الخوف من انهيار الدولة في اليمن
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 15 سنة و 3 أشهر و 18 يوماً
الثلاثاء 21 يوليو-تموز 2009 05:37 م

 تحت ذلك العنوان كتب الصحفي الألماني كلاوس هايمخ مقالا عن الوضع في اليمن , وبحكم انه سكن في اليمن من 2006 الى 2007، وتعلم الغة العربية في صنعاء القديمة، مع رفيقة دربه الصحفية سُوزنه شبورر، بعد عودتهما من اليمن، كتبا كِتابا عن حياتهما في اليمن بعنوان “ صندوق بريد، عام في اليمن” ستنقل مأرب برس جانبا عن لقاء صحفي معهما تحدثا فيه عن حيتهما في اليمن في وقت لاحق .

عاد هايمخ كمراسل لعدد من وكالات الأنباء كتب من اليمن بتاريخ 17.07.2009 ذكرى تولي الرئيس السلطة.

يجب على الدولة التصرف بحزم ، لكنها كما يبدو آيلة للسقوط

كان هذا ما خلُص إليه مقال بعنوان “ الخوف من الانهيار “ في صحيفة “ دير فرايتاغ” الألمانية , حيث افتتح الكاتب المقال بوصف ما يراه كاتب المقال “ كلاوس هايمخ “ أن اليمن تقترب من صومال جديد، في ضل غرقها في بحر من الفساد و الارهاب , و قال هايمخ أيضا “ في فناء المتحف الوطني، يترائي لك اليمن و كأنه على ما يرام“ويضيف “ في الإذاعة تسمع الأهازيج الشعبية الجنوبية”. في هذه الأثناء يلتقي يتحدث الكاتب مع الفنان التشكيلي كمال المقرمي و هو يشاهد أحد أعماله و يعلق المقرمي “ الذي سيشاهد عملي هذا سيعتقد أنها نقطة تفتيش و كأنني أُعيد بناء الحدود بينها من جديد” قالها ضاحكا .

هذا المشروع كان برعاية معهد غوته الألماني و الذي يرمز إلى جدار برلين و الذي قسمها إلى قسمين ، شرقي و غربي ، و لكن جدار المقرمي لم يكن من الخرسانة المسلحة إنما من الورق المقوى ، و لرمزيته فقد كُلف 8 فنانين يمنيين بهذا العمل 4 من جنوب اليمن و 4 من شماله .

الصحفي يسأل المقرمي كمواطن من عدن عن الوحدة يقول المقرمي “ الوحدة مسألة معقدة ، بعد الوحدة أحس البعض أنهم مهظومين ، و طالبوا ما رأوه حقوق إلا أن الجيش قابلهم بالرصاص” و هنا يصف الكاتب أن الذين خرجوا حملوا أعلام دولة الجنوب سابقا.

أما بالنسبة لوضع اليمن قبل الوحدة فيوصف كاتب المقال أن شمال اليمن كان منعزل عن العالم في ضل حُكم الإمامة، أما الجنوب فقد كانت عدن تحت الاحتلال البريطاني، تحولت إلى عاصمة للجنوب لمدة من الزمن، في ضل الحُكم الاشتراكي، و في عام 1990 أتحد اليمنان بنظامين مختلفين تماما، وقع هذا قبل الوحدة الألمانية بأربعة أشهر .

الحواجز المنيعة

أشار المقرمي في معرض حديثه للصحفي الألماني الى الاختلاف الثقافي بين اليمنيين قبل الوحدة، بين الموروث القبلي في الشمال ، و كذلك وضع المرأة الذي كان متقدم على نظيرتها في الشمال، و كيف أثر الموروث الثقافي في الشمال أثر على الحياة العامة في الجنوب بعد الوحدة.

