في ذكرى 11 فبراير
بقلم/ محمد سعيد الشرعبي
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 8 أيام
الجمعة 10 فبراير-شباط 2012 09:23 م

عندما نتحدث عيد ميلاد ثورتنا الشبابية الشعبية السلمية المستمرة ضد نظام السفاح صالح والتي تشهدها مختلف محافظات الجمهورية طيلة عاما وازيد ،لا يستطيع احداً منا القفز على محطات تأريخيه مهمة دون فيها شعب اليمن(افراد، جماعات ،احزاب ) بدايات ثورة ضد صالح كانقلابات عسكرية فشلت من ازاحة صالح من كرسي السلطة في شمال الوطن في مرحلة ما قبل اعادة توحيد شطري الوطن في تسعينيات القرن المنصرم ،والتي قتلها _اي الوحدة_ بحربه على الجنوب في صيف 1994م ،ليتوج نفسه حاكما مغتصبا للسلطة في البلد وقاتلا للوحدة وناهبا للثروة الشعب ..

ومن يومها وامتداد لروح الثورة التي كانت تشرق وتغيب هنا او هناك والشعب اليمني جنوباً وشمالاً ،اعلن الشعب رفضه صالح ونظامه الإستبدادي الذي هيأت ممارساته وسياسته البغيضة موعداً للانفجار الشعبي ،فكانت الانتخابات الرئاسية في 2006 م لحظة فارقة لليمنيين جعلهم امام خيارين لا ثالث لهما وهما الصمت على الظلم بتأييد وانتخاب صالح او رفض الظلم بشكل صريح وانتخاب مرشح المعارضة المهندس فيصل بن شملان ،كثير من اليمنيين رفضوا صالح وانتخبوا بين شملان، لكن رفض نتائج الانتخابات واغتصب السلطة بالقوة وهدد كبار معارضيه افراد واحزاب بالقتل والتصفية ...

بعدها خرج ابناء الجنوب في حراك سلمي مطلبي قوبل بالقمع والقتل والنكران من قبل صالح واجهزته الأمنية وقواته العسكرية ،ما دفع بفصائل وتيارات في الحراك على ،لتأتي الثورة السلمية بعد عقد ونصف من انفراد صالح بالسلطة، لتصحيح هذا الاعتقاد لدى لأبناء الجنوب الذي تحولت اعتقادهم الناقم من صالح الى لعنة على الشمال وابنائه الذي طالهم ما طال الجنوبيين من قمع وتنكيل على يد صالح _كسفاح مُعمم_ وربما اعظم مما تعرض له ابناء الجنوب _ومن باب التذكير فقط _ و ما تعرضت ساحات الثورة والمسيرات السلمية لشباب الثورة في الشمال من مجازر وحروب خير برهان على جرائم وحروب صالح ضد اليمنيين دون استثناء من اي نوع ...

وعلى الرغم من مصادرة صالح للسلطة ،واستعداداته لتوريثها لنجله الاكبر احمد ، حلت روح محمد البوعزيزي بلحظة الخلاص للشعوب العربية ومنها اليمن التي اندلعت الشرارت الاولى لثورتنا صباح الـ 15 يناير 2011 في مسيرات طلابية من جامعة صنعاء ،غداة فرار دكتاتور تونس بن علي وبعد شهر واكثر من المسيرات الطلابية التي جابت شوارع صنعاء كنار في هشيم صالح ، وبعد لحظات من اعلان المصري حسني مبارك ليلة الـ 11 فبراير2011م كسر الشعب حاجز الخوف بشكل كلي بمسيرات في تعز وصنعاء، وفي مدينة تعز وعمدَ شباب الثورة ليلتهم المشهود في ذاكرة التأريخ بتأسيس اول ساحة حرية للثورة في الجمهورية ...

وبين 15 يناير و11فبراير ازيد من شهر من الحراك الثوري السلمي من قبل شباب الثورة الذين وضعوا كل القوى السياسية امام واقع ثوري جديد، دفعهم لإعادة النظر في الوياتهم وبالذات تكتل اللقاء المشترك الذي اعاد ترتيب اولوياته ،ووفاء بهبته الشعبية الجماهيرية التي هدد بها صالح ،لكن صمود الشباب في تعز 11 فبراير وفي صنعاء 15 يناير فرضتنا على جميع القوى اتجاه اجباري نحو الثورة دون العودة الى واقع ما قبل فضيحة قلع عداد الحكم ..

وبعيداً عن اي هوى او حسابات مناطقية ،كانت تعز مدينة الثورة وقلبها المتدفق بفكر الثورة ،ليس فقط بحراكها السلمي النوعي ،فلقد عزفت تعز لحن منفرد في حلم الثورة بكل جديد من تدشين اول ساحة حرية الى خروج خيرة شبابها بمسيرة الحياة الراجلة ،كما ان لصمود اهلها في وجه آلة الحرب والتدمير درسا لن ينسى في ذاكرة القتلة ،ومهندسي ومنفذي محرقة الهولوكست في ساحة الحرية وبقية المجازر منها مجزرة جمعةٍ "لا حصانة للقتلة" ...

من لحظتها الأولى ،وتجسيداً لإرادة شباب تعز وخياراتهم بالخلاص من نظام صالح ،شكلت مسيرات تعز وفعاليات الحرية -حينها_ الضربة القوية التي هزت صالح واحدثت تصدعات في بنية نظامه الشللي والاجرامي ،لذا خص تعز بنار الحرب ووبيل التدمير وانتهى المعركة بهزيمته ،وانتصرت الثورة وارداتها الشعب السلمية ،ويواصل ابناء اليمن تصعيدهم السلمي حتى تحقيق بقية اهدافها الثورة ،و وستستمر الثورة كفعل مستمر ،ومن يعتقد غير ذلك ،نرد عليه بمقولة خالدة للثوري الأرجنتيني تشي جيفارا رضى الله عنه " من يعتقد أن نجم الثورة قد أفل فإما أن يكون خائنا أو متساقطا أو جبانا, فالثورة قوية كالفولاذ, حمراء كالجمر, باقية كالسنديان عميقة كحبنا الوحشي للوطن " 

... دمتم ودامت تعز قلبا للثورة وساحتها قبلة للحرية ...