...
وأُصيبُهم حمم السماء...
وأُذيقَهم كأسَ العدم...
وأزيلَ كُل حُطامهم ...
من كهلهِم لصغيرهم...
وفقيرهِم وغنيهم...
وسعيدهِم وشقيِهم..
مِن إنسهم أو جِنِهم...
من بَرَّ منهُم أو فَجَر...
بلا حِساب أو سؤالٍ...
وجَعلتُ مِنهُم عِبرةً...عِظَةً لِمن لم يَعتبِر...
لَكن ربنا العظيم...
يُمهِلهُم...
يُمهِلهُم...
يُمهِلهُم...
حتّى إذا ازداد البَطَّر؛
وزادَ فيهِم غيُهُم...
يقصِمُهم...
يأخذهم أخذَ عزيزٍ مقتدر...
إلى سقـــــر...
لا تُبقِ منهم أو تَــــذَر...
أين المفر؟!!!