و في إشارة إلى الطريقة التي تم توحيد اليمن بها ، ذكر الكاتب قُرَائه بالعرض اليمني ، لإرسال خُبراء يمنيين للألمانيتين، الذين توحدتا بعد اليمن للمساهمة لتوحيد الألمانيتين، تلك الوحدة اليمنية و حسب الكاتب الذي لم تنقذ الا بمساعدة المجاهدين من أفغانستان، و الذين دمروا مصنع الخمر الوحيد في الجزيرة العربية،في عام 94 م .

كما نقل المقال عن مستشار رئيس الجمهورية الدكتور عبد الكريم الارياني قوله “ الحكومة تجاهلت المطالب الحقوقية للجنوبيين لفترة طولية من الزمن “ و يضيف الكاتب أن الدكتور الارياني عالج هذه القضية بدراسة أصدرها في عام 2008 خلصت إلى حلول من ثلاث نقاط هي “إصلاحات و لا مركزية و المساواة”و لكن رد النظام كان و حسب “هايمخ” إرسال الجنود و منع التظاهرات و منع إصدار الصحف.

و يعلق المقرمي على الوضع الراهن في الجنوب “ أصبح الآن من الصعب توقيف الاحتجاجات المتزايدة في الجنوب” و لكنه يحذر من خطوة الانفصال “ و إذا ما أنهار اليمن الموحد، فلن تعم الفوضى في اليمن فحسب، إنما في المنطقة بأسرها”يقولها المقرمي و كله قلق على بلاده

و يشير الكاتب أن الوضع الأمني المتأزم في اليمن ، الذي يتجلى من خلال الخوف على مقار السفارات في صنعاء ،و التي أصبحت حسب وصف الكاتب إلى حصون، و كذلك المخاطر الأمنية التي تواجه السياحة. بل انه نوه الى دراسة أمريكية نشرتها مجلة “ فورغين بوليسي” الأمريكية و التي نقلت مأرب برس عنها مقالا حذر عن النتائج المتربة من سقوط الدولة اليمنية ، على الدول الغربية

حيث خلصت الدراسة أن اليمن صعدت مؤخرا الى المرتبة 18 في قائمة الدول المهددة بالانهيار .

 و مما يؤكد هذا يعتقد الكاتب أن هناك قرى في الجنوب ، و مناطق في الشمال لا تصلها يد الحكومة، و يحذر الكاتب من يمن تسيطر عليه القبائل المتناحرة كالصومال ، بينما لا تقوى الدولة المركزية على إخماد تلك الصراعات.

بالأموال و المناصب 

و يوضح الكاتب و المحلل السياسي “ كلاوس هايمخ “ كيف أستطاع الرئيس علي عبد الله صالح حُكم اليمن لفترة تجاوزت الثلاثين عاما . حيث قال “ بالأموال و المناصب أستطاع الرئيس اليمني ربط أهم المشائخ بنظامه” و في نفس الوقت يحذر الكاتب من فض هذه العُقدة أن بين النظام و المشائخ ويقول “ان الأموال التي يمكن تقاسمها في تناقص: الدخل من المبيعات النفطية يتضائل و الخزينة العامة للدولة مهددة بالإفلاس “لكن اليمن ليست دولة فقيرة "حسب ما ينقل الكاتب عن الدكتور الارياني .

و يشير الكاتب إلى مناحي تسرب أموال الدولة كالفساد المستشري في الدولة ، ملايين من لترات الديزل المدعوم من الدولة تُهرب الى السعودية.فبدلا من ازدهار الاستثمار يرى الكاتب الألماني ازدهارا

للفساد، ويوميا يتم قطع التيار الكهرباء.

و الى الازدياد السكاني المتسارع ، يذكر هايمخ بيمن السبعينات و الذي كان تعداد سكانه قي الشطرين ثمانية مليون ، أما يمن اليوم فهو 24 مليون نسمة، و هذا و حسب المقال سبب في تأكُل أي نمو اقتصادي في البلد، و كما أشرنا في بداية المقال ، أكد الكاتب أن على الدولة محاربة الفساد بحزم ،و لكنه و كما يعتقد فان الدولة في اليمن في طريقها نحو الهاوية