يدخل حيز التنفيذ من اليوم .. بوتين يرد على صواريخ الغرب بالتوقيع على مرسوم العقيدة النووية الروسية المحدثة احتراق حافلة متوسطة مخصصة لنقل الركاب في هذه المحافظة بعد تحديث بوتين عقيدة روسيا النووية.. أردوغان يوجه تحذيراً لـ الناتو على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. مليشيات الحوثي تهدم منزلاً على رؤوس ساكنيه ماذا ينتظر وكلاء طهران في اليمن في عهد ترمب...وهل سيكون هناك استهداف للقادة الحوثيين ؟ كيف نجا البرنامج النووي الباكستاني من مخططات إسرائيل والهند ؟ السعودية تحدد أقصى مبلغ يسمح للمقيمين بتحويله إلى خارج السعودية وعقوبة بالترحيل الفوري مفاجآت صحية حول تأثير البرتقال على الكبد والكلى رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع في أول مهمة دولية تبدأ بالقاهره وتمر عبر الإتحاد الأوروبي مجلس الأمن يوجه دعوة عاجلة للحوثيين
بدأت تجارة صناعة النجوم ولن نسميها فن صناعة النجوم، كما يحب أن يُطلق عليها البعض منذ عشرات السنين في هوليوود، وكانت المسألة تتعلق بالإعلانات التجارية أكثر من أي شيء آخر، حيث لم يكن المسرح أو السينما يتسعان إلا لنجوم فعليين يتميزون بالموهبة قبل الشكل ربما الحالة الوحيدة التي شدت عن ذلك هي النجمة مارلين مونرو، التي لم تكن تتميز بموهبة فنية بقدر ما تميزت بقدرتها على أداء أدوار الإغراء، وبجمالها الذي خضع لعمليات التجميل في الوقت الراهن تطورت صناعة النجوم عبر الاهتمام بعارضات الأزياء ونجوم الفن سواء لأداء الإعلانات التجارية أو القيام بأدوار معينة، كما بدأت تكثر برامج المسابقات التي تحاول اكتشاف المواهب في جميع المجالات الفنية والاستعراضية .
القنوات العربية لم تحاول أن تبتكر في هذا المجال جديدًا، بل اختصرت المسافة واشترت حقوق بعض هذه البرامج كما فعلت قناة (إم بي سي) التي تنتج في عام واحد ثلاثة برامج أو أكثر تم شراء حقوق تقليدها من أمريكا وليست وحدها (إم بي سي) من يفعل ذلك فهناك قنوات عربية أخرى كـ"روتانا" و" LBC " تهتم ببرامج صناعة النجوم، وهي تنفق الملايين في هذه المسابقات منذ سنوات طويلة، كما أنها تربح أضعاف أضعافها، وهي بالمناسبة ملايين يمكن أن تنقذ عشرات الآلاف من الموت جوعًا في دول إسلامية وغير إسلامية تعرض نفس القنوات أخبارها وأخبار وصور الموتى جوعًا فيها دون خجل أو حياء !
وكأن هذه القنوات أدركت أخيرًا أين يكمن مستقبل العالم العربي، وما الوسيلة التي ستجعله في مصاف الدول المتقدمة وإننا نحن العرب قد حصلنا على كل احتياجاتنا وتفوقنا بذلك على كل العالم ولم يتبقّ إلا أن يكون لكل مواطن عربي فنان يغني له ويُرفّه عنه..
لم أرَ اهتمام أية قناة من هذه باكتشاف المواهب العرب بما يفيد مجتمعهم حتى برنامج المواهب عرب جت تايلنت لم يخرج لنا بمواهب غير المواهب الفنية والاستعراضية، هناك برنامج وحيد هو نجوم العلوم أنتجته قطر نستطيع أن نقول: إنه يمكنه خدمة مجتمعاتنا، لكن ربما من قلة الاهتمام به إعلاميًّا وجماهيريًّا لم يستمر !
برامج موهوب العرب ومحبوب العرب والصوت التي تنتجها (إم بي سي)، و(اكس فاكتور) التي تنتجها روتانا، ونجم الخليج الخاص بقناة دبي كلها برامج لم تقدم شيئًا للعالم العربي سوى مزيد من النجوم في عالم يغص ويغط ويعج بنجوم الفن والرقص والسينما..
أصبح واضحًا أن المسألة لا تقتصر على إنتاج النجوم وشغل المواطن العربي بهم عن معاناته والثورة على أوضاعه بقدر ما تستفيد - أيضًا - هذه القنوات من الملايين التي تذرها تصويتات المشاهدين عليها وعلى شركات الاتصالات.
