المعبقي محافظ البنك المركزي يتحدث عن أهمية الدعم المالي السعودي الأخير للقطاع المصرفي ودفع رواتب الموظفين تعز: مقتل جندي وإصابة آخرين في قصف مدفعي حوثي بجبهة الدفاع الجوي اليمن تبحث عن فوزها الأول في كأس الخليج اليوم أمام البحرين وحكم اماراتي يدير اللقاء المرأة اليمنية.. كيف توفق بين الأدوار الأسرية والمهنية؟ عاجل: تحسن في أسعار الصرف بعد الإعلان عن تحويل نصف مليار دولار كدعم سعودي لليمن ''الأسعار الآن'' واتساب تطلق برنامج وأدوات ذكاء اصطناعي قوية للشركات برنامج الغذاء العالمي يعلن تعليق الرحلات إلى مطار صنعاء واتساب يطلق خدمة جديدة ومذهلة .. إمكانية البحث مباشرةً عن الصور على الويب الفوز مطلب البحرين واليمن.. في مبارة هي الأقوى اليوم الحوثيون ينفذون حملات هستيرية و عملية اجتثاث لأفراد وضباط الشرطة في صنعاء
وأنا هنا أتحدث عن الجندي الذي يمسك بالبندقية وبالعصا ويطلق الرصاص على المواطنين ويركل ويضرب المتظاهرين العزل، هل هذا العسكري هو ابن هذا الوطن، هل ينتمي إليه، هل لغته لغتنا ودمائه تجري بها جيناتنا، هل هذا العسكري يعيش في اليمن أم أنه وبعد انتهاء خدمته يذهب إلى مسكنه في جزر المالديف ويستلقي على شاطئ البحر ويتمتع بساعات من التدليك على أيادي السمراوات، أم أنه كادح بالكاد يفي راتبه نصف الشهر ويسكن بيت من إيجار ويعاني الأمرين.
الجندي اليمني سواء كان في الجيش أو الأمن أو حتى في المرور هو مواطن ينتمي إلى الطبقة الكادحة في البلاد والأشد فقرا، وعملية اجتهاده بقمع المتظاهرين الذين خرجوا من أجله ومن أجل أطفاله وبناء مستقبل أفضل له ولهم هي علامة تستعصي على الفهم والاستيعاب، بل الأغرب من هذا كله أن هذه المجازر التي يشارك بها هذا الجندي ليست إلا لأجل فرد واحد حتى يبقى في الحكم مدة أطول ليمتص دمائنا وحياتنا ومستقبلنا.
قد يذهب البعض إلى تبرير تصرف هذا الجندي بالتعبئة الخاطئة التي تعرض لها، إلا أن هذا لا يبرر إطلاقا عنفه الشديد الذي نشاهده تجاه أخوته المواطنين، فهو في الأول والأخير إنسان ويمتلك عقل ويستطيع أن يتحكم بتصرفاته وأنه لو شاء لأستطاع أن يفكر ويستخدم عقله قليلا حتى يفهم ما يجري وحتى يوجه تصرفاته بالاتجاه الصحيح.
من الخطأ القول أيضا بأنه مأمور وما بيده حيله، هذا تبرير انتهى ولم يعد مقبولاً، الجندي هذا يمارس القتل العمد ضد المواطنين وهذه جريمة لا يمكن السكوت عليها ويجب أن يعاقب مرتكبيها، وبما أن الثورة ماضية نحو تحقيق أهدافها وهي إسقاط هذا النظام ومحاكمته، فلا أحد مستثنى من أية جريمة ارتكبت، فتلك الأرواح التي أزهقت لن تذهب دمائها سدى.
في حقيقة الأمر والشيء الذي لا يريد أحد أن يعترف به أحد هو أن جيشنا اليمني سقط في الحضيض والرذيلة وأصبح جيشاً بلا قيم أوطنية ولا حتى مبادئ إنسانية، أنهم مجموعة قتلة مستعدون أن يقوموا بكل شيء إلا الدفاع عن الوطن وهي وظيفتهم الأساسية، جيش مسخر بكل ما فيه من أجل حماية حفنة لصوص وفاسدون لا أقل ولا أكثر.
وأن كان الجيش يمارس هذه العمليات الإجرامية هذا فالأنة محكوم من قاتل متمرس قابع على صدرونا منذ ثلاثة وثلاثون عاما، قاتل لم يكن في همه بناء لبنة واحدة في اليمن بقدر سعيه لهدم كل جميل وإنساني وبث روح الفساد و التنابز والتقاتل بشكل يثير على الاشمئزاز، قاتل يستطيع وبدون خجل أن يصف شعبه كله بأنهم لصوص وقطاع طرق وأن يعلنها علانية بأنه مستعد أن يدمر البلاد وبكل ما فيها أن اضطر إلى ترك منصبه وكرسيه، هذا القاتل لا يمكن له أن يفلت من يد العدالة وهو يصر على جعل نهايته سوداء ودموية ومأساوية، وهي ستكون كذلك مادام وحتى اللحظة يمعن في القتل الوحشي.
هذا وطن، ولا يمكن أن نجامل فيه، والجيش اليمني كان من المفترض به أن لا يقل وطنيه على الجيشان التونسي أو المصري، لكنه أختار لنفسه أسوء طريق وأكثرها عارا واتساخا، أختار أن يمثل نقطة سواء في ذاكرة الإنسان اليمني،وأن لم يراجع نفسه _ وهنا الحديث موجه إلى الجندي ولا أحد سواه_ فهو حتما سيندم على كل قطرة دم أراقها وكل دمعه لثكلى أو طفل ذرفت ولكل روح أزهقت، فالعقاب لن يكون يسير أبدا.