بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن محتجز تعسفيا منذ سنه..بأوامر مباشرة من محافظ صنعاء المعين من الحوثيين.. نقل رجل الأعمال الجبر لاصلاحية ومنع الزيارات عنه 3 حلول لحماية صحتك النفسية من الأثار التي تتركها الأخبار السيئة المتدفقة من وسائل الإعلام والسويشل ميديا إحداها لترميم قلعة القاهرة.. سفارة أميركا تعلن دعم مبادرتين في اليمن لحماية التراث الثقافي الكشف عن بنود مسودة اتفاق بين اسرائيل وحزب الله بمقصية رائعة.. رونالدو يقود البرتغال الى ربع نهائي الأمم الأوروبية أحمد العيسي ينافس نفسه في انتخابات اتحاد كرة القدم باليمن.. تعرف على القائمة النهائية للمرشحين تحذير للمواطنين في 9 محافظات من أجواء باردة وشديدة البرودة اسرائيل على صفيح ساخن اليوم.. اعتراض هدفين فوق البحر الأحمر وصافرات الإنذار تدوي في الجليل ونهاريا اتفاق أمني بين تركيا و فلسطين يشمل إرسال قوات عسكرية
نشبت على ارض ارتريا ثورة امتدت من عام 1958 بدأ بحركة التحرير الاريترية ثم جبهة التحرير الارترية عام 1961 بقيادة إدريس محمد ادم، أول رئيس للجبهة، ثم تلا ذلك عدة حروب وحملات عسكرية من قبل جيوش أثيوبيا لإخضاع الثورة الارترية، وقد عانت ارض ارتريا من الحروب التي خلفت الكثير من القتلى، وإعاقة التنمية، واستنزاف الموارد، البشرية والمالية لكلا الدولتين، وعندما لاح انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1990 اتفق في اجتماع في لندن كل من رئيس الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا ( اسياس افورقي ) أقوى المنظمات الارترية تنظيما وقائد جبهة تحرير تغراي الأثيوبية المعارضة بقيادة ( ميلس زيناوي) _ وهي القوميتان التي تلتقيان في كثير من الصلات_ اتفقتا على إسقاط حكومة ( منفستو هيلا مريام ) على أن يساعد كل منهما الأخر فيحصل ملس زيناوي وجبهته على الحكم في أثيوبيا وتنال ارتريا استقلالها، كانت الثورة الاريترية قد أطلق عليها الثورة المنسية وذلك لطول فترة الثورة وندرة ظهور أخبارها على الإعلام العالمي.
وفي 24 من مايو 1991 دخلت قوات الحركة الشعبية لتحرير ارتريا العاصمة أسمرة، وعندما صوت الاريتريون في الاستفتاء لصالح الاستقلال وأعلن تاريخ 23ماي 1993 استقلال ارتريا عن الدولة الأكبر إثيوبيا، بارك كثير من الشعوب العربية هذا الاستقلال نتيجة ما كانت الحكومة الأثيوبية تنتهجه ضد السكان الارتريين في الشرق، وماركسية الحكومة، وكذلك تعاطفا مع السكان الذين يتبعون الصومال في إقليم اوجادين بالهوية، وسلمته بريطانيا عام 1954لصالح الدولة الأثيوبية بموجب اتفاقية برلين عام 1884والتي نشبت بسببه أكثر من حرب بين الصومال وإثيوبيا لاسترداده بعد تشكل دولة الصومال واستقلالها عام 1960، وكانت الحروب بين عامي ( 1964 وعام 1977) وما زال هذا الإقليم حجر زاوية في الممارسة السياسية الآن في العلاقة بين الحكومتين الصومالية والأثيوبية.
ومنذ بداية الثورة الارترية والتي تشكلت في بور سودان عام 1960من الطلبة واللاجئين الارتريين قامت الحكومة السودانية بواجب الضيافة وباستضافة اللاجئين الارتريين وعائلات المشاركين في الثورة، وأصبحت السودان النقطة الأولى في اتصال ثورة ارتريا بالعالم ومن مطاراتها بدأت الهجرة والمهاجرين الباحثين عن العمل والعلم والأمن في الدول الغربية من قبل الارتريين.