وفي أحيان كثيرة لا يختارون حتى النجم المناسب أو الأكثر استحقاقًا للفوز بعذر التصويت.. أين هم نجوم ستار أكاديمي الذي استمر لمواسم عديدة، وأين نجوم السوبر ستار؟؟
أين هي كارمن سليمان محبوبة العرب في الموسم الماضي.. والتي لم تخرج علينا إلا بأغنية سخيفة واحدة فقط لا تتناسب مع إمكاناتها الصوتية (وهي بالمناسبة ليست بالمستوى التي حاول البرنامج أن يروّج له)، وفي ذا فويس والذي قمت بمتابعة الحلقتين الأخيرتين منه لأتفاجأ بسقوط الأصوات الجميلة في البرنامج وبقاء الأضعف !
لفت انتباهي البعض إلى أن الموسم الجديد من محبوب العرب متميز بفتى طموح قدم من غزة اسمه محمد عساف، ومما أكسب الفتى - أيضًا - شعبية دخول الناطق الرسمي باسم الجيش الاسرائيلي على خط البرنامج، حيث غرد على حسابه على "تويتر" بأنه سيكون محايدًا، ولن يشجع أحدًا من المشتركين، وذلك لكي لا يؤثر على نتيجة التصويت - حد قوله.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يغرد فيها أفيخاي ادرعي، ويقول رأيه في البرنامج، حيث عبّر - سابقًا - عن إعجابه بصوت المشترك محمد عساف. الأمر الذي أثار تخوف البعض بأن ذلك سيؤثر على التصويت له، كما ادعى افيخاي - أيضًا - أن حماس تمارس ضغوطًا على المشترك محمد عساف، وتطالبه بالانسحاب، لكن المشترك محمد عساف رد على هذه التصريحات ونفى أن تكون عائلته قد تلقت أي تهديدات..
الخبر نشرته بعض المواقع، والغريب فيه - فعلًا - دخول إسرائيل والـ "سي إن إن" على خط المسابقة، حيث قالت "سي ان ان" ما معناه: ان العرب لم ينشغلوا بقدر انشغالهم بحروبهم وعرب ايدول..
أعتقد أن غناء عساف لاغان فلسطينية مؤثرة (وهو الذي استشهد صديق له وما زال ابن عمه في السجون الاسرائيلية) أزعج الاسرائيليون خاصة بعد قول عساف في البرنامج إن قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل هي قضيتنا..
لم يدرك الاسرائيليون بعد أن تفاعل العرب مع المشاعر والاغاني الوطنية يزول بسرعة تفوق سرعة تفاعلهم مع مشاعرهم الخاصة ومشاكلهم العاطفية..
بالرغم من أن عساف يملك - فعلًا - صوتًا ساحرًا وقويًّا، وأنه عندما غنى في الحلقة قبل الأخيرة من البرنامج لوديع الصافي ولفلسطين طار بالمستمعين في آفاق بعيدة من الجمال والروعة ووقفت له لجنة الحكم إعجابًا لثلاث مرات.. لجنة الحكم التي لا نثق بها لأنها حاولت أن تجعل مثلًا من منافس عساف المصري أحمد جمال بإمكاناته العادية نجمًا فوق الوصف، بل وشبهته بـ عبدالحليم، وحيّت مصر لإنجابها فناناً مثله؟، بالرغم من ذلك هل سيصمد عساف في طريق النجومية الذي مهدته برامج كان هدفها تجاريًّا أكثر مما هو فنيًّا بحت !
في الأخير استطاعت "ام بي سي" أن تجعل الحلقة الأخيرة من اراب ايدل التي فاز فيها عساف حلقة متميزة بقوة عندما غلبت المشاعر الحماسية والوطنية في الحفل، حيث غنى المشاركون عن الثورة والمستقبل وغنى عساف للوحدة العربية ووجه رسالة مؤثرة لفلسطين كانت تفوح برائحة التحدي والحرية والنضال الفلسطيني..
كل هذا الزخم الفني للبرنامج وخاصة في حلقته الأخيرة لن يخرجه على نطاق صناعة النجوم وحسب، وربما سقوطهم ونسيانهم فيما بعد .
فعساف اليوم هو محبوب العرب، وقد أضافت الأونروا له - أيضاً - لقبًا آخر هو سفير النوايا الحسنة.. فهل سيتجاوز الفتى الفلسطيني هذه الزوبعة الإعلامية، وهذه المسرحية التجارية البحتة ليستطيع أن يخدم شعبه المقاوم، والذي خرج منه أروع الشعراء والفنانين، كما خرج منه أفضل المقاومين الأحرار وفاق عدد شهدائه كل هؤلاء؟
إنه أمر لا علاقة له هنا بعرب آيدل، لكن الجوانب السلبية في مثل هذه البرامج تستطيع حالة نجم كعساف تجاوزها واستغلالها لمصلحة قضية حرة.. قضية شعب يحتاج لأن يعرف العالم كله ما يعانيه، وقد يؤدي عساف إن أراد دورًا كبيرًا في ذلك.. وهو شيء يصعب توقع حدوثه في الموسم القادم من عرب آيدول أو غيره.