آخر الاخبار

مليشيا إيران المسلحة في العراق تعلن الاستسلام وتستعد لنزع سلاحها بعد تهديد واشنطن ترامب يهدد الصين بعقوبات غير مسبوقة قناة CNN الأمريكية تكشف موقف الإمارات والسعودية من اي عملية عسكرية برية لاقتلاع الحوثيين في اليمن ودور القوات الحكومية وتفاصيل الدعم .. عاجل مصادر دبلوماسية أمريكية: العملية البرية هي الكفيل بإنهاء سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة والعاصمة صنعاء اليمن تدعو الشركات الفرنسية للإستثمار في 4 قطاعات حيوية المقاتلات الأمربكية تدك منزل قيادي حوثي رفيع بالعاصمة صنعاء خلال إجتماع عدد من القيادات فيه الرئاسة اليمنية تدعو لتوحيد الصفوف لمعركة الخلاص من الحوثيين وتحدد ''ساعتها الحاسمة'' الإعلام الصحي يكشف بالأرقام عن خدمات مستشفيات مأرب خلال إجازة عيد الفطر المبارك العملة في مناطق الشرعية تسجل انهياراً كبيراً ورقماً قياسياً ''أسعار الصرف الآن'' من هي الموظفة المغربية الشجاعة التي كشفت تواطؤ الشركة التي تعمل بها ''مايكروسوفت'' مع الإحتلال الإسرائيلي؟ وماذا عملت؟

أردوغان في المرمى الأمريكي
بقلم/ القدس العربي
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 26 يوماً
الأحد 11 يوليو-تموز 2010 12:48 م
 

 

يتعرض السيد رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي الى ضغوط مكثفة هذه الأيام، من قبل ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما من أجل تخفيف حدة التوتر في العلاقات بين الحكومتين التركية والاسرائيلية، على اثر الاعتداء الاسرائيلي على سفينة مرمرة واستشهاد تسعة نشطاء أتراك كانوا على متنها.

هذه الضغوط أخذت طابعاً أكثر قوة بعد زيارة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي لواشنطن واللقاء الذي جاء أكثر حرارة مع الرئيس باراك اوباما بالمقارنة مع اللقاء الذي سبقه، فقد كان واضحاً توجه الرئيس الامريكي الجديد في عدم اغضاب مضيفه الاسرائيلي، وتقديم لائحة مطالب مطولة اليه، خاصة فيما يتعلق بوقف كامل لأعمال الاستيطان في الأراضي المحتلة، والقدس على وجه الخصوص، وتمديد فترة التجميد التي تنتهي بنهاية أيلول/سبتمبر المقبل.

من الواضح ان الرئيس اوباما وادارته أكثر حرصاً على ترطيب الأجواء بين الحكومتين التركية والاسرائيلية من محاولة انقاذ عملية سلمية، تتناول الملف الفلسطيني الاسرائيلي، دخلت في النزع الأخير، وبات من الصعب، ان لم يكن من المستحيل اعادة الحياة اليها مجدداً.

فالادارة الامريكية تدرك جيداً ان تركيا هي الحليف الاستراتيجي الوحيد لاسرائيل في المنطقة، وتحول تركيا ضد اسرائيل ربما يؤدي الى قلب جميع المعادلات الامريكية في المنطقة بأسرها،

خاصة اذا وضعنا في الاعتبار حالة الضعف التي تعيشها مصر حالياً، والغموض الذي يحيط بصحة رئيسها حسني مبارك، وعدم وجود اي ترتيبات واضحة لانتقال سلمي للسلطة فيها.

السيد اردوغان طالب اسرائيل بمجموعة من المطالب كشرط لاصلاح العلاقات معها، أبرزها ضرورة الاعتذار دون اي تردد على جريمتها بقتل مواطنين اتراك كانوا على ظهر السفينة مرمرة، وتعويض ذويهم، واعادة السفن المحتجزة في ميناء اسدود، والقبول بتشكيل لجنة دولية محايدة، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

نتنياهو رفض رفضاً قاطعاً الاعتذار، مثلما رفض القبول بلجنة تحقيق دولية، واكتفى بالتعبير عن الأسف فقط، ولا توجد اي مؤشرات تفيد بانه قد يتراجع عن موقفه هذا، الامر الذي يفسر طبيعة الضغوط الامريكية على الزعيم التركي ومطالبته بتخفيف شروطه كحل لهذه الأزمة.

أمر مؤسف ان تلجأ الادارة الامريكية الى عادتها القديمة، او بالاحرى، عادة جميع الادارات الامريكية السابقة بالضغط على الطرف صاحب الحق او المظلوم، لتقديم تنازلات، وتجنب الضغط على الطرف الاسرائيلي المعتدي، خوفاً من اللوبي اليهودي القوي، او اقتناعاً برضوخ العرب والمسلمين للضغوط الامريكية باعتبارهم الطرف الأضعف.

اننا نطالب السيد اردوغان بالتمسك بجميع شروطه وعدم التراجع عن اي منها، والاصرار على اقدام الطرف الاسرائيلي بتلبيتها، ليس لانها شروط عادلة ومحقة، وانما لأن التراجع عنها ربما يلحق الكثير من الضرر بصورته، ومكانة بلاده، في العالمين العربي والاسلامي.

اسرائيل هي التي تحتاج تركيا وليس العكس، فقيمة الصادرات التركية لاسرائيل لا تزيد عن ملياري دولار مقابل أكثر من ثلاثين مليار دولار للعالم العربي، ثم ماذا لدى اسرائيل لتقدمه لتركيا وهو غير موجود في الدول الغربية الاخرى الاكثر تقدماً؟

ومن هنا فان اسرائيل هي التي من المفترض ان تحرص على العلاقات الجيدة مع تركيا، واذا كان الحال كذلك، فعليها ان تدفع ثمن استكبارها وعدوانها على سفنها بالطريقة الاجرامية التي شاهدناها على شاشات التلفزة، فالاعتذار او التعويض لضحايا المجزرة لن يعيدا هؤلاء الشهداء الى الحياة مجدداً، اما رفع الحصار عن غزة وتشكيل لجنة تحقيق دولية فهما من صميم الاعراف الدولية، لان هناك قناعة لدى جميع الاطراف الدولية بعدم قانونية هذا الحصار، ناهيك عن فشله في تحقيق اي من أهدافه، سواء تركيع الشعب الفلسطيني، او اطاحة حكومة حماس او الافراج عن الجندي الاسرائيلي الأسير جلعاد شليط.