الرئيس في ظفار
بقلم/ طارق عثمان
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و يومين
الإثنين 25 إبريل-نيسان 2011 07:38 م

لماذا قال الرئيس في احد خطاباته انه سيثبت كما ثبتت جبال عيبان و ظفار ونقم !!!! ، تساءل الجميع ما شأن جبال ظفار العمانية بنا نحن في اليمن .؟؟؟

لكن بعد أن عرفنا أن الخليجيين يقترحون أن تكون عمان هي محل إقامة الرئيس وأسرته ، عرفنا الآن لماذا قال فخامته أنه سيكون راسخا كجبال ظفار ، فقد كان يستبق اقتراح الخليجيين بفترة ليوحي لهم بالدولة التي يفضل الإقامة فيها فلو كان يرغب في دبي لقال ، وسأضل راسخا رسوخ برج العرب ، أو رسوخ برج الفيصيلية لو كان يفضل الرياض ...

صحيح أن كثيرين منا يتمنون بالفعل أن يكون فخامته راسخا مثل تلك الجبال العمانية وقريبا منها و البعض يتمنى أن يكون فخامته راسخا رسوخ جبال الهملايا ، أو جبال الإنديز ولكن البعض ايضا يتمنى أن يكون راسخا رسوخ السجن المركزي .

لكن في كل الأحوال يبدو أن جبال عمان هي المرشحة الأوفر حضا لرسوخه فيها .

فقبل الرئيس صالح كان الرئيس على سالم البيض راسخا هو الآخر هناك رسوخ جبال ظفار ثم فضل أن يثبت ثبوت جبال الألب في سويسرا..

إذا فهذا التعبير الذي استخدمه الرئيس لم يكن جزافا بل كان مقصودا في توقع مآلات نظامه ولكن لا ندري إن كان سيسير على خطى الحبيب على سالم البيض وسيواصل طريقه نحو الشمال البارد في سويسرا قريبا من البنوك والمصارف التي تنوء بحمل مليارات زهاد الزعماء العرب .

ليشارك عدوه اللدود رياضة التزلج على قمم الجبال وفي المنتجعات وبعيدا عن الشعب اليمني الذي سيبقى راسخا رسوخ جبال عيبان وحيفان وشمسان .

وبالطبع إن حدث هذا فسيكون لديهما متسع من الوقت لتذكر الأيام الخوالي وصراعاتهما التي أرهقت الشعب اليمني وزجت به في أتون الحروب ..

المبودرة الخليجية - طبعا لا يوجد خطأ إملائي فأنا لا أريد أن اكتب المبادرة ولكنها مبودرة بالفعل ، ومن يتعاطون القات يعرفون أن المبودر منه أي المرشوش ببعض أنواع البودرة وهي إما مبيدات أو محفزات لنمو الأغصان يكون لامعا حسن المظهر لكنه شديد الضرر .

فالمبودرة الخليجية تشق الطريق أمام الرئيس نحو قمم ظفار وتؤمن له ولمن حوله مخرجا آمنا كريما مشرفا ، ولا تستجيب للحد الأدنى من مطالب الشباب والمتمثلة في التنحي الفوري ، هذه المبودرة اللامعة في مظهرها تقدم ضمانات للفاسدين والقتلة والآمرين بالمنكر عبر تشريعات تكفل لهم عدم الملاحقة ، وتعطيهم الوقت الكافي أيضا للالتفاف عليها إن أرادوا وكذا التنصل منها في أي وقت لأنها وضعت فكرة التنحي بعد مضي شهر ، وهو ما سيعطي الرئيس ألف طريق وطريق لخلط أوراق اللعبة ، والتي لم يدخر وقتا في البدء في خلطها عبر الحديث عن تنفيذ الاتفاقية وفق الشرعية الدستورية ، وهو ما يعني الاستقالة أمام مجلس النواب ، الذي سيرفض بالطبع هذه الاستقالة ، وبحسب الدستور لا تكرر هذه الاستقالة للمرة الثانية إلا بعد مرور شهرين من الاستقالة الأولى ..

وبرغم أن المبادرة تمنح الرئيس طريقا معبد آمنا نحو ظفار إلا أنه مازال يريد أن يبقى في جبال عيبان ونقم كما قال فترة أخرى إن استطاع . وهذا قد يرجح خيار الشباب الراغبين في جعله يرسخ رسوخ السجن المركزي .

فهم يرون أن هذه المبادرة المبودرة تتعامل مع ما يحدث في اليمن حسب توصيفها كـ أزمة يمنية ، وهو تجاهل لحقيقة ما يحدث ، فالقضية هي أنها أزمة رئيس وليست أزمة شعب ، والمبادرة تحل أزمة الرئيس ولا تلبي مطالب الشعب الذي لا يعاني من أزمة بل يقوم بثورة على سياسة إدارة البلد بالأزمات التي انتهجها الرئيس خلال 33 سنة ..

أخيرا أتمنى أن يرفق بالمبادرة الخليجية ملحق سياحي يتضمن تعريفا بظفار وجبالها ( سمحان ، القرا ، القمر ) مدعم بالصور وذلك لتشجيع صالح على التنحي بعد أن يدرك روعة المكان الذي سيقدم على الرسوخ و الإقامة فيه وخصوصا ونحن مقدمون على الصيف ، الفصل الأجمل في ظفار مما يحتم التعجيل بالسفر لاستباق الموسم ...