ورحل ابن شملان الذي طرز أحلامنا بالأمل
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 14 سنة و 10 أشهر و 9 أيام
الثلاثاء 05 يناير-كانون الثاني 2010 05:21 م

رحل الذي طرز أحلامنا بالأمل ، وكسر حواجز الخوف ، وتعدى خطوط القصر الحمراء ، تجرا مقتحما ، وفتح الباب على مصراعيه مشرعا نافذة للتغيير والتحدي..

ابن شملان هذا الإنسان اليمني الذي هتك بجرأته الوطنية ما كان يظنه السياسيون شيئا الاقتراب منه الموت ، أبطل مفعول الخوف، وجازف ليقول لعلي عبد الله صالح الذي مازال يمسك بتلابيب الوطن أنا: هنا أتحداك ، وفعلا فعلها ابن شملان وجعل صالح مرتبكا يشرب كأس الليمون-في مقابلة له على قناة الجزيرة - ليفتح مسامات حلقومه الجاف وهو يرى هذا الذي جاء من حضرموت اليمنية شاهرا سلاح المنافسة في وجه هيمنة أهانت اليمن . وأذلته وجعلته لا شيء بين شعوب الأرض.

أتذكر خطابة الفذ حين قال : أيها المواطنون ألا تنتصروا اليوم ليمنكم لوطنكم.. لمستقبلكم ومستقبل أبنائكم.

كان آخر عهدي بالحياة السياسية وزارة النفط ومجلس النواب وقد تركتهما طواعية لأسباب تعرفونها (

بهذة الكلمات بدأ الرجل النزيه عفيف اليد واللسان الوطني الجسور رمز الشرف والنزاهة

مرشح الرئاسة فيصل عثمان ابن شملان.. في المهرجان الانتخابي الرئاسي الأول عام 2006م الذي دشنته احزاب اللقاء المشترك في ملعب الثورة الرياضي الذي حضرته عشرات الآلآف من الجماهير من مختلف العاصمة صنعاء

ثم استطرد ابن شملان تركتهما( طواعية وانزويت اقرأ وأتأمل في بيتي) عندها سرت في جسدي قشعريرة

وأنا اسمع هذا الرئيس المتصوف الزاهد،الذي أبى إلا أن يظل نظيفا وبعيدا عن التلوث بفساد المفسدين هذة الكلمات التي بداها ابن شملان كشفت عن اسرار رجل عظيم ظل بعيدا عن أضواء الشهرة وطنيا جسورا شريفا لم يرضى ضميره أن يقتات من عرق الشعب ودمائه ..ابن شملان هذا الرجل الذي شملته كل مزايا الخير ودثرته قيم التقوى والصلاح لم تغريه اغراءات المفسدين ولم يشده حنين لمنصب تركها وهي تراوده عن نفسه فأبى واستعصم قائلا لا إني أخاف الله في هذا الشعب..

ثم أردف ابن شملان وهو يلقي كلمته تلك التي أوقفت الجماهير مشدوهة قائلا( ويتساءل بعضكم اليوم ما الذي أخرجني إلى الحياة العامة؟أقول لكم "أخرجني المتسولون في الشوارع، وفي الجوامع، وفي البيوت.. أخرجتني هذه الأوضاع العامة، التي آل إليها حالنا وإن تركناها تستمر لن تودي بحاضرنا بل حتماً ستودي بمستقبلنا".. أخرجني مشروع اللقاء المشترك للإصلاح السياسي والوطني إذ وجدت فيه إطاراً عاماً للحكم يسع الجميع، ويرحب بالجميع، ويتعاون مع الجميع، وهو للجميع وقد رأيت فيه مفتاحاً للخروج من هذا الضيق إلى السعة والعزة والكرامة في هذة اللحظات سقطت الدموع من عيني وانا اسمع ابن شملان وهو يتحدث بهذة الكلمات كنت احس ان كلماته هذه تخرج من قلب تستوطنة الحرقة على هذا الشعب قلب مشتعل بحريق الألم رئيس واعد بخير واعد لهذا الوطن..

ثم اخذ يسرد أوضاعنا وما آلت إليه البلاد من تدمير وإفساد وضرب لكل مقوماتنا ومقدراتنا الوطنية ..

ثم قال يقولون لي لماذا لا تتحدث عن السياسة الخارجية وأقول لهم ان السياسة الخارجية

هي انعكاس للسياسية الداخلية إذا وجد النظام والقانون وإذا كان المواطن صحيحا معافى منتجا وخلاقا وتساوى الناس وصرفت عوائد الثروات في مكانها الصحيح وكان التعليم قويا والشعب حرا فإن الوطن لن يكون مرتهننا لسياسات الدول الخارجية.وصدق ابن شملان رحمه الله

هذا هو ابن شملان عملاقا وطنيا شريفا نزيها رمز انعتا قنا وسر من أسرار تحررنا

قبل أيام قالوا أنه رحل :

فأخذت أتساءل من يكسر هذا الطوق؟!!, من يعيد إلى الأرض بكارة أحلامها؟!. كان هذا النوع من الأسئلة يتدفق في ذهني.. ليضعني على حافة الغرق. لم أجرؤ على الكلام كي لا تتحرك أفكاري فتسقط في اللجة, فقط جلست قرب غوايتي أتأمل أمطاري القديمة وهي تعود إلى غيمتها بعد أن رأت ذلك الرجل القادم من قلب التحدي .ليرحل دون ان يترك بعده من يجروء على التحدي..!!

تذكرته وأنا أقف في ملعب الثورة بصنعاء عند أول مهرجان انتخابي له وهو يعزف على وتر قلبي فأبكاني ، أبكاني ابن شملان ، لأني كنت أحس أن كل كلمة قالها كانت تعتلج في صدري الغض المتعب ، المثخن بالأسى على وطن يذوى فيما يرقص رقًّاص الثعابين على أناتنا وجوعنا وبؤسنا وتخلفنا.

آآآآآه يا ابن شملان ، رحمة الله تشملك يا أروع من أنجبته هذه الأرض ، ويا أنقى يمني لم تتلوث يديه بحقوق الناس أو دماؤهم..