التنقل دون قيود زمنية.. الإعلان رسميًا عن فتح طريق الحوبان- تعز على مدار 24 ساعة خلال شهر رمضان
140 مقطورة غاز وصلت عدن وتعز قادمة من مأرب مع زيادة في حصة المحافظتين
وزير الدفاع اليمني يشدد على ضرورة دعم القوات المسلحة ويؤكد جاهزيتها العالية لردع أي حماقة حوثية
العليمي يبحث مع رئاسة مجلس النواب عدد من الملفات في مقدمتها دفع الرواتب وتداعيات تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
48 ساعة من المعارك في جبهات مأرب والجوف وتعز
إحاطة جديدة للمبعوث الأممي أمام مجلس الأمن بشأن اليمن.. ماذا قال؟
إليك أسباب رائحة الفم الكريهة أثناء الصيام وطرق التخلص منها
تسريبات صادمة حول سعر أول آيفون قابل للطي
تصاعد عمليات التهريب في اليمن خلال شهر رمضان واعتقال 170 مهاجرًا
اليورو يسجل أعلى مستوى مقابل الدولار في أربعة أشهر
استطاعت مدينة صغيرة تقع على شواطئ المحيط الأطلسي جنوب مدينة طنجة محاطة بسور جميل يؤمنها ضد الغزوات البحرية، أن تجعل من مساحتها الجغرافية الصغيرة مركز إشعاع عربيا، إضافة إلى ذلك ثبّتت موقعا لمكانتها منذ أربعين عاما في نشر الوعي العربي دون توقف في انعقاد دوراتها وألقها وفعلها المتراكم في ذاكرة الثقافة والفن والسياسة في العالم العربي.
كان من الأسهل للصديق الأديب الإعلامي المثقف الوزير والسفير محمد بن عيسى أن يعتني بأعمال خاصة تعود عليه بالمنفعة الشخصية وكانت الأبواب مشرعة أمام شخصية مؤثرة وطنيا وإقليميا ودوليا، لكنه ذهب بعيدا بطموحاته لجعل مدينته علامة بارزة في الخارطة الفكرية العربية وهكذا قرر البدء بفكرة منتدى أصيلة الذي بدأت أعماله قبل أربعين عاما، وكانت الحيرة التي تواجهه هي استحضار هم العرب في المغرب والمشرق ونشر مساحة جدل يحفز العقل والضمير، ولَم يخل أي من اللقاءات من عصف ذهني وطرح حر دون قيد سوى احترام الآخر ورأيه، لهذا كان الكثير من المشاركين يطرحون الأفكار بحرية مطلقة بعيدا عن الغلو والتطرف، وهو أمر منح المنتدى قيمة مضافة دون ضجيج إعلامي زائف أو بهرجة تنتهي بانتهاء الفترة.
هذا العام الأربعون مِن منتدى أصيلة كانت مواضيعه متعددة، ولقد أتيح لي شرف المشاركة في الحلقات على امتداد ثلاثة أيّام تحت عنوان (مأزق الوضع العربي الراهن: الممكنات والآفاق)، وتوزعت محاوره حول: حراك الشارع العربي ودور الأنظمة العربية، موضوع التحول الديموقراطي، مصاعب العبور من المأزق إلى الانفراج)، وهي قضايا تقع في مركز الأزمات في العالم العربي وتؤثر على ما يدور فيه، وقد صدر عن المشاركين من مسؤولين ومثقفين وأساتذة جامعات شاركوا جميعا في الحوارات، بيان ركز على أس الأزمة الخانقة: التعليم، الفساد، الشباب، الديموقراطية، قنوات التواصل العربي.
إن هذه القضايا هي محل إجماع حول حيويته، ولكن الاختلاف سيكون عن تراتبيتها وهي مسألة طبيعية وتحتاج إلى التفاتة من المؤسسات الإقليمية بالمشاركة مع منظمات المجتمع المدني والجامعات، ومن المحتم من وجهة نظري الإسراع في تناول هذه القضايا كل على حدة مع الأخذ بعين الاعتبار ترابطها وعدم إمكانية تجاوز أي منها تحت أي عنوان أو مبررات، وإذا كان التعليم هو المدخل الحق لتطور ورقي أي مجتمع فإنه أيضا يساهم بالإسراع في تحقيق نمو اقتصادي وديموقراطي وتقليل من مستويات الفساد.
لقد تمكنت حوارات «أصيلة» من التنبيه إلى قضية معوقة لكل محاولات التنمية السياسية والاقتصادية والإدارية، وهي إصرار كل مسؤول جديد على العودة إلى نقطة البدء في كل نشاط يمكن أن يكون تواصلا لمحاولات سبقته، وهذا يتسبب في إضاعة كل جهد بذل سابقا وإهدار لأموال طائلة أنفقت لإنجازه، ومن الممكن بسهولة إعادة النظر في الأخطاء ومعالجتها عوضا عن إعادة الساعة إلى نقطة البدء، ولعل المتأمل في ما يجري ستصيبه الدهشة من فقدان عامل التراكم في كل التجارب العربية.
يقول المثل (الذكي من اعتبر بغيره، الغبي من اعتبر بنفسه).