الداخلية السعودية : القبض على يمني قـ.ـتل آخر حرقاً بالأسيد وطعنه بسكين صدمة في اليمن بعد قيام الحوثيين بالإفراج عن أخطر إرهابي يقف خلف مجزرة ميدان السبعين الدامية عام 2012 نيابة الأموال العامة في الضالع تنفذ حملة لإغلاق محلات الصرافة المخالفة في قعطبة تم تعذيبه حتى الموت ..وفاة شيخ مسن ٌمختطف في سجون الحوثيين بمحافظة البيضاء واتس آب تكشف عن ميزات جديدة لمكالمات الفيديو .. تعرف عليها فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا العملات المشفرة تكسر حاجز 3 تريليونات دولار بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن
الجزء الأول: أسباب هبوب عاصفة الربيع العربي
السؤال الذي يطرح نفسه هو .....
هل هبت عاصفة الربيع العربي تلقائياً كنتيجة حتمية لجثوم دكتاتوريات الأنظمة العربية على أنفاس شعوبها ؟ طيلة العقود الماضية ، واستهتارها بوعي الشعوب لدرجة تحويل جمهورياتهم إلى مقاطعات خاصة وإدارة البلاد وفقاً لذلك.
أم إن هناك عوامل خارجية ساعدت على تحفيز هبوب العاصفة الشعبية في وقت لم يكن يتوقعه أحد سوى قادة العرب أو أزلامهم ولذلك هبت هذه العاصفة في هدوء الطبيعة وصفاء الربيع بزهوره ونسماته العطرة .
ولمحاولة فهم الربيع العربي ومعرفة أسباب ثوراته يجب استقراء أهم الأحداث التي سبقت هذا الحدث وتحليلها ودراستها حتى نقترب من استيعاب وفهم مسببات هبوب رياح التغيير في المنطقة العربية.
الإحداث المسببة لهبوب عاصفة الربيع العربي:-
- أهم تلك الأحداث حربي العراق وأفغانستان التي هدفتا إلى تغيير الأنظمة التي كانت قائمة وإبدالهما بأنظمة موالية ومستقرة ، إلا أن هاتين الحربين لم تحقق هدفيهما إلا جزئياِ فقد نجحتا في إزالة الأنظمة القائمة وفشلتا في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
- مواجهة تنظيم القاعدة عسكرياً في أفغانستان وأخطاء قوات التحالف في العراق وما تبعة من ملاحقة لأعضاء التنظيم أدى إلى فرار الأفغان العرب إلى بلدانهم وكل هذه التصرفات أدت إلى انتشار التنظيم في معظم الأقطار العربية، رافق ذلك سخط شعبي تجاه أمريكا والأنظمة العربية القائمة وعمق الشعور بحتمية التغيير .
- فوز أوباما في2008م برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وطرح أدارته إستراتيجية جديدة للتعامل مع الإسلام والمسلمين (الجماعات السياسية الإسلامية)أوضحها السيد / أوباما في اكثر من موقف وصرح بها أثناء زيارته لتركيا في شهر ابريل 2009م في الخطاب الذي ألقاه أمام البرلمان قائلاَ "إن الولايات المتحدة ليست فى حرب مع الإسلام ولن تدخل فى مثل هذه الحرب". بل أضاف قائلاً "سوف نستمع بكل حرص ونعمل على إزالة سوء الفهم ونبحث عن أرضية مشتركة ونحمل الاحترام، حتى عندما لا نتفق."
ويعد ذلك ايذاناً بإعادة النظر في التعامل الأمريكي مع الجماعات الإسلامية بما في ذلك تنظيم القاعدة ومواجهته بأسلوب غير مباشر وذلك بتوجيه ضربات قاتلة للقيادات الخطرة واحتواء قواعد التنظيم وإعادة تأهيلهم فكرياً وسياسياً لدمجهم في العمل السياسي في بلدانهم .
- تأثير تسلم حزب التنمية والعدالة عام 2002م الحكم في تركيا بزعامة رجب طيب اوردوغان الذي عمل على إعادة ترتيب أولويات سياسة تركيا الخارجية والتوجه نحو الجنوب بهدف لعب دوراً إقليمياُ في الشرق الأوسط والعمل على إعادة أمجاد الدولة العثمانية وخصوصاً في ظل الفراغ الإقليمي في المنطقة العربية الذي خلفه إقصاء العراق وتقزيم الدور المصري.
- غياب الديمقراطية والحرية في الأقطار العربية وتوجه أغلب الجمهوريات نحو توريث الحكم وتسخير إمكانيات الدول لتحقيق هذا الهدف وذلك بشراء الولاءات من النخب السياسية المؤثرة وقادة الرأي وما رافق ذلك فساد مالي و إداري أثر على حياة المواطن العادي أوصل الحال إلى درجة اضمحلال الطبقة الوسطى وتفشي البطالة وانتشار الفقر بشكل غير مسبوق.
- صراع المصالح بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وفرض التواجد في الخليج والوطن العربي فتح المجال إمام الطموح التركي بنظامه الإسلامي المعتدل بمذهبة السني وخلفيته الإخوانيه ليكون الحليف الاستراتيجي المناسب لتطويق المد الشيعي في المنطقة العربية .
بدراسة هذه الإحداث وفقاً لمنهج (البرغماتية السياسية) نجد أن الإطراف المؤثرة والفاعلة في صنعها قد تحركت وفقاً لذلك المنهج وإجادة تطبيق سياسة فن الممكن بنسب متفاوتة وسنركز هنا على ابرز اللاعبين المؤثرين في ثورات الربيع العربي ونذكرها على التوالي (أمريكا- تركيا – إيران – قطر - جماعة الإخوان المسلمون)
ومن ذلك سنعرف سر تحول الربيع العربي إلى تسونامي أخواني إسلامي يجرف إمامة كافة التنظيمات والقوى السياسية في المنطقة العربية باختلاف مشاربها وتوجهاتها السياسية (ليبرالية أو يسارية و حتى الوطنية منها) وذلك في الجزء الثاني من الموضوع.