قارة سُقطرى الكنز المفقود
بقلم/ عبدالخالق عطشان
نشر منذ: 11 سنة و 4 أسابيع
الأحد 20 أكتوبر-تشرين الأول 2013 04:34 م

سقطرى تاريخ ٌ عائمٌ على صفحات الزمن وعذراء لم يَطمِثها تحظرٌ ولا إنجاز ، لا تعرفها إلا الشمس نهارا والقمر ليلا ولا يحسُ بها إلا أهلها الطيبون والوطنيون على أرجاء المعمورة ، لقد أكسبت العزلة أهلها الطيبين أصالة إلى أصالتهم فيما المعاصرة ضُرِب بينها وبينهم بسورٍ من التجاهل وأخدودٍ من النسيان عبر حِقبٍ تاريخية وسياسية متلاحقة وما زالت الجزيرة الطيبة خارج التغطية التنموية وفي هامش الوعود وخلف ظهر القائمين على هذا الوطن..

إنها لفتة إنسانية نبعت من صميم الواجب الديني والوطني أن يخلعَ الرئيس هادي ( نعليه ) فإنه على ثرى سقطرى الطيب والطاهر وعلى الأرض ذات القداسة التاريخية وليقف بشخصه مُحلِقا ببصره وبصيرته على جبل معاناتها يتنقل فوق تلالها آمراً جنوده بالوقوف ليسمع شكوى خرير مائها وليخاطبه سهلها وساحلها وموجها وأحجارها وأشجارها وسكانها المخلصين عن جل همومهم وهمومها...

تباينت الآراء حول قرار الرئيس هادي بترقية سقطرى من رتبة مديرية إلى رتبة محافظة ..فمن متفائل إلى متشائم ومن مؤيد إلى معارض ومن مبارِكٍ إلى مشكك ولكن الأهم من ذلك التهافت كله أن شيئا خير من لا شيء وما لا يدرك كله لا يترك جُله ، وعن أسباب جعلها محافظة فقد تعددت الأسباب وأيا كانت الأسباب إلا أن السبب الأبرز هو ان سقطرى لها ما لأخواتها من المناطق اليمنية ولها بالأخص ما لصنعاء وما لعدن أيضا من الحقوق وعليها ما عليهما من الواجبات وإلى هنا ويكفيها تجاهلا ونسيانا..

إن موقع سقطرى في التاريخ والجغرافيا ليس موقعا هامشيا وإنما موقعا استراتيجيا يتفوق على مواقع جزر عدة كــ [ قبرص ، هونج كونج ، هاواي ] فهي كنز عائم ألقته يد القدرة ولا يعرف قيمته إلا أولو الألباب والعارفون بقيمة الأوطان والواقفون والناذرون نفوسهم لخدمتها لا لاستخدامها..

موقع سقطرى الإستراتيجي والقصي عن مركز الدولة وجمالها وسحرها وثرواتها وتجاهلها من قبل الحكومات السابقة بل وتناسيها والاهتمام بما هو دونها - إذ أن كل زعيم لا يهتم إلا بقريته والتي ليس لها أدنى موقع لا في الحقيقة ولا في الخيال – هو الذي دفع بالطامعين من الدول [ الغربية ، الشرقية ، الإماراتية ، الإيرانية ] للسعي للاستحواذ عليها وتدنيس ثراها وجعلها مستعمرة وقاعدة تنطلق منها كل العراقيل والمعوقات والأخطار والتي لا تضر باليمن فحسب بل وستطال المنطقة والعالم بأسره ومع ذلك فلا غرابه أن يكون هناك سماسرة من الداخل يدعون حب الأوطان يسعون لبيع سقطرى في سوق العمالة وبثمن بخس...

من العجيب المضحك أن يقول أحد المحسوبين على نظام صالح وصاحب رتبة عالية في الجيش ومنصب مرموق : أن الرئيس هادي ( قليل عقل ) في جعل سقطرى محافظة وهي لا تساوي شيء . وما علم أن مساحتها تقارب 3800 كم مربع وسكانها يقاربون 150000 نسمة وهي بمساحتها الهائلة تعتبر أكبر من مملكة ( البحرين ) وتتفوق عليها في الموقع والثروة والتاريخ ولذلك فقرار محافظة قليل في حقها و تستحق قرار ( قارة ) مقارنة بتلك المملكة الشقيقة

من السهل على القيادة أن تصدر كل يوم قرارا رئاسيا لكن من الصعب عليها أن تحققه بحذافيره ومنها قرار ( محافظة سقطرى ) والأهم بعد القرار وقبله هل أعدت القيادة الحكيمة والرشيدة في المركز قرارا بتعيين أو اختيار أو ترشيح قيادة جديدة لمحافظة ( سقطرى ) تتصف بالقوة والأمانة والخبرة والكفاءة أم أن المحاصصة والوفاق لهما في (القرار ) الطيب نصيب..؟؟

Abu_almjd711@yahoo.com