الصراري: عودة صالح تعتبر انتحارا وإذا اتخذ هادي موقفا حاسما فسيجد الملايين تحت إمرته
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 14 يوماً
الأحد 12 يونيو-حزيران 2011 06:02 م
 
 

أكد القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني، علي الصراري، بأن فرص عودة الرئيس علي عبد الله صالح إلى صنعاء، تعتبر انتحارا، من المستبعد أن يقدم عليه صالح، ومن المستبعد أيضا أن تعطيه المملكة العربية السعودية ضمانات، من أجل العودة.

كما أكد الصراري بأن أحزاب اللقاء المشترك مستعدة للحوار مع عبد ربه منصور هادي، بشرط أن يتصرف وفقا للدستور، الذي يعطيه الحق في أن يعلن نفسه رئيسا للجمهورية، بعد أن صار هذا الموقع شاغرا، وأما إذا ظل هادي تحت إشراف أبناء الرئيس صالح، فلا فائدة من الحوار معه.

وقال الصراري في حوار له مع مجلة "روز اليوسف" المصرية (يعيد مأرب برس نشره) بأن هادي ليس منافسا لأحد، فحتى تجل الرئيس صالح لا ينظر إليه كند وإنما كموظف يعمل لخدمته، ولذلك منعه من دخول القصر الجمهوري، لأن هذا يجعله وفقا للدستور رئيسا للجمهورية، مؤكدا بأن هادي لو أخذ موقفا حاسما وأعلن تأييده للثورة فسيجد تحت الملايين تحت إمرته ولن يستطيع نجل صالح حينها أن يفعل شيئا.

وفيما يلي نص الحوار

حاورته/ هبه سالم

< ما تعليقك علي استهداف صالح وهل تري أن الهجوم عليه جاء من داخل القصر الجمهوري؟

ــ صالح واحد من الزعماء الذين أحاطوا أنفسهم بإجراءات أمنية في غاية الشدة والدقة ويستحيل الوصول إليهم ولكن هذه المرة جاء مقتله من مأمنه، فالانفجار كان مرتبا من داخل القصر الجمهوري ومن أطراف تعمل في خدمته ولقد حاول صالح في البداية أن يتهم أطرافا أخري لكي يتستر علي حقيقة وجود انقسام داخل عائلته وأنصاره الذين ضاقوا به ذرعا، وأصبحوا يخشون الوقوع في التهلكة جراء تعنته وإصراره على التشبث بالسلطة فحرمهم من الخروج بشكل آمن، ولهذا كان الاستهداف من داخل بيت الرئاسة.

< هل هناك فرص لعودة صالح إلى اليمن وهل يمكن أن تعارض السعودية رجوعه؟

ــ فرصته تكاد تكون منعدمة في العودة، وأكاد أجزم انه لا يفكر في الأمر لأسباب كثيرة، منها حالة الإحباط التي يمر بها فالخيانة جاءته من داخل ترتيباته الأمنية الخاصة، الآن يتشكك في كل من يحيطون به، فنظام صالح دخل في مرحلة الانحدار ومحاولة اغتياله دليل على ذلك، والآن هو يدرك انه من الصعب أن يستعيد سيطرته علي الأوضاع فالثورة امتدت إلى كل مكان، والانقسام العسكري مستمر، صالح لم يعد يحظي بتأييد خارجي كما كان في السابق فهو الآن معزول داخليا وخارجيا، وهذا يجعل مسألة عودته نوعا من المقامرة الأشبه بالانتحار، وليس أكيدا أن السعودية أعطته ضمانات العودة، ولكن هذا لا ينفي احتمالية موافقتها علي عودته، وإذا حدث فهي المسئولة عما سيحدث بعد عودة صالح، واعتقد أن هناك محاولات من قبل أوساط دولية وبالتحديد أمريكا لإقناع السعودية بعدم عودة صالح فهي تري أن خروجه من اليمن جزء من حل الأزمة اليمنية، فهذا يسهل نقل السلطة.

< هل من الممكن أن يوقع صالح علي المبادرة الخليجية؟

ــ المبادرة الخليجية انتهت والحديث عنها هو حديث عن الماضي، فصالح هو من رفض التوقيع عدة مرات في الوقت الذي كان فيه الآخرون علي استعداد لقبول توقيعه علي تلك المبادرة التي تمنحه ضمانات من المحاكمة، هو الآن في وضع أسوأ فلم يعد احد مضطرا لمنحه أي ضمانات أو بقائه في السلطة فهو لم يعد قادرا علي أن يمارس السلطة.

< هل من الممكن أن تتم ملاحقة صالح قضائيا؟

ــ بالتأكيد لان صالح رفض الحلول السلمية واختار الطريق الصعب المؤلم، بعد محاولات عديدة لحل الأزمة سلميا فهو قتل مئات المواطنين بالساحات وأشعل الحروب بالإضافة إلي سجله الإجرامي السابق ولذلك لن يتسامح معه احد في الفترة القادمة وسيكون عرضة للملاحقة.

< كيف تري فرص الحوار بين عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس وأحزاب المعارضة؟

ــ هناك استعداد كامل للحوار من جانب أحزاب المعارضة مع عبد ربه شريطة أن يتصرف وفقا للدستور، الذي يعطيه الحق في أن يعلن نفسه رئيسا للجمهورية بعد أن صار هذا الموقع شاغرا، أما إذا ظل عبد ربه يعمل تحت أشراف أبناء الرئيس فلا فائدة من الحوار أو التواصل.