وقد دأبت دول عربية ولو على استحياء ( مراعاة لأثيوبيا مقر منظمة الوحدة الإفريقية) على مساعدة الثورة وتدريب منسوبيها وكانت سوريا من السباقين إلى هذا الدعم وكذلك العراق.وقد تعلم كثير من كوادر الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا وجبهة التحرير الارترية في السودان ومصر واليمن وسوريا.
وعندما أصبح لإرتريا رئيسا وعلما ومقعدا في الأمم المتحدة استبشر الكثير منا خيرا إذ أصبح البحر الأحمر بحيرة محاطة بدول صديقة، ولقد تحرر الشعب الارتري الذي بسبب العاطفة العرقية( أكثر من 30%من مجمل السكان من أصول عربية) والعاطفة الدينية (..55% من إجمالي السكان مسلمون ) وعاطفة الجيرة والتجارة، ومن منا لم يحكي له أجداده عن عصب وأسمره، ومن لم يعمل لدى شركته أو مؤسسته عامل أو بائع ارتري بسحنته الذهبية وطباعه الهادئة ولكنته المميزة القريبة للهجة السودانية مقرونة ( بشهقة) في حاله الإجابة بنعم اختصارا.
وعندما أعلنت ارتريا استقلالها بادرت ثلاث دول بالاعتراف بها, هي مصر والسودان والكيان الإسرائيلي، لكن لم يمض فتره أصبح لإرتريا عاصمة ودوله وجيشا أي بعد 3 سنوات حتى رئينا ما لم نتوقعه، فقد بدأت قوات ارتريا بغزو جزيرة حنيش اليمنية والاستيلاء عليها بعد قتال دام 3 أيام ، وذلك في تاريخ 25/ ديسمبر 1995 ، وتصرفت القيادة اليمنية بكل حكمة وهي التي للتو خرجت بجروح حرب الانفصال, وذهبت للتحكيم الذي أعاد الجزيرة وتوابعها للسيادة اليمنية، وكانت ارتريا قبلها قد قامت بمهاجمة الأراضي الجيبوتية بحجة تعديل الحدود.
لكن ما هو أّّمر وأكثر إيلاما انقلاب الجبهة على الدولة التي احتضنت الشعب الاريتري فقامت بالعداء السافر ضد حكومة السودان، وجعلت من ارتريا منطلق ومربى لكل الحركات المعارضة السودانية سوى في الشرق في كسلا ، او في دارفور في الغرب، او في الجنوب مع الجبهة الشعبية بقيادة جون قرنق، وقامت بكل ترحاب بعقد المؤتمرات حتى وصلت عدوى المعارضة إلى الصادق المهدي الذي وجد له في ارتريا ما يقدم له من تسهيلات, وكأن السودان هو الذي منع استقلال ارتريا طيلة ثلاثون عاما من الكفاح المسلح وليست أثيوبيا، ثم قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوداني في 6 إبريل/ نيسان 1994. واستمرت العلاقات مقطوعة والحدود مغلقة في وجه الشعبين حتى تم استئناف البلدين العلاقات الدبلوماسية بينهما وفتح الحدود في 21 و22 يناير/ كانون الثاني 2001.
ولم تكتف الحكومة الارترية بهذا العداء وقلب الحقائق ضد السودان المضياف بل نشبت الحرب الأولى مع الحكومة في أثيوبيا التي ساعدت حكومتها على استقلال ارتريا في الأولى في والثانية 1998- 2000 بحجة النزاع على الحدود المشتركة بين ارتريا وأثيوبيا وراح من الضحايا ما يقارب من 80 ألفا من الجانبين.
ثم فجأة تتحسن العلاقة مع اليمن ويقوم الرئيس الارتري بزيارتها بعد تسليم الجزيرة لليمن، لكن الحكومة الارترية تفتح جبهة لها في الصومال وتنازع ارتريا جيبوتي المصالحة وترتيب البيت الصومالي, فتارة مع شيخ شريف احمد وهو على رأس المحاكم الصومالية، وتارة ضده وهو على رأس الحكومة الصومالية نكاية بالاتفاق الذي وقع تحت رعاية جيبوتي وبعض الدول العربية.
