آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

رؤوس الثعــابين
بقلم/ حسـن زيــد
نشر منذ: 17 سنة و 7 أشهر و 8 أيام
الثلاثاء 22 مايو 2007 03:25 م

استدعيت من العلامة محمد بن إسماعيل الحجي رئيس جمعية العلماء للمثول أمام تجمع الجمعية الذي فوضه الأخ الرئيس للبحث عن مخرج وحل لنزيف الدم الذي يجري شلالات في صعدة وما جاورها وامتدت آثاره وانهمرت دموعه في كل قرى اليمن ومدنه، وقد كان استدعائي باعتباري أحد الذين كلفوا من القيادة السياسية بإقناع الأخوة اللائذين بالجبال ممن عرفوا بحركة الشعار أو المكبرين.

وقد وجه إلي من قبل الشيخ عبد المجيد الزنداني السؤال الذي طرحه الرئيس على العلماء ما الذي يطلبه الحوثيون؟ فكانت إجابتي باختصار شديد أنهم يريدون ضمان حقهم "في الحياة" أي أن يظلوا أحياء وإن طالبوا بحقهم الدستوري في ترديد الشعار إلى أن يصدر قانون يمنعه، ومع ذلك امتنعوا بالتوقف لعامين عن ترديده إلا في قراهم الخاصة ومع عدم وجود معارض.

وقد سئلت إن كانوا طالبوا بحقهم في تدريس مذهبهم الاثنا عشري الإمامي، فأجبت بأن مذهبهم هو المذهب الزيدي ولم نعلم أنهم غيروا مذهبهم أصلاً ولم يطالبوا حتى بحقهم في تدريس المذهب الزيدي بل لم يطالبوا بإعادة المساجد التي سلمت للسلفيين المتعصبين، كما لم يطالبوا بإعادة أموالهم أو تعويضهم عما لحقهم من أضرار ربما فيها المنازل التي هدمت، حتى المعتقلين لم يطلبوا الإفراج عنهم. كل ما نص عليه في مشروع الاتفاق -هو- مبادرة من السلطة بما في ذلك حقهم في تدريس كتب المذهب الزيدي التي تحولت إلى "كتب الفقه وقيدت بما لا يتعارض مع الكتاب والسنة.

وقد رد علي أحدهم بأنهم طالبوا -بتدريس كتب المذهب الاثنا عشري لأنهم اثنا عشرية فأجبت أن بدر الدين الحوثي هو الوحيد الذي لا يمكن أن يتهم بأنه اثنا عشري لأنه العالم الزيدي الوحيد الذي كتب ونشر كتاباً للرد على الاثنا عشرية.

بعدها اتيحت الفرصة للقاعة لتوجيه التهم والشتائم نحوي بدأها الوزير السابق الدكتور سيف العسلي وهو الوحيد الذي عرفته ممن أظهروا أو عبروا نحوي "عن كراهية وحقد" وكأن وجودي لذاته يسبب لهم "انهياراً" عصبياً عجزوا معه عن تمالك أنفسهم والسيطرة على أعصابهم.

أحدهم كان حتى لحظة اختتامه لحديثه عني يجهل اسمي فقد كرر أن اسمي "محمد زيد" ورغم تنبيه بعضهم له إلا أنه من فرط عصبيته لم يسمع تصويبهم له. لم أفكر بالرد لأني ببساطة حاولت أن لا أسمع ما سيقولونه، فالوزير السابق منذ أن عرفته في أحد المقايل وأنا أشك في قدرته على الإدراك والفهم لأن قدرته على التمييز مصابة بخلل كراهيته أو حقده على "الهاشمي" والإصلاحي، السلفي بدى لي من طريقته في طلب الحديث وجلافته في الخطاب مع الشيخ عبدالمجيد الزنداني والعلامة محمد الحجي نموذجاً للإنسان العاجز عن السيطرة على نفسه وكأن حديثه رد فعل غريزي غير واعٍ.

لم أطلب أن أرد على ما لم أسمعه لأني بصدق فوجئت فقد كنت أعتقد أن من يسمي نفسه "عالماً" ويحضر تجمعاً "للعلماء" سيحرص على أن يتظاهر بقليل من الوقار ويعكس في سلوكه ما يوحي بأنه يعرف معنى التقوى، ولكني صدمت بغيابهما تماماً.