< تردد أن اللواء علي محسن الأحمر يحاول سرقة الثورة لان تشكيل مجلس انتقالي لا يتناسب مع مخططاته هل ترى ذلك حقيقياً؟

ــ من الصعب بل المستحيل أن تسرق الثورة فهي ليست شيئا صغيرا يمكن إخفاؤه فقد صنعها الملايين من أبناء الشعب اليمني بنزولهم إلي ساحات التغيير ودفعوا دماء غالية من أجل أن تحقق أهدافها، واللواء علي محسن لم يتسلم قيادتها وإنما أعلن تأييده لها ونفى عن نفسه وعن كل من تبعه أي محاولات لسرقة هذه الثورة، واعتقد أن فلول النظام الذي يتهاوي الآن هم من أرادوا أن يخلقوا نوعا من الفرقة ببث هذه الدعايات لكي ننصرف إلي الخلافات بدلا من التكاتف لإسقاط النظام، وعلي محسن يعلم جيدا أن المرحلة القادمة لن تقبل بحاكم عسكري أو قبائلي، فالدولة القادمة في اليمن ستكون دولة مدنية.

< هل ترى أن هناك صراعا بين أحمد صالح نجل الرئيس اليمني وعبد ربه منصور نائب الرئيس؟

ــ نائب الرئيس لم يكن يتمتع بأي صلاحيات فهو كان موظفا مهمشا، لم يكن يقوم بأي دور سوى ما يكلفه به صالح وعادة ما كان يكلفه بمهام تافهة لا تليق ومكانة نائب الرئيس، والآن عبدربه ليس منافسا لأحد ولا اعتقد أن أحمد علي صالح ينظر إليه كند أو خطر وإنما كموظف يعمل في خدمته والآن يمنعه من دخول القصر لأن هذا وفقا للدستور يجعل عبدربه منصور رئيسا للجمهورية، وهذا يعني ان الغطاء الذي يتحرك تحته احمد عبد الله صالح سيكون قد رفع فالأخير يتصرف باعتبار أن عائلته تملك الدولة، وعبدربه هو السبب في امتلاك ابن الرئيس هذه القوة لأنه لا يريد أن يصطدم به، ولكن إذا اخذ موقفا حاسما وقويا وأعلن تأييده للثورة وأهدافها سيجد تحت إمرته الملايين الذين لا يستطيع معهم احمد صالح أن يفعل شيئا.

< هل القيادات العسكرية والأمنية من عائلة صالح هي العقبة أمام الانتقال السلمي للسلطة؟

ــ بالتأكيد فهم الآن العائق الوحيد ويتحملون مسئولية سفك الدماء وإشاعة الفوضى، لأن معظم الأجهزة انقسمت وانضمت للثورة.

< هناك من يري أن الثورة فقدت قدرتها علي الحسم بسبب عدم تكاتف الجهود بين القوي المؤيدة لها من شباب وأحزاب وعسكر وقبائل.. ما رأيك؟

ــ لا أنا اختلف كثيرا مع ذلك، لعل التأخير الذي شاب الثورة في اليمن يمثل عنصرا ايجابيا لان الثورة تحقق النصر على مستوي الشعب أولا قبل ان تحقق النصر بإسقاط النظام، ما يدور الآن في ساحة الثورة يدل علي أن يمنا جديدا يولد، هذا التأخير لم يكن مخططا له ولكنه عمق الثورة في وجدان الشعب فأحدث تأثيرا علي أخلاقه وسلوكياته وعاداته فاليوم القبائل تترك السلاح وتنخرط في العمل السلمي، الشباب ينغمسون في المناقشات والحوارات واللافت هو خروج الآلاف من النساء اليمنيات والمهمشات عبر التاريخ إلي الساحات، فأصبح لديهن استعداد حقيقي لممارسة حقوقهن والتمتع بشراكة حقيقية مع الرجال، فهذه الثورة حققت الكثير من المكاسب بسبب تأخر انتصارها، فاعطت فرصة للقوى التي كانت تتخاصم وللتحاور فوجدت بينها قواسم مشتركة.

< برأيك هل سينجح شباب الثوار في تشكيل مجلس رئاسي انتقالي رغم انقسام قوي المعارضة؟

ــ اعتقد أن الأمور الآن تسير نحو التوافق فالخيار صار مطروحا بشكل واضح بين أن ينهض نائب الرئيس بمسئوليته ويغدو رئيسا للجمهورية وبين أن يتجه الشباب والمعارضة نحو الأخذ بخيار تشكيل مجلس انتقالي وهناك بعض الاجتهادات التي تري إمكانية التوفيق بين الخيارين من خلال تطبيق الحل الدستوري وتشكيل مجلس انتقالي في نفس الوقت وسنري خلال الأيام القادمة كيف ستحسم هذه المسائل.

< ما هي السيناريوهات المحتملة لمرحلة ما بعد صالح؟

ــ هناك سيناريوهات مستبعدة بعد رحيل صالح منها سيناريو الحرب الأهلية لأنه لن تحدث حرب أهلية إلا إذا بقي صالح في السلطة أو حظي بدعم خارجي، وسيختفي أيضا سيناريو تنظيم القاعدة الذي لعب به صالح ونجح في أن يخدع العالم به، لكن الآن تكشفت خدعته أما السيناريو المتأكد من حدوثه بعد صالح وهو انتصار الثورة وقيام دولة القانون في اليمن بعد أن عصفت الفوضى بها كل هذه الفترة الطويلة.