وفجأة يتجه إلى إيران فيقدم لها الرئيس الاريتري التسهيلات في موانئه ويصبح ساحل ارتريا على البحر الأحمر والذي يبلغ طوله قرابة ألف كيلومتر تحت تصرف حركة التمرد الحوثية المناهضة للدولة اليمنية وتصبح ارتريا نقطة التزود الأولى بالسلاح والمؤن للحوثيين والمرتزقة للقتال ضد حكومة صنعاء، بل خرجت أنباء تفيد بوجود معسكرات في ارتريا للحركة وعن تواجد عسكري إيراني، إضافة إلى التواجد الإسرائيلي في بعض الجزر منذ عهد حكومة هيلا سلاسي وقبل استقلال ارتريا.
ومنذ استقلال ارتريا (1991) حتى الآن تسيطر الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا التي عدلت مسماها إلى (الجبهة الشعبية للعدالة والديمقراطية) بقيادة اسياس افورقي على مقاليد البلاد ومن حرب إلى أخرى والجيش الارتري ما يكاد يعود من موقعة إلا وتنشب أخرى.
بقي أن نعيد النظر في السياسة العربية تجاه الدولة الارترية... ونتساءل: هل الدول العربية أهملت الساحل الغربي للبحر الأحمر وتلقفتها إسرائيل الذي تعتبر ثالث دولة تعترف بها، ويمكن أن تكون أول دولة يزورها اسياس افورقي، حيث قام بزيارتها عام 1992 للعلاج والاستشفاء؟؟، أم أن السبب يرجع إلى مبادرة الدولة العبرية في إقامة علاقات وثيقة بسبب الموقع الاستراتيجي والخوف من تحول البحر الأحمر إلى بحيرة عربية تتحكم في مداخل البحر الأحمر في باب المندب وعلى الجزر الكائنة في المضايق أمثال جزيرة ( دهلك)؟؟
ويبلغ عدد الجزر التابعة لإرتريا في البحر الأحمر 126 جزيرة أهمها جزيرتي ( حالب وفاطمة) لوقوعها أمام باب المندب، أما أرخبيل حنيش البالغ عددها (43)جزيرة فيتبع لليمن، بما فيها جزر حنيش وجبل زقر، ويقابلها أيضا جزر كمران اليمنية ثم الجزر السعودية الواقعة في مواجهة الساحل الارتري وأكبرها جزيرة فرسان.
وقد نستوعب قيام ارتريا باحتضان المعارضة السودانية نتيجة الضغوط التي مورست على السودان أعقاب حرب الخليج والدور السلبي لحكومة الإنقاذ مع دول الخليج وتكفل بعض دول الخليج بالدفع لإرتريا، لكن الأمر استمر إلى كل دول الجوار جيبوتي ـ أثيوبيا ـ السودان ـ اليمن ووصل الأمر إلى الصومال، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت تلتمس الدور غير الطبيعي في علاقة ارتريا بمجتمعها الدولي.
وقد أبانت ارتريا بل تحججت في كثير من الحروب وتحريك جيوشها يمنه ويسرة بعامل الحدود والظلم الذي وقع عليها نتيجة تأخر استقلالها واستقطاع الدول المجاورة لمسافات من حدودها، لكن ماذا نفسر به تحركها ضد المملكة واليمن في دعم حركة التمرد الحوثية في الشمال اليمني وبمحاذاة الحدود السعودية وفتح حدودها لدعم الساحل اليمني المقابل بكل أنواع المؤن ابتداء بالبندقية والصاروخ مرورا بالمطابع والمقاتلين إلى المواد الغذائية العسكرية.
المعروف في عرف العلاقات الدولية أن الدولة عندما لا تلتزم بالاتفاقيات والوعود التي تقطعها على حكومتها في الاجتماعات والمباحثات تصبح موضع شك في أي اتفاقات قادمة، بل تعتبر أي وعود بمثابة خطوط هلامية غير قابلة للاتفاق، وإذا كانت الأمور مصحوبة بحسن الظن فان الطرف المقابل يتأخر في تنفيذ ما يخصه في الاتفاق حتى يتم تنفيذه أولا من قبل هذه ألدوله.