لم يتمكن الشيخان الحجي والزنداني من فعل أي شيء يبرر وجودهما على المنصة لأن من يدير القاعة "لا يخجل لأنه غير موجود بها" فهو يحركها عن بعد من خلال أدواته.. من يدير القاعة من خارجها يريد "حرباً" معلنة ظاهرة على الرئيس علي عبدالله صالح " يستخدم فيها ما يجري في صعدة وما يجري في قاعة الشوكاني وما تعبر عنه الصحف الصفراء المشبوهة وبعض الأقلام التي وإن سفهت الوزير السابق إلا أنها لا تريد للحرب أن تتوقف إلا بنهاية خصومتها مع اليمن الموحد ومع نظام علي عبد الله صالح.

ولقد كان أذكى من تحدث "صديقي" محمد يحيى عزان (الذي من فرط موضوعيته وتجرده عن العوامل الذاتية) لم يتردد في قطع أي شعرة ولو ضعفت قد تقود إلى وقف "الحرب" ولو لفترة.

لقد أرادها "حرباً" مستمرة حتى لو قتل كل طفل وشيخ وشاب وامرأة في صعدة بما في ذلك إخوانه وآباءه وأخواته وتلاميذه وشيوخه، ولذلك عقب على "الرئيس" وعلى محاولات رئاسة القاعة "تأجيل" قراءة "البيان" الموصد لكل أبواب المصالحة أمام الرئيس، لقد حاول الرئيس بسؤاله عن بحث مطالب الحوثيين وضع القضية في نصابها: ما الذي يريده الحوثيون؟ فكانت إجابة الأستاذ عزان: ليس المهم ما الذي يريدونه المهم هو أن لا تتوقف الحرب حتى يتم القضاء عليهم!! والقضاء عليهم كما أثبتت الأحداث "خلال ثلاث سنوات" لن يتم إلا بتدمير كل مظاهر الحياة وقابليتها في صعدة.

لقد نسي الأستاذ محمد عزان كل موروثه الثقافي المتسامح "وبدى" في كلمته القصيرة قوي الرغبة في تصفية "صعدة" مما تبقى من مظاهر حياة، وكأنه يريد أن تدمر بالكامل ليعاد بناؤها من جديد، لن نجادل العزيز عزان عن دوافعه لأنا لن نكون أحرص على حياة إخوانه وآبائه ومشائخه ومحارمه وتلاميذه منه فهو ابن صعدة وأبرز تجلياتها المعرفية، وقد يكون معذوراً لأنه يريد أن يتخلص من ماضيه بكل ما فيه من آلام وذكريات وآمال وخيبات أمل ونجاحات وصدمات، يريد أن يتخلص منه بمحو صعدة من الوجود.

وموقف العزيز عزان ليس "رد فعل" فقد كان ولا يزال صاحب مبادرة ولا يمكن أن يتهم الأستاذ عزان بأنه بيدق يحركه من يدير المعركة لتصفية نظام الأخ رئيس الجمهورية كغيرهم ممن مارسوا "ديمغاوجية" وتهييج القاعة بطريقة فوضوية أفقدت العلامة محمد الحجي حلمه وصبره فاضطر إلى انتقادها.

لقد أراد العلامة الحجي والشيخ الزنداني توجيه دفة الحوار في الاتجاه الذي أراده الأخ الرئيس "البحث عن مخرج" ولكن "الأيادي الظاهرة" التي تحركها أحقاد أعداء نظام الرئيس علي عبدالله صالح أرادوها مستنقعاً بل جحيماً تعيش اليمن حبيسته حتى تتحقق أحلامهم المريضة بتفتيت اليمن "وصوملته" ليرثوا دور المحاكم الشرعية في إنقاذ اليمن فيما بعد.

لقد عذرت من لهم "ثارات" ممن قتل إخوانهم أو أبناؤهم فعلى الأقل هم "موتورون" ولهم قضية شخصية.

ولكني لم أستطع أن أعذر "شهود الزور" ممن حضروا ليكثروا سواد أنصار القتل وسفك الدماء.

*أمين عام حزب الحق.

* نقلاً عن صحيفة الناس الأسبوعية