تقرير من جبهات مأرب.. احباط هجمات ومحاولات تسلل حوثية وقوات الجيش ترد على مصادر النيران وتلحق بالمليشيات خسائر في الأرواح والعتاد
عدن: وكيل وزارة المالية يحمل وزارة الخدمة المدنية مسؤولية تأخير صرف مرتبات الموظفين النازحين
لقاء مع سفراء الإتحاد الأوروبي يبحث دعم الحكومة اليمنية لمواجهة الأزمة الإقتصادية
رابط التسجيل في المنح الدراسية المخصصة لليمن من جمهورية الصين
محطة استخباراتية للحوثيين في مسقط لتنسيق التواصل مع إيران وتسهيل عمليات التهريب والدعم.. هل سلطنة عمان متورطة؟
خسارة ثقيلة من إيران تُبدد حلم اليمن في كأس آسيا للشباب
إيقاف العمل في إعادة تأهيل خط العبر الدولي.. مسلحون أمهلوا الشركة 5 أيام ووجهوا أسلحتهم على العمال
الحكومة اليمنية: ''العملة فقدت 700% من قيمتها والخطوة القادمة تحرير البريد وقطاع الإتصالات بشكل كامل''
قتلى وجرحى في شبوة بسبب خلاف على اسم مركز صحي
الطحينة للرجال- 3 فوائد تقدمها للعضو الذكري
قراءات في النهضة اليمانية
إن أبناء اليمن صاروا يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضى حجم مالحقهم من جور وظلم على امتداد مئات السنين وأنهم كانوا مجرد ضحية لأطماع مجموعة من الحكام والسلاطين الذين حرصوا على مصادرة حقوق مواطنيهم في تغذية طموحاتهم الشخصية ذات الطابع النفعي الضيق والمكروه،وحاولوا بوسائل عديدة المزج بين غاياتهم السياسية في الحكم ومقتضى الشريعة ، مما ولد تدريجياً هالة من القداسة على نفوذ الحكم ، وجعله يمارس صلاحياته المطلقة عدلاً وظلماً دونما رقيب أو عتيد.
ولذلك ومع اختلاط حدود السلطات في الدولة وتمركزها في يد واحدة، بدأ الناس يذوقون ألواناً وصنوفاً من الاستعباد باسم المذهب والطائفة والعرق والقبيلة ، بل وحتى النفوذ المقرون بالجهل والعبثية من خلال أفراد لايرون في أبناء الشعب سوى وسائط لتنفيذ أجنداتهم الذاتية في السلطة والثراء والتميز ضاربين عرض الحائط بكل مبادئ ديننا الحنيف قرآناً وسنة. ولا جرم في أن هذا التمادي قد بلغ ذروته مع الأئمة وحركات التحرر القومية، فالنمط الأول استعبد الناس باسم الدين وحول الحكم إلى وراثة عائلية مستبدة، والنمط الثاني أفرغ المجتمع اليمني من عوامل القوة باسم قداسة الثورة ورموزها وربط ملكهم بأسلوب ديماغوجي عبثي بإرادة الشعب، موظفاً في سبيل استعباد الناس كل فنون الحكم الجبري ودوائر المصالح التي تحمي كيانه وكذا مؤسسات الدولة والمجتمع في إنعاش ثرواته وثرائه غير المشروع ، مما ولد طبقات نافذة تمتص كل خيرات الوطن وتسخرها في مصلحة الآمر بالله - الحاكم المطلق الفرد -
وهو ما زاد في إفراغ شعبنا من مقومات الحياة الكريمة وجعلهم مجرد عبيد لشعارات جوفاء خاوية تقذفها هذه الدوائر السياسية، وهي غير واعية بها ولا مدركة لحقها وحدودها.
إن مشكليات الواقع اليمني لايمكن فصلها عن غيرها في سياقها الإقليمي والدولي وإن تدخل بعض القوى في الشأن اليمني كان سببه اهتراء هذا الجسد من الداخل واستغلاله من قبل مجموعة لاتتحلى بالقيم والعلم وتفتقر إلى الرؤية والمصداقية والشفافية، فأصبحت ثقلاً إضافياً في عرقلة نهوض أبناء اليمن كماً وكيفاً .
إن استعباد إرادة الإنسان اليمني في التطور والنهوض هو أمر غير مقبول في زمن علوم الفضاء والمعلوماتية وتطور التكنولوجيا في كل ميادين العلوم ووجود مجتمعات ودول وأمم وتكتلات تحكم بقيم العدل والشورى والديمقراطية، بل إن الأغرب من كل هذا أن يبقى أبناء اليمن رهناء أرزاقهم دون عقولهم وعبيد أسيادهم دون بارئهم، هذا الأمر ولد تدريجياً مشاعر متجاذبة في الإحساس بالظلم والألم والقهر، زاده قوة التمادي اللامحدود للحاكم ومؤسساته في تركيع إرادة الناس وتجويعهم، وهو آمن شابع لاتهتز له شعرة وهو يرى أكثر من 80% من شعبه يعانون من الفقر والحاجة وقلة الحيلة، ثم طغى شأنه ليفرغ مؤسسات الدولة من صلاحياتها، ويتصرف في أقدار السلطات كلها، وكأنها رقعة من الأحجار أو لعبة للمضاربة والقمار
وقد تفطن الناس شيئاً فشياً إلى جميع الفواصل الحضارية التي تفرق بينهم وبين غيرهم من الدول المتحضرة، وتمكنوا من تشخيص أدواء نهضتهم، وتيقنوا أن ترك الحاكم يفعل مايشاء سوف يؤدي بهم إلى التهلكة ويسلب ماتبقى لهم من عناصر القوة والحياة الكريمة
. فالبطالة تتزايد في كل فئات المجتمع المتعلم والجاهل، بينما يرفل قلة نافذة في كل خيرات الوطن بلا حساب ولا عقاب !والجهل يتمكن حثيثاً من كل طبقات الشعب ..ليبقى الامتياز وحق العلم في وسط قلة نافذة، وكأن الله قد جعل العلم ورثة فيهم دون غيرهم من ابناء الشعب! وأخيراً المرض لايجد من يعالجه، ولا يمتلك أبناء الشعب الكفاية لحسن التداوي، بينما يحظى القلة النافذة وأسرهم بكل عناية ورعاية دونما إحساس بفداحة الجريمة حينما يموت أطفالنا وشيوخنا وشبابنا لشحة الإمكانات !!!
فهل هكذا تحكم الشعوب؟وهل هكذا هو ما أراده أجدادنا حينما نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتحوا دول العالم، أوحينما حاربوا ظلم الأئمة وجورهم العضوض ، أو حتى حينما قاموا بالثورات المجيدة لتحقيق مبدأ المواطنة المتساوية ،وهكذا اجتمع علينا نحن اليمانيين الثالوث الحضاري المميت: الفقر والجهل والمرض، ليحول حياتنا إلى جحيم لايطاق، وأصبحنا نرزح من جيل إلى آخر تحت أسوأ نماذج الحكومات والأنظمة التي عرفها تاريخنا العريق
.هل نهاية الطريق حيث لاطعام ولا ماء ولا نور ولا حياة؟ هل كتب الله علينا أن نبقى في آخر قوائم الأمم مجرد عبيد لأفسد الخلق؟ هل هذه هي النهضة اليمانية العظمى التي ننشدها بين الشعوب والأمم؟!
*أستاذ علم اللسانيات بكلية اللغات جامعة صنعاء
*مندوب اليمن المساعد بمنظمة اليونسكو