عالمكشوف
بقلم/ طالب زيفا
نشر منذ: 9 سنوات و 10 أشهر و 28 يوماً
السبت 20 ديسمبر-كانون الأول 2014 09:47 ص


تشهد الحرب على سورية تطورات متسارعة و تبلور مواقف الدول المشاركة فيها بشكل مباشر أو المشاركة بشكل غير مباشر فحلف العدوان على سورية ممثلاً بتحالف واشنطن و الذي باتت فيه السعودية و إسرائيل هما العضوان الرئيسان من خلال تمويل و دعم لوجستي للعصابات الإرهابية بكل أشكالها من خلال الإتفاق القطري السعودي التركي لمحاولة دعم المجاميع الارهابية المشتتة و التي يُضيّق عليها الجيش العربي السوري الخناق في كثير من المناطق ( مدينة حلب و الريف المُحاذي لمطار دير الزورمثالا) حيث استطاعت القوات المسلحة السورية بالتعاون مع كتائب الدفاع الوطني و انضمام مئات من عشائر دير الزور الشرفاء لتوسيع منطقة الأمان عن المطار و مُحاصرة تلك العصابات في حويجة المريعية و حويجة صكر و قتل المزيد من تلك العصابات و التي معظمها سعودي و شيشاني و ليبي و كويتي و اردني و يحاول حلف واشنطن رفع معنويات تلك العصابات (العدوان الاسرائيلي السافر و وصول أربع طائرات محملة بالسلاح إلى إحدى القواعد التي تسيطر عليها داعش في شمالي العراق) بالتنسيق مع المخابرات المركزية الأمريكية و بالوقت نفسه تجدّد روسيا موقفها الداعم للدولة السورية مثال الزيارة الناجحة للوفد السوري إلى موسكو تصريحات الرئيس الروسي بوتين بدعم الحل السياسي السوري و من خلال دعم مبادرة المبعوث الأممي \" ستيفان دي مستورا \" و اجتماع دي مستورا في بروكسل و اللقاء بين وزير الخارجية الروسي لافروف مع وزير الخارجية الأمريكي كيري في روما لبحث مشكلات الشرق الأوسط و حل مشكلة الارهاب في المنطقة و وضع قواعد و أسس لبدء الحوار السوري السوري وفق المقترحات الروسية المتضمنة لحظ خطة المبعوث الدولي بتجميد القتال في مدينة حلب و ريفها و السؤال المطروح :

هل التصعيد الإسرائيلي و القرارات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي بتشميل العقوبات على سورية كافة أشكال الوقود و منع تزويد سورية بكل أشكال البنزين و الكيروسين الخاص بالطيران المدني(خشية أن يستعمل لضرب من يسميهم الاتحاد الاوروبي بالمعارضة السورية المسلحة ) فحلف واشنطن كان واضحا عندما صرح أوباما بأنه لا يريد القضاء على داعش بل إضعافها و عندما يقوم آل سعود بعد الإتفاق مع القطري و التركي بدعم كافة الجماعات الإرهابية من داعش و النصرة و جيش الأمة و الجبهة الإسلامية و ثوار سورية و أحرار الشام و ذلك تمهيداً لإيجاد أرضية تُجبر الحكومة السورية على التفاوض مع تلك الجماعات الإرهابية كما يحلم آل سعود و أردوغان الذي طالب نائب الرئيس الأمريكي بايدن بحذف جماعة النصرة من الجماعات الإرهابية و الأخبار المتواترة من الشمال السوري و من الجنوب السوري تشي بأن ما يسمى بالجيش الحر لم يعد موجودا على الارض نهائيا خاصة بعد أن أطبق الجيش العربي السوري شبه إطباق كامل على 90% من جوبر و على معظم مدينة حلب و معسكرات العصابات الإرهابية المسلحة في حندرات و الأمر نفسه في ريفي حمص و حماة , فالمبالغ الخيالية التي يتقاضاها زعماء العصابات الإرهابية في داعش و النصرة من آل سعود ومن قطر تغريهم بالالتحاق بعصابات تنظيم داعش و النصرة و الفرار من ما يسمى الجبهة الإسلامية و جيش الإسلام و غيره من العصابات الارهابية المسلحة .
