طفل يموت بحكم قضائي.. سحبوا عنه أجهزة التنفس رغم معارضة أمه نقابة الصحفيين اليمنيين: نواجه حربًا واستهدافًا ممنهجًا من أطراف الصراع محمد بن سلمان يلغي رحلته إلى قمة العشرين.. ومصدر لبلومبرغ يكشف السبب وفاة 10 أشخاص وإصابة 4 في حادث مروري مروع بمحافظة ذمار رونالدو يكشف موعد اعتزاله كرة القدم.. هل سيكون مدربًا بعد تعليق حذائه؟ الداخلية السعودية : القبض على يمني قـ.ـتل آخر حرقاً بالأسيد وطعنه بسكين صدمة في اليمن بعد قيام الحوثيين بالإفراج عن أخطر إرهابي يقف خلف مجزرة ميدان السبعين الدامية عام 2012 نيابة الأموال العامة في الضالع تنفذ حملة لإغلاق محلات الصرافة المخالفة في قعطبة تم تعذيبه حتى الموت ..وفاة شيخ مسن ٌمختطف في سجون الحوثيين بمحافظة البيضاء واتس آب تكشف عن ميزات جديدة لمكالمات الفيديو .. تعرف عليها
في أول يوم دراسي مفترض، وخلال تطلعي لأخبار قطاع غزة، وجدت خبراً عادياً هناك يقول أن تلك البقعة التي تعاني من عدم وجود دولة تكفي متطلبات شعبها الكثيف والمحاصر ومهدوم المدارس قد انتهت من التجهيز لبدء العام الدراسي الجديد هذا الاسبوع. قبل سبع سنوات، قدمت الحكومة التونسية استقالتها بسبب إخفاق وزارة التربية والتعليم في إعلان نتائج التعليم الثانوي وتأجيلها أسبوعاً، بعدها أُقتصِرت الاستقالة على حقيبة وزارة التعليم بسبب ذلك الفشل اللاأخلاقي بحسب الحكومة، وصار المواطنون يدعون الوزراة بوزارة "التعليك" في تلميح لكثرة الكلام. أما في اليمن الجديد بلد الحكمة، فيمكن بسهولة قياس مفهوم وأهمية قيمة "التربية والتعليم" من خلال إعلان الوزارة نتائجَ الثانوية العامة في أول يوم دراسي في العام الجديد، ودعم ذلك المفهوم عدم حضور الطلاب الى مدارسهم في أول يومدراسي وذلك لتاربهم المتكررة (آخرها العام الماضي) بسبب عدم تواجد المعلمين، وقد صدق حدسهم بل تجربتهم.
في بلد الحكمة يتم الاعلان عن نتائج المراحل النهائية عدم مرات ثم لا تتحقق أي منها، وتظهر النتائج قبل يوم واحد من الترايخ الرسمي لبدء الدراسة في البلاد. تظهر النتائج كاشفةً أن 31% من طلابها الـ206 ألفاً راسبون وإن كان من بين الناجحين الكثير من الفاشلين تعليمياً وتربوياً والكثير من الضحايا الذين ظلمتهم أمزجة المصححين المعكننة بسبب المستحقات.هذا هو واقع عمل وزارة للتربية تريد أن تغرس في نفوس صغارها فيم الصدق والالتزام والجدية والمدنية، لا نرى منها إلا مدارس أهلية تتبع مسئولي الوزارة تتمتع بامكانيات الوزارة المجانية. وكون الطالب وولي أمره ليسوا معنيين بظروف الوزارة المتكررة، فهل سيكترث الوزير (الذي أعترف بأني معجب دائم بربطة عنقه الكبيرة والأنيقة) لتقديم تبرير عن ذلك أم أنه سيمُن علينا باعلانه النتيجة، وهل يا ترى يمكنه أن يمُن علينا بأسباب عدم البدء بالعام الدراسي الجديد أم أن أنفلونزا الخنازير لا تزال كامنة داخل بعض المدارس؟
بصراحة لم أدرك أن الأمور في الوزارة بهذه العشوائية واللامبالاة العجيبة، فلقد رافقت إبنتَيَّ إلى مدرستهما لبدء الدراسة وجدت البواب "حميد" يقهقه على سذاجتي هامساً "أنصحك ترجع بعد أسبوعين، مافيش أحد داخل إلا 3 مدرسات يجهزين أمور ادارية. الأحد بعد الجاي عطلة رسمية وبتماطل هذه المدرسة الأهلية بقية الأسبوع الجاي عشان تتهرب من دفع رواتب المدرسين عن شهر سبتمبر." هرعت بعدها لزيارة مدرستين حكوميتين بالجوار لنتأكد من كلام خبير بهذه الأمور كحميد ووجدت أن وزير التعليم "يكذب بالفعل" فقفلي المدرستين لا يزالان ساكنان على بوابتهما استحضرت خلالهما سريعاً صورة الوزارة الساكنة! تابعت الأخبار المحلية لذات اليوم ووجدت الوزير يفتتح مدرسة في ذمار ويؤكد على ابتداء الدراسة بزخم قوي. وفي ثاني يوم دراسي، ذهبت الى مدرسة حكومية ملاصقة لصحيفة حكومية في الجراف لأجد الأطفال يلعبون في الفناء. دخلتها الساعة الثامنة إلا عشر دقائق لأحصي المدرسين المتواجدين لأجدهم ثلاثة لاغير في مدرسة يفوق عدد فصولها 24 فصلاً. بعدها ذهبت الى مدرسة إبنتيَّ مجدداً لأجدها مفتوحة الأبواب لأغراض التسجيل واستلام أموال السذج الجدد لاغير ووجدت حميد ثابتاً على كلامه السابق.
نعلم أن رئيس الجمهورية ونائبه قد بدءا زيارتهما الميدانية التفقدية في وقت مبكر بعد العيد رغم انعقاد مؤتمر نيويورك هذا الأسبوع، ونعلم أن رئيس الوزراء لا يزال يقضي سبلة العيد بالرغم من انقضاء اجازته السنوية في فرنسا في الربع الأول من العام، لكن ما نراه كأولياء أمور أن أكبر سُبلة عيد على الإطلاق هي السبلة الخاصة بوزارة "التربية" التي طالت واستطالت ووصلت إلى المدرسة الخاصة التي دفعت لها كامل الرسوم مقدماً، لأني وثقت بوعد الدكتور الوزير وأعجبت بربطة عنقه الكبيرة والأنيقة.