رئيس الإمارات يُبلغ أمريكا موقف بلاده من تهجير الفلسطينيين
السودان: الجيش يسيطر على محاور استراتيجية ويحاصر المليشيات في القصر الرئاسي
مدعوم من ترامب.. اليمني الأميركي أمير غالب يعلن ترشحه مجدداً لعمدة مدينة هامترامك
وزير النفط اليمني يربط استئناف تصدير الغاز المسال بوقف إيران دعمها للحوثيين
تصريحات جديدة للمبعوث الأممي حول السلام في اليمن ومعالجة الأزمة الإقتصادية
مدمر المدن يقترب.. ناسا ترفع احتمالات اصطدام الكويكب بالأرض
حماس تعلن عزمها الإفراج عن 6 رهائن إسرائيليين و4 جثامين
خطةعربية لإعمار غزة وبتكلفة تقديرية تصل إلى حوالي 20 مليار دولار
وزير الخارجية اليمني يؤكد بأنه لا يمكن ان تتخلي ايران عن الحوثيين الا بالعمل العسكري
أردوغان: سلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها أمران لا جدال فيهما لأنقرة
الليل مخيف .. والهدوء الحذر يرمي بثقله على كل شيء، لا يقطعه إلا تلاطم الأمواج بالصخور على الشاطئ الذهبي، تحركها نسائم الخليج القادمة من أعماق المحيط الهندي فتضفي على المكان رومنسية غريبة تزداد مع ساعات المساء المحتشدة بآلام الماضي وقسوت الحاضر في قلبه المستشرق بأمل الصبح القريب.
وفي حين كان بصره يعبث في الظلمة الطاغية على البحر الممتد، انتزعته ذكريات قديمة لتنقله إلى الوراء... فتمتد به الذكرى إلى تلك الجولة على شاطئ عدن، بصحبة جده الراحل، وحكاية الغرباء القادمون عبر البحر والتي قصها عليه بتفاصيل دقيقة، تركت صورة مكتملة للجنوب المحتل ومشاهد الظلم والاضطهاد والقتل والتعذيب الذي صنع الجنوبيون من خلاله حرية سقفها السماء، واستقلال اكتمل بإنهاء حكم السلاطين والدويلات والتشطير، بعد ثورة مسلحة وتضحيات جسام.
أخرجته الأنفاس المحتشدة في صدره الضيق بما يختلج من أحزان إلى واقع مر.. وصلت فيه أوضاع جنوب السعيدة إلى منحدراً خطير، قد يهوي بحلم الشعب، إن لم تتظافر الجهود وتتوحد الرؤى وتتبلور في مشروع وطني يعبر عن ما ينشده أبناء الشعب الجنوبي واليمني بشكل عام.
بالأمس القريب كان العرس الحافل في عدن مصدر بهجة وفرحة للكثير من الطامحين للمستقبل الخالي من شوائب الماضي القريب، ومخلفاته التي عمقت جراح اليمنيين، وقطعت أوصال المودة والأخوة بين الرفاق القدامى.. هكذا حدّث نفسه معتقداً أن اجتماع المكونات الجنوبية نصف المشوار لحلحلة مشاكل اليمن كاملة، فالقضية قضية شعب وجغرافيا متداخلة يؤثر بعضها على بعض، مهما كانت شعارات الأطراف المتنافسة وتحت أي سقف تبني سياساتها.
هكذا يشرد أغلب الشباب اليمني في تفكير عميق لا يخلو من الخوف والألم لما وصلت إليه الأمور، فالمشكلة كما هي بالنسبة لي وله ولأقراننا من الشباب ليست مطالب الانفصال وفك الارتباط أو علم يرفع بديل عن علم مرفوع .
كلا ..فالمشكلة التي ترعبني هي لغة الكراهية المتفشية في أوساط جيلنا الشاب، وتلك العبارات الشاذة والمقززة من مناطقية وعنصرية وأرستقراطية، ليست من أرضنا الطيبة، ولا من ماضينا التشطيري، إنما هي أمراض حضارات معادية نتلقفها بغباء.. وتتسرب إلينا دون وعي أو إدراك، ويروج لها أصحاب نفوس مريضة وعقول متلوثة تنفث سمومها في حماسنا الثوري التحرري، لتجرف منا الكثير والكثير إلى مربع العنف والإرهاب والتخريب، لتكون مصيبتنا حين إذٍ أعظم وأنكى والعياذ بالله.
ها نحن اليوم نقف على إطلال عام مضى بكل آلامه وأحزانه ومراراته ولآماله، عانى فيه الشعب الكثير من المحن والأسى، وشهدا أحداث عظام، ونحن جميعاً غداً واقفون على عتبة مستقبل مجهول المعالم نجهل أحواله وأحداثه، فهل سيسدل العام 2012 ستاره الحزين والمظلم على شعبنا المريض وقواه السياسية المتمترسة خلف ماضي بغيض، وشعارات متحجرة؟؟!! وعلينا إن كنا أهلاً لذلك ان نتخلى عن ماضٍ أليم، وان نستعد لمستقبل نتمنى أن يكون كما نريد.
mthyemen@gmail.com