و كعادة الحلف المعادي لسورية كلما طرحت أفكار للحل السياسي و مع قدوم أي مبعوث دولي من كوفي عنان إلى الإبراهيمي إلى دي مستورا يكون التصعيد والتحريض من داعمي الارهاب أكبر و تزداد الهجمة خوفا من إستعادة الدولة السورية لسيادتها على أراضيها و بالتالي إخفاقهم في تحقيق أهدافهم و ذلك من خلال المتغيرات الدولية المتسارعة فالتقارب الأمريكي الإيراني قد يتعززّ مع توقيع الإتفاق حول الملف النووي الإيراني خلال الأشهر الستة القادمة و الذي يعني في حال تم التوقيع على هذا الإتفاق يخشى أعداء سورية بأن ينعكس ذلك على تقارب أمريكي روسي إيراني سوري في مكافحة الإرهاب لأن هذا الإرهاب بات يشكل خطراً داهماً يتجاوز حدود دول المنطقة و بالتالي فدعوة لافروف نظيره الأمريكي بعدم السماح بتدهور الأوضاع أكثر في المنطقة و بذل مزيد من الجهود الدولية الحقيقية لمحاربة داعش و التنظيمات الإرهابية و الذي يتطلب موقفاً دولياً موحداً يتجاوز الخلافات و الخصومات و دعوة الدول التي لا تزال تدعم الإرهاب بالسلاح أن تُوقف عند حدها و تُطبق القرارت الدولية ذات الصلة بحقها لأن غباؤهم الاستراتيجي ووسائلهم البشعة و عنادهم المرتكز على ثرواتهم النفطية و أحقادهم التاريخية على الدولة السورية و العراقية سيؤدي إلى نتائج خطيرة في حال تمكنت تلك المجاميع الإرهابية من السيطرة على أجزاء من الجغرافيا في كل من سوريا و العراق و لبنان و هذا بالطبع يؤدي إلى كارثة في حال حصلت لم يشهد لها العالم مثيلاً في حروبه السابقة لذلك تطالب روسيا بوقف فوري لتلك الحرب المدمرة التي تشكل كارثة إنسانية لا يمكن لمجتمع متحضر أن يحتوي ارتداداتها على جميع الدول بما فيها داعمي الإرهاب الذين سوف يكتوون بنارها من هنا جاء الموقف الروسي واضحاً و غزل بعض الدول العربية التي بدأت تُراجع مواقفها لكن بشكل خجول من الحرب الدائرة في سورية لذلك جاء الإعلان عن قمة أمريكية روسية و قبلها تسريبات عن لقاء قمة سورية روسية إيرانية قبل اللقاء المنتظر بين أوباما بوتين خلال الأشهر القادمة . و ما التنسيق عالي المستوى بين روسيا و إيران وسورية لبدء حوار سياسي سوري سوري إلا كنوع من الدعم المتواصل لسورية شعبا و جيشا و قيادة ومن جهة ثانية يبدو بأن التنسيق السعودي الإسرائلي أصبح على المكشوف ولم يعد سرياً بل نهاراً جهاراً فالهدف المشترك واحد و هو ضرب حلف المقاومة من لبنان إلى إيران وصولا إلى أعتاب روسيا و من هنا كانت الحرب النفطية كآخر سلاح يمكن أن يستخدمه آل سعود للضغط على الموقف الروسي لتليين مواقفه تجاه ما يجري في سورية و محاولة إضعاف كلاً من الإقتصاد الروسي و الإيراني كعقوبة نتيجة التحالف مع سورية ضد الإرهاب بكل أشكاله و لكن هيهات فالتغيرات الإقليمية و الدولية ستغير مجرى الأحداث خاصة بعد أن يعود الفكر الإرهابي إلى حواضنه الأساسية الوهابية السعودية عند ذلك ندرك لماذا جنت براقش على نفسها و على أهلها ؟.