وما كنا نتوقعه من ساسة الدول العربية وخاصة المجاورة هو احتواء الدولة الناشئة وتقديم كل أنواع الدعم وملء الفراغ الناتج عن انسحاب قوات دوله ( أثيوبيا) ووجود دولة وليده بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
فوجود جبهة ثورية كانت في مواجهات قتالية تجد نفسها في مدة وجيزة على رأس حكومة في دولة ناشئة لم يكن فيها من علامات الدولة سوى المواني أمر ليس بالسهل تقبله وستواجه صعاب جمة اعتبارا من إيجاد العملة والرواتب مرورا إلى مقرات الوزارات والرئاسة وغير ذلك من الدوائر الحكومية الناشئة والتي تحتاج إلى مقرات لموظفيها ومسئوليها، والمواد المصاحبة لذلك, من أثاث ومعدات أمنية وحربية ونقدية وخاصة أن ارتريا لم يكن يوجد لديها ناتج وطني للتصدير سوى المواني التي كانت تدر عليها بعض الموارد المالية نتيجة الاستيراد والتصدير بواسطة الدولة الأثيوبية التي تستخدمها بإذن وبمقابل مادي من دولة ارتريا.
ويمكن - أيضا- ان نلتمس الأعذار للبعض، فنشوء هذه الدولة جاء في وقت كانت المنطقة للتو خرجت من حرب كلفت أكثر من ستمائة مليار دولار ، وهي حرب الخليج الثانية وإخراج القوات العراقية من الكويت.
لكن لا يعني هذا عدم وجود تقصير من قبل الدول العربية الفاعلة على البحر الأحمر واعني بذلك المملكة العربية السعودية ومصر ، فنتيجة هذا التقصير من عدم إرسال البعثات الدبلوماسية والتعليمية والمعلمين والمستشارين ومنح القروض وفتح التسهيلات العمالية والمالية نرى ارتريا اليوم تكاد تكون غريبة عن محيطها:
فاللغة العربية أقصيت إلى ابعد الحدود.
ودين الأغلبية تراجع في كثير من المواقع.
والاستثمارات الحكومية والفردية تكاد تكون معدومة.
والتعاون الاقتصادية في ادني حدوده.
والتبادل الثقافي متوقف.
وأهملت المواني الارترية من إمكانية بناء المصافي البترولية عليها، والانطلاق من خلال هذه المواني التجارية إلى قارة أفريقيا تجاريا.
وحتى خطوط الطيران والرحلات الجوية في اقل عدد لها نتيجة عدم وجود وفود وارتباط تجاري و صناعي.
ولم تتحمس ارتريا للدخول في جامعة الدول العربية رغم أحقيتها أكثر من دولة الصومال أو جيبوتي وجزر القمر، ونأت بنفسها عن قضايا الشرق الأوسط وإشكالاته، وضاعت جهود الأجداد والإباء في نشر اللغة والدين في ارض مصوع واسمرا والبجا .
واستندت حكومة ارتريا في حل قضاياها على البندقية التي أخفقت وجرّت المنطقة معها إلى ويلات الحروب، وأصبحت حكومة ارتريا مثل المطية والأجير للدولة التي تدفع أكثر ( مؤقتا)، طبعا إذ لم تبقى إرتريا في علاقاتها مع كثير من دول الجوار مستمرة لفترة طويلة ، وطبيعي أن تنشأ بين الدول الخلافات لكن الخلافات التي تبحث عنها ارتريا خلافات حدودية واهية وغير واضحة الملامح، فبعدائها المستمر مع أثيوبيا ولّد العداء مع جيبوتي نظير تحّول الاستيراد عن طريق موانئ جيبوتي، وسرعان ما أصبحت ارتريا محاطة بثلاثة بحور من العداء ولم يبق لها إلا البحر الأحمر ( الرابع) فأشعلته ضد اليمن وأجرت موانئها للحركة الحوثية لتموين المتمردين وجلب المعدات والمقاتلين للسواحل اليمنية الذي استطاعت المملكة إيقافه بعد مهاجمتها من قبل المتمردين في صعده.
