وداعاّ زيارة الطبيب ..اليك 8 مشروبات تريح وتعالج المعدة بشكل مذهل وسريع ومشروبات تدمرها الذهب يسجل أسوأ إنخفاض أسبوعي منذ 3 سنوات في الأسواق الشيوخ الفرنسي يصوت لصالح مشروع قرار ضد الحوثي قدرها مليار دولار..مصادر إعلامية مُطلّعة تتحدث عن منحة سعودية لليمن سيعلن عنها خلال أيام الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين يد البطش الحوثية تطال ملاك الكسارات الحجرية في هذه المحافظة افتتاح كلية التدريب التابعة لأكاديمية الشرطة في مأرب اول دولة توقف استيراد النفط الخام من إيران تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن. منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية
استبشر أغلبية الصوماليين خيرا بانتخاب برلمان بلادهم شيخ شريف شيخ أحمد رئيسا جديدا للصومال ليصبح أول رئيس يجمع بين شرعيتين شرعية الثورة على أوضاع فوضوية فاسدة وقتال المحتل وشرعية الصندوق الشفاف ، كما أن انتقال الحكم من قائد عسكري إلى أستاذ تربوي يمثل محطة فارقة في تاريخ الصومال الحديث الذي أرهقه صراع العسكر والمليشيات المسلحة متعددة الانتماءات ، فالرئيس الجديد يعني للصوماليين ضوءا في نهاية النفق المظلم الذي دخلته البلاد منذ انهيار نظام الرئيس محمد سياد بري عام 1991 ذلك أن شيخ شريف يعتبر من الشخصيات البارزة التي وضعت بصمتها على الحياة السياسية في الصومال حيث يرى محللون صوماليون أن سر نجاح الرئيس الجديد البالغ من العمر 43 عاما يكمن في تربيته الصوفية التي أكسبته التواضع وانتماؤه لجماعة لإخوان المسلمين أكسبه قدرة التنظيم والقيادة كما أن تسلحه بالقوة لحل مشاكل الصومال كان من فوائد انضمامه لاتحاد المحاكم الإسلامية التي سيطرت على مقديشو ومدن أخرى عام 2006 ونشرت السلام والأمن ، إلا أن غزو القوات الأثيوبية وإسقاط نظام المحاكم بدد حلم الصوماليين وأصبح رئيسها مطاردا تلاحقه نيران الأثيوبيين وحلفائهم لكن مفارقات القدر جعلت هذا الطريد يدخل العاصمة الأثيوبية أديس أبابا بصفته رئيسا للصومال للمشاركة في القمة الأفريقية .
قوبل انتخاب شيخ شريف رئيسا للصومال بترحيب عربي ودولي واسع حتى الولايات المتحدة الأمريكية التي صنفته في السابق إرهابيا قالت على لسان مبعوثها جون ييتس إنها تتطلع إلى التعاون معه وحكومته الموسعة وأنها ستدعم جهود إقامة الديمقراطية وإحلال السلام في الصومال ، وربما يرجع ذلك إلى عاملين اثنين أولهما أدراك واشنطن والمجتمع الدولي لأهمية وجود سلطة قوية على أرض الصومال أيا كانت إيديولوجيتها بعد أن هدد القراصنة أمن أهم ممر مائي في العالم أما العامل الثاني : تصريحات شيخ شريف نفسه الذي أكد لوسائل الإعلام أنه يتبنى منهجا وسطيا معتدلا يناهض التطرف ودعا الغرب إلى تلمس الفرق بين متطرفين يشوهون صورة الإسلام بأفعالهم وأولئك الذين يأتون إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع ..وبقدر ما عبرت تلك التصريحات عن قناعات الرجل فقد جعلت رفاقه في السلاح يتمسكون أكثر بمواقفهم الرافضة لما تمخض عن اجتماع البرلمان الصومالي في جيبوتي بل إنهم يرون في الرئيس الجديد عراب المشروع العلماني الجديد في الصومال .
تقف في وجه الرئيس الصومالي الجديد تحديات عدة في ظل فوضى سياسية وأمنية وأضاع إنسانية متردية ، وأول هذه التحديات وأهمها إقناع الفصائل الإسلامية التي لم تشارك في العملية السياسية بما فيها تحالف إعادة تحرير الصومال جناح أسمرا وحركة شباب المجاهدين التي تتمتع بتأييد شعبي كبير لدورها في مقاومة الاحتلال و تسيطر الآن على مناطق واسعة في جنوب الصومال وأهمها مدينة بيداوا ، وربما تسهم وساطة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تقريب وجهات النظر بين رفاق الأمس وفرقاء اليوم ، أما التحدي الثاني فهو بناء المؤسسات المدمرة وإقامة جيش وطني قوي وقوات شرطة تضع حدا لثقافة العبث والقرصنة خاصة أن شيخ شريف سيحكم جيلا جديدا عاش عقدين من عمره في غياب القانون وثقافة الدولة ، أما التحدي الثالث فهو إيجاد حل للقوات الدولية المتوقع نشرها قريبا إلى جانب القوات الأفريقية و التحلي بسلوك سياسي يوفق بين المصالح الإقليمية وطموحات دول الجوار وبين المصلحة الوطنية وأدبيات نظام الحكم التي ستنطلق بلا شك من الشريعة الإسلامية مصدرا وحيدا للتشريع ، وهناك تحد رابع لايقل أهمية عن سابقيه هو قدرة النظام الجديد على التعامل مع القبائل التي تعد مصنعا حيويا لأمراء الحرب وإدماجها في ثقافة الدولة الجديدة التي تعني تحقيق العدالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
اعتقد أن انتخاب شيخ شريف شيخ أحمد رئيسا للصومال يمثلا أفقا جديدا للصوماليين وعلى المجتمع الدولي أن يبتعد عن النظر للصومال من البحر والجو وأن يلقي بالا لما يجري على الأرض كما أن على العرب الذين تركوا الصومال لوقت طويل يغرق في مآسيه اقتناص هذه اللحظة التاريخية وأن يقدموا كل أنواع الدعم لتقف الدولة العربية رقم 22 على أقدامها لأن غيابها جعل دولا عربية أخرى تضرب أخماسا في أسداس بعد أن أصبحت مياهها الأقليمية ساحة لسفن الحماية الدولية .
M_HEMYARI_Y@YAHOO.COM