نجاة شيخ قبلي كبير من عملية إغتيال بمحافظة إب ... وانفلات أمني واسع يعم المحافظة في ظل مباركة مليشيا الحوثي عاجل: حرب ابادة في الحنكة بالبيضاء.. مليشيا الحوثي تقتحم المنطقة والأهالي يناشدون الرئاسي والمقاومة وقوات الشرعية برشلونة وريال مدريد وجهًا لوجه في الجوهرة المشعة (توقيت الكلاسيكو) موقف أمريكي من هجوم الحوثيين وقصفهم منازل المواطنين بمحافظة البيضاء أول زيارة لرئيس حكومة لبنانية إلى سوريا منذ الحريري 2010 اعلان حالة الطوارئ القصوى في لوس أنجلوس والحرائق تلتهم المدينة- صور زحام شديد في منفذ الوديعة ومئات الأسر عالقة هناك انهيار قياسي للعملة اليمنية.. الدولار يصل حاجز 2100 للبيع ''أسعار الصرف'' مصادر عسكرية: فرار مليشيا الحوثي تحت ضربات الجيش في جبهات مأرب والجوف وتعز استعادة كنوز ملكية ثمينة مخبأة منذ الحرب العالمية الثانية
مشكلة السواد الأعظم ممن يكتبون عن القضية الفلسطينية اليوم، على ضوء الحرب في غزة، أنهم يتجاهلون الكثير من الحقائق التاريخية، وينطلقون في تحليلاتهم من آخر نقطة متجاهلين الماضي تماماً، فينتهي نقاشهم بمغالطات وأكاذيب وتحريفات صارخة. اليوم مثلاً لا حديث في الشارعين العربي والفلسطيني تحديداً إلا أن العرب خانوا القضية الفلسطينية وتركوها، فجاءت إيران واحتضنتها ودعمتها.
وهذا التبسيط السخيف للأسف يطمس حقائق كبرى ويدفع إلى السطح مقولات وترهات وفبركات لا تنطلي إلا على المغفلين، وما أكثرهم اليوم. أليس من الخطأ مثلاً تعميم هذه الخرافة المفضوحة أن إيران دعمت القضية والعرب خذلوها؟
لماذا نسيتم المليارات التي أنفقها العرب على القضية على مدى عقود؟ من كان يدفع ويمول منظمة التحرير الفلسطينية ويدعمها سياسياً وعسكرياً؟ إيران أم إن معظم العرب تولوا على مدى ردح طويل من عمر القضية عملية التمويل والدعم المالي والسياسي وحتى الاحتضان.
صحيح أن بعضهم تاجر بالقضية وتلاعب بها، لكن هذا لا ينفي مطلقاً أن آخرين آزروها ووقفوا معها. فلماذا ينسى البعض أو يتناسى الملايين أو المليارات التي قدمها العرب من أجل فلسطين على مدى سنوات وسنوات، ولا يتذكر اليوم سوى القليل الذي تقدمه إيران وهي تقدم نفسها على أنها الداعم والممول الأول والأخير للقضية؟ كلنا يعرف أن إيران لم تكن سخية مع أحد،
وهي معروفة بوضعها المالي البائس، خاصة وأن أكثر من سبعين في المئة من شعبها يعيش تحت خط الفقر، ولا ننسى أن ميليشياتها في أكثر من مكان تمول نفسها بأموال المخدرات. أما في العراق فهي تنهب الثروات العراقية.
وفي سوريا استولت على مساحات شاسعة من الأرض والكثير من الثروات مقابل دعمها للنظام. ربما قدمت إيران للحركات بعض الخبرات والتقنيات، لكنها بالتأكيد لم تقدم نزراً بسيطاً مما قدمه العرب مالياً للقضية. وثاني الخرافات المحيطة بالقضية أن إيران تقدم نفسها على أنها رأس حربة المقاومة، بينما العرب لا يحبذون سوى التطبيع مع إسرائيل. لكن مهلاً، لماذا يتناسى البعض أن العرب الذين بدأوا يطبعون في الآونة الأخيرة، بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معهم، لم يفعلوا ذلك إلا بعد أن رأوا أشهر رمز في تاريخ القضية وهو القائد التاريخي ياسر عرفات ورفيقه محمود عباس وهما يوقعان اتفاقية سلام تاريخية مع إسرائيل؟
قد يقول البعض إن الذين وقعوا أوسلو لا يمثلون الفلسطينيين وأن إيران دعمت المقاومين، بينما خذلهم العرب.
لكن السؤال: هل كان هناك استفتاء عام بين الفلسطينيين في الداخل والخارج على السلام أو الاستمرار في المقاومة عندما حدث الصراع بين «حماس» و«فتح» عام ألفين وسبعة، كي تقدم إيران نفسها على أنها أصبحت الممثل الشرعي والوحيد للقضية الفلسطينية منذ ذلك الحين؟ كم نسبة الفلسطينيين الذين يدعمون إيران وحلفاءها الفلسطينيين ماضياً وحاضراً، وكم عدد الذين يريدون السلام اليوم؟
هذا الأمر يجب أن يوضّح باستطلاع دقيق وموثّق قبل خلط الأوراق وتجيير القضية برمتها لصالح إيران وشيطنة العرب. وأخيراً لو سلمنا جدلاً أن العرب خانوا القضية، أليست الأمور بخواتيمها؟
ألا يتعرض الحلف الإيراني اليوم إلى حملة شعواء لأنه ترك غزة تواجه أعتى حملة إسرائيلية على الفلسطينيين في تاريخهم؟ أين ما يسمى بوحدة الساحات؟ ألم تنشغل إيران في عز الهجوم الإسرائيلي على غزة بتحصيل المليارات المجمدة التي أفرجت عنها أمريكا لطهران في الأسابيع الماضية، بينما اكتفت بالتصريحات والتهديدات؟ ألم نسمع تسريبات كثيرة عن أن القيادة الإيرانية منزعجة جداً من عملية طوفان الأقصى لأن حماس لم تخبر الإيرانيين بها، وأن طهران تعاقب الفلسطينيين اليوم بتركهم يواجهون آلة الحرب الإسرائيلية بمفردهم؟
بكل الأحوال، أليس هناك اليوم في أوساط حركات المقاومة الفلسطينية وحتى في أوساط المقربين من إيران في المنطقة العربية، أليس هناك شعور بالخذلان وخيبة الأمل من الموقف الإيراني تجاه غزة؟
فإذا كان العرب متهمين حاضراً وماضياً بالتقاعس عن نصرة الفلسطينيين والانشغال بالتطبيع مع إسرائيل، فإن إيران اليوم لا تقل سوءاً عن العرب في خذلانها للفلسطينيين، وهي لم تقدم لهم في هذا المفصل التاريخي سوى الكلام المعسول والدعم اللفظي، بينما كانت مشغولة بالمساومة والمقاولة مع أمريكا على استرجاع ملياراتها المجمدة والتفاوض على اتفاق نووي جديد. كاتب واعلامي سوري