فعدم وجود استثمارات في ارتريا تخشى عليها وقلة الاهتمام العربي بالشأن الارتري جعل ارتريا تعتمد على وسائلها الخاصة المتمثلة في التهديدات العسكرية والاشتباكات من وقت لآخر مع الدولة المجاورة.
والمتأمل في الميزان البشري والمساحي والاقتصادي يجد ارتريا رقم صغير أمام أي مقارنة لجاراتها، فارتريا يبلغ تعداد سكانها 4ملايين نسمه بينما السودان40,187 مليون نسمه واثيوبيا57 مليون. وتبلغ مساحة ارتريا118000 كم بينما تساوي مساحة السودان 2,5 مليون كم مربع وتبلغ مساحة أثيوبيا 1,127,127 كيلو متر مربع.
وبناء على الشكاوى المتعددة من جيران اريتريا وخاصة بعد تحرك الدول المعنية بالشأن الصومالي ووجود ارتريا داعما رئيسيا للحركات ذات الاتجاه الإسلامي في الصومالي، أصدر مجلس الأمن قراره رقم ( 1907 ) في 23/11/2009 والقاضي بفرض عقوبات علي إرتريا تشمل حظر السفر للمسئولين في الدولة، وحظر توريد الأسلحة، وتجميد أرصدة الدولة في البنوك الدولية وذالك لدور الحكومة الارترية السلبي في الصومال واحتلالها لأراضي متنازع عليها مع جيبوتي بالقوة ، إضافة إلى صدور حكم سابق ضد ارتريا من قبل هيئة التحكيم الدائمة في لاهاي، وهي المحكمة الدولية المتخصصة في فض المنازعات بين الدول، والتي حكمت على إرتريا بدفع ثمانية ملايين يورو إلى جارتها إثيوبيا، وذلك تعويضا على الضرر الذي تسببت فيه بين عامي 1998 و2000، خلال الحرب التي اندلعت بين البلدين إضافة إلى تحميل ارتريا مسئولية البدء بالحرب.
وهنا نعيد إمعان النظر في الأيدلوجية المعتمدة في السياسة الخارجية منذ تشكيل الحكومة واستقلالها حتى الآن وباختصار:
تكمن في محاولة الاستفزاز لتلقي المساعدات باستخدام القوات المسلحة ومحاولة إخافة الخصم بالتحركات العسكرية الجدية، والدخول في عمليات ( ربحية سريعة) كتسهيلات عسكرية ، آو عمليات تموينية محدودة لحساب جهات دولية، وسياسيو ارتريا يؤمنون بمبدأ القوة في حل خلافاتهم، فبما أن استقلالهم نتج عن البندقية فالخلافات الحدودية التي تدعي بها ضد جيرانها يجب أن تحل بالقوة أيضا، ولإيجاد الدخل اللازم، فان السياسة الخارجية الارترية تدار كأنما شركة تنفذ مشروعا هنا وعندما تنتهي من أعماله تنقل عمالتها إلى الموقع الآخر.
وإذا كانت النجاحات الخارجية تعطي الانطباع الحسن على الداخل في رفع مستوى المعيشة وتنفيذ المشروعات التنموية في البلاد فان الحكومة الارترية بانشغالها بالتحركات العسكرية وصرف كثير من دخلها القومي على هذه المشاريع، أبانت عن بطئ شديد في التنمية واستمرار حالات الهجرة وتدني المستوى المعيشي للفرد، وبهذا فان الدول العربية المحيطة مدعوه بقوه إلى التأثير على مجرى السياسة الارترية بالعمل على خلق مناخ جيد لبناء علاقات مستقرة تعتمد على الاحترام المتبادل لدفع الشرور المحتملة وتلافي ما أشير إليه في الفقرات السالفة، وإذا كانت الثورة الارترية يطلق عليها الثورة المنسية فان الدولة المنسية يقترب أن يطلق على ارتريا.
saadbinomar@hotmail.com
*جريدة القدس العربي - لندن